أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-09-2014
5630
التاريخ: 2-10-2014
5229
التاريخ: 31-5-2016
5614
التاريخ: 7/10/2022
1546
|
يقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 62]
مثلما أنه يتعين استنباط التوحيد الأصيل من خلال الاستمداد من القرآن والعترة فإن المعرفة الخالصة بالمعاد لا يمكن إدراكها من دون التعمق في هذين الثقلين الثقيلين فأهل الكتاب وإن اعترفوا بالمعاد في الجملة، إلا أن تفكراً من قبيل {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً} [البقرة: 80] وهو الذي ابتلي به اليهود، لا يمكن مقارنته بالمعارف العالية في مجال حضور العمل وإحضاره وأن النفس ذاتها هي التي تحضره. وهذه المعارف تطرحها هذه الآيات: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 8] {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا} [آل عمران: 30] ، {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ} [التكوير: 14] في معرفة المعاد تلزم هو أصول كثيرة ومهمة يمكن إجمال بعضها في ثلاثة أصول: الأول حضور العمل، سواء كان قبيحاً أو حسناً، والآخر هو إحضار العمل؛ أي ليست القضية أن العمل يكون حاضراً بنفسه وأنه لا يكون تحت تدبير المحضر، والثالث هو أن مُحضر كلّ عمل هو العامل نفسه لا من هو أجنبي عنه. بطبيعة الحال إن جميع هذه الأصول المنظمة والمنضودة تنتظم وتترتب في ظل الهداية الإلهية.
وإذا كان الشخص ذاته ممن يأتي بالصالحات فهو يوصي الآخرين بالصبر كي يصلوا هم أيضاً إلى العمل الصالح.
والغرض هو أن اليهود معتقدون بأصل المعاد والمحاسبة بعد الموت، وهم من هذه الجهة خائفون من الموت؛ لأنهم خائفون من لوازم أعمالهم السيئة وإن الآية الكريمة: {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [الجمعة: 6،7] لشاهد على ذلك، لكن لابد من الالتفات هنا إلى نقطتين: الأولى يجب تحصيل المعرفة الأصيلة بالمعاد في ظل البرهان القطعي، الذي هو أعم من النقلي والعقلي، والثانية هي أن المعرفة التفصيلية بالمعاد، وإن كانت توجب الكمال وتستدعي مزيداً من الإيمان في الدنيا وازدياد في الآخرة، لكنّه من أجل تحقق أصل الإيمان والخلاص من العذاب وبلوغ أصل الثواب فإن الاعتقاد الإجمالي بالمعاد الجسماني والروحاني واجب وإن تفصيله الاصطلاحي والعلمي غير ضروري.
وفي هذا السياق يمكننا استظهار أبدية ثواب المؤمنين من جملة: فلهم أجرهم عند ربهم ... في الآية محط البحث؛ وذلك لأنه لو كان أجرهم منقطعاً فإنّه لن يتناسب مع عنوان كونه «عند الله»؛ لأن ما يكون عند الله فإنه ـ ناهيك عن جلال شأنه ـ لا يزول: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل:96] هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنّه لن ينسجم مع عنوان نفي الخوف وسلب الحزن بشكل مطلق؛ وذلك لأن كلاً . من الخوف من انقطاع الأجر قبل حلول الموعد وما يتلوه من الحزن الحاصل من انقطاعه سوف يهددان المؤمن في الجنّة وإن منشأ هذا التهديد هو نفي الأبدية وسلب الخلود.
تنويه: إن جملة وفلهم أجرهم عند ربهم التي تعني: أن أجرهم حاضر الآن عند ربهم؛ كما هو الحال في الآيتين: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الشعراء: 90] ، {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [آل عمران: 131] تدل على أن الجنة والنار أيضاً موجودان وحاضران في الوقت الحاضر.
إن كون الجنّة وأجر المتقين موجودين حالياً لا يعني وجودهما في ظاهر هذا العالم المادي كي يُشكل بأن هذا لا يتناسب مع فناء عالم الطبيعة وطي صفحة عالم المادة بأسره قبل يوم القيامة وأنه يتنافى مع الآية: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] ، بل هو بمعنى كونهما موجودين في باطن عالم الطبيعة. وببيان آخر فإن جملة: كل شيء هالك ناظرة فقط تحققت الأشياء التي في عالم المادة بالعلل المادية، أما ما يتعلق بالمجردات وبعالم الملكوت وما لا سبيل لوساطة العلل المادية إليه فهو في الحقيقة ـ داخل في المستثنى إلا وجهه وهو من مصاديق «وجه الله».
خلاصة القول، إن أجر المؤمنين الحقيقيين هو عند الله لا عند الناس، وإن ما يكون عند الله فهو مصون من النفاد والزوال: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل:96] ومن هنا فإن أجر المؤمنين الحقيقيين يتسم بصبغة أنه عند الله وهو من سنخ وجه الله.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|