أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-3-2022
2286
التاريخ: 2023-09-02
1307
التاريخ: 22-7-2022
1700
التاريخ: 2-4-2022
2012
|
يرافق النمو العضوي المتسارع لدى الفتاة في هذه المرحلة من العمر نشاط فطري وغريزي من نوع آخر، فتتحرك العواطف والمشاعر في مجال جديد يترك آثاره على طبيعتها وسلوكها بشكل يضع أولياء الأمور أمام واقع جديد.
فإذا نظرنا الى مرحلة المراهقة من هذه الزاوية ، فإنه يجب اعتبارها فترة التفتح والنشاط العاطفي الخاص ، حيث تغادر الفتاة تعلقها بوالديها ، وتتجه بعواطفها واهتماماتها الى بنات سنها ، والى الحياة الزوجية.
ويبدو أن للترشح الهرموني في الدم بواسطة غدة الـ Hypophyse دور فعال في هذا التبدل العاطفي. إن النشاط العاطفي يتكاثف في هذه الفترة عند الفتاة الى درجة تثيرها أدنى عبارة أو حركة ، وتتضح على وجنتيها امارات الانفعال والخجل.
التبدل العاطفي :
من المميزات الظاهرة في مرحلة المراهقة، سرعة التبدل العاطفي ، حيث إنها قلقة وغير مستقرة على حال أو لون معين. ففي الوقت الذي يكون فيه أعضاء هذه الفئة العمرية مسرورين ومنبسطين ، يمكن أن تتغير هذه الحالة ليحل محلها الغم والهم لأتفه الأسباب. فتارة يحبون بشدة وأخرى يكرهون بشدة.
إن وجود العواطف ضرورة إنسانية ، وقد وصفها علماء التحليل النفسي بعامل النشاط والتقدم الإنساني. فقد اعتبرها هلن دوتش ، في كتابه تحليل نفسية الفتيات من تجليات ديناميكية النفس التي تتمظهر بأشكال مختلفة ، وهي في الواقع بمثابة ردود فعل طبيعية على المحيط الخارجي.
إن معامل هذه العواطف تتمظهر بأشكال مختلفة ، منها التمرد على القيود العاطفية وعلى حالات التبعية للغير ، على ما كان مألوف في مرحلة الطفولة من تعلق عاطفي شديد بالوالدين و ... وقبل أن تتمركز عواطف الفتاة وتستقر حول الجنس الآخر فإنها تتعرض الى نوع من القلق والاضطراب الممزوج بالحيرة.
كما ويميل الكثير من أعضاء هذه الفئة الى التفكير بالمستقبل. والى العمل على ضمان هذا المستقبل ، ومن هنا فإنهن يسعين الى التعرف على قوانين وأعراف الحياة العاطفية ، والى كسب المهارات في مجالات الحب والغرام ! ولا شك في تأثير إيحاءات ما يلاحظنه أو يسمعنه من الآخرين في هذا المجال.
جاذبية الحب :
تنجذب الإناث الى الحب مبكرا. وبحسب رأي موريس دبس ، فإن عاطفة الحب لدى الإناث -هي أخصب مما لدى الذكور بكثير (الا أنهن مختلفات عن الذكور).
والجدير بالذكر هنا أيضا أن الإناث يرغبن في أن يكن محور ومركز الجذب في الحب وليس العكس ، وهذه الحالة هي واحدة من الفوارق العاطفية بين الجنسين.
وفي ذات الوقت ، فإن الإناث في مرحلة المراهقة يتمتعن بدرجات عالية من الإخلاص والصدق ، وبميل عاطفي شديد الى التضحية من أجل ما يحببن . والخطر الذي يكمن هنا هو تغلب الشعور العاطفي الطافح على المنطق والتفكير السليم ، الأمر الذي يدعو الى إعمال
الرقابة عليه وترشيده باستمرار.
لكنه فيما يتعلق بحب المراهقات لا بد من الإذعان بأنه ـ وبحسب موريس دبس ـ لا يعدو أكثر من صورة كاريكاتورية عن الحب ... إن حبهن يمازجه نوع من الغموض والالتباس، فإنها تتجه الى أنفسهن أحيانا ... إن هؤلاء يتحدثن عن الحب ويتخيلنه قبل أن يعرفن ما الحب.
التعلق بالجمال :
يكتسب الجمال العضوي لدى الفتيات أهمية استثنائية وكلما كان هذا الجمال منسجما مع نظراتهن اليه ، كلما زاد تعلقهن واستمتاعهن به الى درجة يتحول معها الاهتمام بهذا الجانب ، عند بعض المراهقات ، الى نوع العبودية والهيام من المفرط بالجسد (1).
ولا يتوقف اهتمام المراهقات بالجمال عند الجانب العضوي وحسب ، بل ويتجاوزه الى الاهتمام بالكمالات الأخرى أيضا ... إنهن يسعين الى بلوغ حد الكمال في مجالات العلم ، والأخلاق ، والأدب ، وحتى العبادة ، خصوصا عندما يتلبسن بلباس أصحاب القيم والمبادئ ويحاولن مجاراة الكبار في السلوك.
الحياء :
فكما تمتاز الفتيات خلال مرحلة المراهقة بالكبرياء والغرور ، يتميزن بخصلة الحياء والخجل أيضا ، والأخيرة تعد نعمة كبيرة لهن ، وصيانة من كثير من حالات السقوط والانحراف . فإذا قل الحياء قل التورع عن ارتكاب المعاصي والذنوب . وقد أشار الإمام علي (عليه السلام) الى هذا المعنى بقوله : (من قل حياؤه قل ورعه).
_____________
1ـ البلوغ ، موريس دبس ، ص 114 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|