أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-9-2016
1162
التاريخ: 2023-05-02
924
التاريخ: 2023-04-25
839
التاريخ: 7-8-2019
1406
|
من الناحية النظرية فقد اعتبر أفلاطون أنه نتيجة اندماج عنصري الحرارة واليبوسة تولدت النار التي سرعان ما اكتسبت نُورَها وارتفعت للأعلى. «قال أفلاطون: فتركَّبَت الحرارة واليبس، واقتبسا من الضيائية اللون لقربها.» فشرح ذلك أحمد بن الحسين بن جهار بختار القرن (3هـ/9م) بقوله: «إن الحرارة واليُبس لما امتزجا تولد النار المحرق؛ ولطلب الحرارة العلو وسرعة اليبس اقتبسا من جوهر الضياء ما ظهر في لون النار واستعلى – أعني النار – على الطبائع المركبة.» 34
منح أفلاطون للعناصر الأربعة الأساسية أشكالًا فراغية ثلاثية الأبعاد كما هو موضح في الشكل، وقد أخذت النار الشكل الهرمي ذا الرؤوس الحادة (مصدر الصورة: بول، فيليب، الجزيئات ترجمة محمد عبد الرحمن إسماعيل، ط 1، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة القاهرة، 2016م، ص18.)
كما ألبس أفلاطون العناصر الأساسية للمادة أشكالا هندسية، وبالنسبة للنار فقد منحها الهرم ذا القاعدة المثلثة، فهو الصورة البدائية للنار، وهو الألطف والأخف والأشد وخزا من كل الأجسام. وهو الرمز الذي سيبقى حتى عصرنا هذا لدى التعبير عن التفاعلات الكيميائية التي تستهلك أو تنتج حرارة، أو حتى التعبير عن الطعم اللاهب للفلفل الحار.
ویری سارتون أنَّ بعض الشراح المعاصرين للأفلاطونية قالوا: إن متعدّدات الأوجه لا تنطبق على الأجسام، وإنما على حالات المادة (حالة نارية، حالة غازية، حالة سائلة أو جامدة)، وهو ما يُفسِّر لنا بصورة أفضل إمكانية التغيرات في الحالة الفيزيائية، كما كان يتصورها أفلاطون، وذلك عندما قال مثلًا (في طيماوس): إِنَّ المثمَّن الفراغي يتفكك إلى مضلعين رباعيين من النار. 35
ومن الناحية العملية فقد أدرك أفلاطون أنَّ «الحرارة والنار، نفسهما نتاج الاصطدام والاحتكاك.» 36 وقد افترض أفلاطون في الأصل وجود العنصر الخامس (الأثير) حتى يتمكن من إيجاد صلة للمقارنة بين المجسمات المنتظمة الخمسة، وعناصر الطبيعة؛ ففي محاورته (طيماوس) عدَّل المُجَسَّم الخامس بالكون كله، وفي محاورته (الأبينوميس) أي مجلس الليل، دعا العنصر الخامس بالأثير، وهو العنصر الذي يلي عنصر النار. وعند أرسطو كان الأثير هو العنصر الأسمى، وبَقِي رأيه بمثابة العقيدة الراسخة عند أتباعه من المشائين. لكن الرواقين تخلوا عن ذلك وعادوا لفكرة العناصر الأربعة. ومع عودة الأفلاطونية عاد معها العنصر الخامس لمكانته، ولم يميّز فيلون بين جوهر الأثير وجوهر النار السماوية في الديانة النجمية وجوهر الأرواح. 37 وقد قام كسينارخوس السليوكي Xenarchos (توفي 174 ق.م.) بنقد الأثير الأرسطي، فألف كتابًا رَدَّ فيه على القول بوجود العنصر الخامس أو الأثير. 38
____________________________________
هوامش
34- بدوي، عبد الرحمن، الأفلاطونية المحدثة عند العرب، أفلاطون: الروابيع، ط 2، وكالة المطبوعات، الكويت، 1977م، ص206.
35- سارتون جورج، تاريخ العلم، ج 1، ص 257.
36- ويلسون ميتشل، الطاقة، ص38.
37- سارتون تاريخ العلم، ج 5، ص 200.
38- سارتون تاريخ العلم، ج 5، ص 167.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|