أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-02
346
التاريخ: 2023-06-30
1057
التاريخ: 2023-10-21
890
التاريخ: 2024-11-02
212
|
يقول تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 58]
ليس من السهل إثبات التعبد بلفظة "حطّة" الخاصة واستلهام ذلك من ظاهر الآية إلا أن تتولى الأحاديث المعتبرة إثبات ذلك. وما روي من أخبار في تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) (1) ومن طرق العامة (2) عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) فيما يتعلق بالجملة التالية في الآية {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [البقرة: 59] يؤيد هذا المعنى؛ لأنه، طبقاً لتلك الروايات، فإنّهم قالوا كلمات مشابهة بدلاً عن كلمة: {حطة}.
إنه ليس بالأمر اليسير على المتكبرين والمتمردين أن ينطقوا بلفظ خاص يوحي بالاعتراف بالذنب ويحتاج لروح التعبد والقلب الخاشع حتى يقول صاحب المنار:
وليس المعنى أنهم أمروا بحركة يأتونها، وكلمة يقولونها... وأي شيء أسهل على المكلف من الكلام، يحرك به لسانه بالنظر إلى أنه بلسان (3) الشرع أيضاً فإن هناك أمثلة كثيرة يكلف فيها المكلفون بتلفّظ ألفاظ بعينها؛ نظير ما يشاهد في الصلاة، وتلبية إحرام العمرة والحج، ورد السلام، وأداء الشهادة، بل - أساساً إن كل عمل في الشريعة الإسلامية فيه إظهار للخضوع والخشوع والتذلل بين يدي الباري تعالى (كالركوع والسجود فإنّه غالباً ما يكون مصحوباً بلفظ يحكي عظمة الله تعالى أو ذل العبد وطاعته؛ نحو ذكر "سبحان ربي العظيم وبحمده" في الركوع وسبحان ربي الأعلى وبحمده" في السجود. حصيلة الأمر فإن بني إسرائيل كانوا قد كلفوا بثلاثة أمور من أجل غفران خطاياهم وذنوبهم:
1. الدخول من باب خاص في القرية (والذي كان طبقاً لنقل بعض التفاسير (4) - منخفضاً والدخول منه يتطلب الانحناء، ومن الجلي أن الولوج من باب كهذا يسحق غرور الإنسان ويرغم المتكبر على الخضوع). بالطبع ليس المقصود من السجدة في هذه الحالة الركوع والانحناء؛ لأنهما من اللوازم الطبيعية للدخول من باب منخفض.
2. الدخول في حال السجود بمعانيه المتعددة المذكورة آنفاً (وهو - حسب بعضها أمر آخر غير الدخول من الباب المخصوص وطبقاً للبعض الآخر فهو عينه).
3. النطق بكلمة: حطة عند الدخول والظاهر من بعض الأحاديث أن التلفظ بنفس لفظة حطة كان من ضمن الأمر الإلهي، إلا أن يُحرز أن المقصود هو الاستغفار وطلب حط الخطايا وليس التلفظ بلفظ خاص.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. راجع تفسير الصافي، ج 1، ص 121.
2. راجع الجامع لأحكام القرآن، مج 1، ج 1، ص 385.
3. تفسير المنار، ج 1، ص 324
4. الجامع لأحكام القرآن، مج 1، ج 1، ص 386.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|