أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-11-2014
2759
التاريخ: 2024-09-02
325
التاريخ: 3-12-2015
2842
التاريخ: 3-12-2015
2046
|
الاستعانة الصادقة والكاذبة
إن حصر العبادة والاستعانة بالله سبحانه، تارة لا يتجاوز حدود اللفظ والمفهوم وتارة يتعدى ذلك، فيشمل جميع الشؤون الاعتقادية والأخلاقية والعملية لمن يقول {إياك نعبد وإياك نستعين}. والسبيل إلى معرفة الاستعانة الصادقة هو أن ينظر ويدقق الإنسان في جميع شؤونه و ويحاسب نفسه، فإذا لم يعتمد في أي شأن من شؤونه على غير الله فهو صادق في صلاته وبحق يقول: {إياك نعبد وإياك نستعين}، لكن إذا كان في كل أمر أو حادث يواجهه ينظر إلى غير الله أولا وبعد الخيبة واليأس و من جميع السبل يلجأ إلى الدعاء والابتهال، فهذا يبين أنه غير صادق أيضا في الصلاة والدعاء، وإذا ما عرض له خلال الدعاء من يخدعه فإنه سيترك الدعاء.
وقد قسم الحكيم السبزواري الصدق إلى الصدق في القول والفعل فهو يقول:
الصدق بالقول وبالقصود والفعل كالوفاء بالعهود
يكذب مستعين حق إذ قرى ثم إذا المهم جا غيرا يرى(1)
فقائل "إياك نستعين" إذا كان أول ملجأ يخطر في باله، وأول برق يلمع في قلبه عند وقوع الحادثة هو (نور السماوات والأرض) الذي يضيء جميع الكون، فإنه سيرى الطريق بأشعة ذلك النور، أما إذا كان ينظر إلى غير الله كقوته أو عشيرته فهو كاذب في ادعائه حصر الاستعانة، ومثله المسافر الذي أضل الطريق فلمع له برق خاطف في ظلمات الليل ولم ينور الأجواء سوى لحظة عابرة، ثم اختفى فلم ينتفع منه شيئا وبقي يبحث عن الطريق: "ليس في البرق الخاطف مستمتع لمن.
يخوض في الظلمة"(2). فإذا كان لغير الله نور (وليس له نور) فهو كالبرق الخاطف في الصحراء المظلمة حيث لن يكون أبدأ بديلا عن (نور و السماوات والأرض).
ومن وصايا أئمتنا المعصومين(عليهم السلام) إلى أحب ذويهم عند اقتراب ساعة رحيلهم من الدنيا، هو الحذر من ظلم من لا يرى له ملجأ ومعينا سوى الله، لأن أول برق يلمع في ذهنه هو برق الاستعانة بالله سبحانه، ولا يدنس قلبه بأوساخ فكر الاستعانة بغير الله: "إياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله"(3).
ومثل هذا المتوكل بما أن دعاءه يكون خالصة، فهو مستجاب الدعوة حتما إن آهات المظلوم الذي لا غيث له لا يحجبها شيء وتصعد بلا مانع إلى ساحة القدس الربوبية والعرش الإلهي، ولهذا، فإن الإمام الحسن(عليه السلام) في صغر سنه أجاب على سؤال حول المسافة بين السماء والأرض فقال: "دعوة المظلوم مد البصر"(4) أي إذا كان السؤال عن المسافة الظاهرية فهي مد البصر ومدي ما ترى العين، وإذا كان السؤال عن غيب السماوات فالجواب هو الدعاء وآهات المظلوم التي تصعد نحو الساحة الربوبية والعرش الإلهي. وإذا لم يطلب الإنسان شيئا إلا من الله فإن الله ناصره حتما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. شرح المنظومة، قسم الحكمة، فريدة في الصدق، ص354.
2. البحار، ج 7، ص286.
3. نفس المصدر، ج 72، ص308.
4. تحف العقول، ص164.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|