المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



الخصائص العاطفية لدى المراهقات  
  
4414   10:31 صباحاً   التاريخ: 14-3-2018
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دنيا الفتيات المـراهقـات
الجزء والصفحة : ص46– 49
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

يرافق النمو العضوي المتسارع لدى الفتاة في هذه المرحلة من العمر نشاط فطري وغريزي من نوع آخر، فتتحرك العواطف والمشاعر في مجال جديد يترك آثاره على طبيعتها وسلوكها بشكل يضع أولياء الأمور أمام واقع جديد.

فإذا نظرنا الى مرحلة المراهقة من هذه الزاوية ، فإنه يجب اعتبارها فترة التفتح والنشاط العاطفي الخاص ، حيث تغادر الفتاة تعلقها بوالديها ، وتتجه بعواطفها واهتماماتها الى بنات سنها ، والى الحياة الزوجية.

ويبدو أن للترشح الهرموني في الدم بواسطة غدة الـ Hypophyse دور فعال في هذا التبدل العاطفي. إن النشاط العاطفي يتكاثف في هذه الفترة عند الفتاة الى درجة تثيرها أدنى عبارة أو حركة ، وتتضح على وجنتيها امارات الانفعال والخجل.

التبدل العاطفي :

من المميزات الظاهرة في مرحلة المراهقة، سرعة التبدل العاطفي ، حيث إنها قلقة وغير مستقرة على حال أو لون معين. ففي الوقت الذي يكون فيه أعضاء هذه الفئة العمرية مسرورين ومنبسطين ، يمكن أن تتغير هذه الحالة ليحل محلها الغم والهم لأتفه الأسباب. فتارة يحبون بشدة وأخرى يكرهون بشدة.

إن وجود العواطف ضرورة إنسانية ، وقد وصفها علماء التحليل النفسي بعامل النشاط والتقدم الإنساني. فقد اعتبرها هلن دوتش ، في كتابه تحليل نفسية الفتيات من تجليات ديناميكية النفس التي تتمظهر بأشكال مختلفة ، وهي في الواقع بمثابة ردود فعل طبيعية على المحيط الخارجي.

إن معامل هذه العواطف تتمظهر بأشكال مختلفة ، منها التمرد على القيود العاطفية وعلى حالات التبعية للغير ، على ما كان مألوف في مرحلة الطفولة من تعلق عاطفي شديد بالوالدين و ... وقبل أن تتمركز عواطف الفتاة وتستقر حول الجنس الآخر فإنها تتعرض الى نوع من القلق والاضطراب الممزوج بالحيرة.

كما ويميل الكثير من أعضاء هذه الفئة الى التفكير بالمستقبل. والى العمل على ضمان هذا المستقبل ، ومن هنا فإنهن يسعين الى التعرف على قوانين وأعراف الحياة العاطفية ، والى كسب المهارات في مجالات الحب والغرام ! ولا شك في تأثير إيحاءات ما يلاحظنه أو يسمعنه من الآخرين في هذا المجال.

جاذبية الحب :

تنجذب الإناث الى الحب مبكرا. وبحسب رأي موريس دبس ، فإن عاطفة الحب لدى الإناث -هي أخصب مما لدى الذكور بكثير (الا أنهن مختلفات عن الذكور).

والجدير بالذكر هنا أيضا أن الإناث يرغبن في أن يكن محور ومركز الجذب في الحب وليس العكس ، وهذه الحالة هي واحدة من الفوارق العاطفية بين الجنسين.

وفي ذات الوقت ، فإن الإناث في مرحلة المراهقة يتمتعن بدرجات عالية من الإخلاص والصدق ، وبميل عاطفي شديد الى التضحية من أجل ما يحببن . والخطر الذي يكمن هنا هو تغلب الشعور العاطفي الطافح على المنطق والتفكير السليم ، الأمر الذي يدعو الى إعمال

الرقابة عليه وترشيده باستمرار.

لكنه فيما يتعلق بحب المراهقات لا بد من الإذعان بأنه ـ وبحسب موريس دبس ـ لا يعدو أكثر من صورة كاريكاتورية عن الحب ... إن حبهن يمازجه نوع من الغموض والالتباس، فإنها تتجه الى أنفسهن أحيانا ... إن هؤلاء يتحدثن عن الحب ويتخيلنه قبل أن يعرفن ما الحب.

التعلق بالجمال :

يكتسب الجمال العضوي لدى الفتيات أهمية استثنائية وكلما كان هذا الجمال منسجما مع نظراتهن اليه ، كلما زاد تعلقهن واستمتاعهن به الى درجة يتحول معها الاهتمام بهذا الجانب ، عند بعض المراهقات ، الى نوع العبودية والهيام من المفرط بالجسد (1).

ولا يتوقف اهتمام المراهقات بالجمال عند الجانب العضوي وحسب ، بل ويتجاوزه الى الاهتمام بالكمالات الأخرى أيضا ... إنهن يسعين الى بلوغ حد الكمال في مجالات العلم ، والأخلاق ، والأدب ، وحتى العبادة ، خصوصا عندما يتلبسن بلباس أصحاب القيم والمبادئ ويحاولن مجاراة الكبار في السلوك.

الحياء :

فكما تمتاز الفتيات خلال مرحلة المراهقة بالكبرياء والغرور ، يتميزن بخصلة الحياء والخجل أيضا ، والأخيرة تعد نعمة كبيرة لهن ، وصيانة من كثير من حالات السقوط والانحراف . فإذا قل الحياء قل التورع عن ارتكاب المعاصي والذنوب . وقد أشار الإمام علي (عليه السلام) الى هذا المعنى بقوله : (من قل حياؤه قل ورعه).

_____________

1ـ البلوغ ، موريس دبس ، ص 114 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.