الإمام الحسن العسكري والتمهيد لقضية الإمام المهدي ( عليهما السّلام ) |
1739
03:03 مساءً
التاريخ: 2023-05-15
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-16
1486
التاريخ: 2023-05-15
1088
التاريخ: 2-08-2015
3323
التاريخ: 2023-05-12
1639
|
إنّ أهم انجاز للإمام العسكري ( عليه السّلام ) هو التخطيط الحاذق لصيانة ولده المهدي ( عليه السّلام ) من أيدي العتاة العابثين الذين كانوا يتربصون به الدوائر منذ عقود قبل ولادته ، ومن هنا كانت التمهيدات التي اتّخذها الإمام ( عليه السّلام ) بفضل جهود آبائه السابقين ( عليهم السّلام ) وتحذيراتهم تنصب أوّلا على إخفاء ولادته عن أعدائه وعملائهم من النساء والرجال الذين زرعتهم السلطة داخل بيت الإمام ( عليه السّلام ) ، إلى جانب إتمام الحجة به على شيعته ومحبّيه وأوليائه .
ففي مجال كتمان أمر الإمام المهدي ( عليه السّلام ) عن عيون أعدائه فقد أشارت نصوص أهل البيت ( عليهم السّلام ) إلى أنه ابن سيدة الإماء[1] وأنه الذي تخفى على الناس ولادته ، ويغيب عنهم شخصه . وفي هذه النصوص ثلاث إرشادات أساسية تحقق هذا الكتمان ، أوّلها أنّ امّه أمة وهي سيدة الإماء وقد مهّد الإمام الهادي ( عليه السّلام ) لهذه المهمة باختيار زوجة من سبايا الروم للإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) ولم تكن للزواج أية مراسم ولا أية علامة بل كل ما تحقق قد تحقق بعيدا عن أعين كثير من المقرّبين .
وقد خفيت الولادة حتى على أقرب القريبين من الإمام ، فإنّ عمّة الإمام ( عليه السّلام ) لم تتعرّف على حمل أم الإمام المهدي ( عليه السّلام ) فضلا عن غيرها ، ومن هنا كانت الولادة في ظروف سرّية جدا وبعد منتصف الليل ، وعند طلوع الفجر وهو وقت لا يستيقظ فيه إلّا الخواص من المؤمنين فضلا عن غيرهم .
وقد خطّط الإمام العسكري ( عليه السّلام ) ليبقى الإمام المهدي ( عليه السّلام ) بعيدا عن الأنظار كما ولد خفية ولم يطلع عليه إلّا الخواص أو أخصّ الخواص من شيعته .
وأما كيفية إتمام الحجّة في هذه الظروف الاستثنائية على شيعته فقد تحقّقت ضمن خطوات ومراحل دقيقة .
الخطوة الأولى : النصوص التي جاءت عن الإمام العسكري ( عليه السّلام ) قبل ولادة المهدي ( عليه السّلام ) تبشيرا بولادته .
الخطوة الثانية : الإشهاد على الولادة .
الخطوة الثالثة : الاخبار بالولادة ومداولة الخبر بين الشيعة بشكل خاص من دون رؤية الإمام ( عليه السّلام ) .
الخطوة الرابعة : الإشهاد الخاص والعام بعد الولادة ورؤية شخص المهدي ( عليه السّلام ) .
الخطوة الخامسة : التمهيد لرؤية الإمام المهدي ( عليه السّلام ) خلال خمس سنوات من قبل بعض خواصّ الشيعة والارتباط به عن كثب وتكليفه مسؤولية الإجابة على أسئلة شيعته المختلفة وإخباره عمّا في ضميرهم وهو في المهد أو في دور الصبا من دون أن يتلكّأ في ذلك . وهذا خير دليل على إمامته وانه حجة اللّه الموعود والمنتظر .
الخطوة السادسة : التخطيط للارتباط بالإمام المهدي ( عليه السّلام ) بواسطة وكلاء الإمام العسكري ( عليه السّلام ) الذين أصبحوا فيما بعد وكلاء للإمام المهدي ( عليه السّلام ) بنفس الأسلوب الذي كان معلوما لدى الشيعة حيث كانوا قد اعتادوا عليه في حياة الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) .
الخطوة السابعة : البيانات والأحاديث التي أفصحت للشيعة عمّا سيجري لهم ولإمامهم الغائب في المستقبل وما ينبغي لهم أن يقوموا به .
ومن هنا نفهم السرّ في كثرة هذه النصوص وتنوّع موضوعاتها إذا ما قسناها إلى نصوص الإمام الهادي ( عليه السّلام ) حول حفيده المهدي ( عليه السّلام ) ولاحظنا قصر الفترة الزمنية التي كانت باختيار الإمام العسكري وهي لا تتجاوز الست سنوات بينما كانت إمامة الهادي ( عليه السّلام ) تناهز ال ( 34 ) سنة ممّا يعني أنها كانت ستة أضعاف مدة امامة ابنه العسكري ( عليه السّلام ) .
الخطوة الأولى : لقد جاءت النصوص المبشّرة بولادة المهدي ( عليه السّلام )
عن أبيه الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) تالية لنصوص الإمام الهادي ( عليه السّلام ) التي ركّزت على أنه حفيد الهادي ( عليه السّلام ) وأنّه ابن الحسن العسكري ( عليه السّلام ) وانّ الناس سوف لا يرون شخصه ولا يحلّ لهم ذكره باسمه ، وأنه الذي يقول الناس عنه أنه لم يولد بعد ، وأنّه الذي يغيب عنهم ويرفع من بين أظهرهم وأنه الذي ستختلف شيعته إلى أن يقوم ، وعلى الشيعة أن تلتفّ حول العلماء الذين ينوبون عنه وينتظرون قيامه ودولته ويتمسّكون بأهل البيت ( عليهم السّلام ) ويظهرون لهم الولاء بالدعاء والزيارة وانه الذي سيكون إماما وهو ابن خمس سنين[2].
وإليك جملة من هذه النصوص المبشّرة بولادته :
1 - روى الصدوق عن الكليني انّ جارية أبي محمد ( عليه السّلام ) لمّا حملت قال لها : ستحملين ذكرا واسمه محمّد وهو القائم من بعدي[3].
2 - روى في اثبات الهداة عن الفضل بن شاذان أن محمد بن عبد الجبار سأل الإمام الحسن عن الإمام والحجة من بعده فأجابه : « إنّ الإمام وحجة اللّه من بعدي ابني سميّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وكنيّه ، الذي هو خاتم حجج اللّه وآخر خلفائه . فسأله ممّن هو ؟ فقال : من ابنة ابن قيصر ملك الروم ، إلّا أنّه سيولد ويغيب عن الناس غيبة طويلة ثم يظهر[4].
3 - روى الطوسي أن جماعة من شيعة الإمام الحسن العسكري وفدوا عليه بسرّ من رأى فعرّفهم على وكيله وثقته عثمان بن سعيد العمري ثم قال لهم : واشهدوا عليّ أن عثمان بن سعيد العمري وكيلي وانّ ابنه محمّدا وكيل ابني مهديّكم[5].
4 - وعن عيسى بن صبيح أنه حين كان في الحبس دخل عليه الإمام الحسن العسكري فقال له : لك خمس وستون سنة وشهر ويومان ، وكان معه كتاب دعاء فيه تاريخ مولده ففتحه ونظر فيه واكتشف صدق الإمام ودقة خبره ، ثم قال له الإمام ( عليه السّلام ) : هل رزقت ولدا ؟ فأجابه بالنفي فدعا له الإمام ( عليه السّلام ) قائلا : اللهمّ ارزقه ولدا يكون له عضدا فنعم العضد الولد ثم تمثل ( عليه السّلام ) :
من كان ذا عضد يدرك ظلامته * إن الذليل الذي ليست له عضد
ثم سأل الإمام عمّا إذا كان له ولد فأجابه الإمام ( عليه السّلام ) قائلا : إي واللّه سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطا وعدلا فأمّا الآن فلا[6].
الخطوة الثانية : [ إشهاد الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) على ولادة المهدي ع ]
لقد قام الإمام الحسن ( عليه السّلام ) بالإشهاد على الولادة فضلا عن إخباره وإقراره بولادته وذلك إتماما للحجّة بالرغم من حراجة الظروف وضرورة الكتمان التام عن أعين الجواسيس الذين كانوا يرصدون دار الإمام وجواريه قبل الولادة وبعدها .
إن السيدة العلوية الطاهرة حكيمة بنت الإمام الجواد وأخت الإمام الهادي وعمّة الإمام الحسن العسكري ( عليهم السّلام ) قد تولّت أمر نرجس أم الإمام المهدي ( عليه السّلام ) في ساعة الولادة[7].
وصرّحت بمشاهدة الإمام المهدي بعد مولده[8] وصرّح الإمام العسكري ( عليه السّلام ) بأنها قد غسّلته[9]. وساعدتها بعض النسوة مثل جارية أبي علي الخيزراني التي أهداها إلى الإمام العسكري ( عليه السّلام ) ومارية ونسيم خادمة الإمام العسكري[10].
الخطوة الثالثة : [ خبار الإمام ( عليه السّلام ) شيعته بأنّ المهدي المنتظر ( ع ) قد ولد ]
وتمثّلت هذه الخطوة بإخبار الإمام ( عليه السّلام ) شيعته بأنّ المهدي المنتظر ( عليه السّلام ) قد ولد ، وحاول نشر هذا الخبر بين شيعته بكلّ تحفّظ .
ولدينا ثمانية عشر حديثا يتضمّن كلّ منها سعي الإمام ( عليه السّلام ) لنشر خبر الولادة بين شيعته وأوليائه ، وهي ما بين صريح وغير صريح قد اكتفى فيه الإمام ( عليه السّلام ) بالتلميح حسب ما يقتضيه الحال .
فمنها الخبر الذي صرّح فيه الإمام الحسن ( عليه السّلام ) بعلّتين لوضع بني العباس سيوفهم على أهل البيت ( عليهم السّلام ) واغتيالهم من دون أن يكونوا قد تصدّوا للثورة العلنية عليهم حيث جاء فيه :
فسعوا في قتل أهل بيت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وإبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلى منع تولّد القائم أو قتله ، فأبى اللّه أن يكشف أمره لواحد منهم إلّا أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون »[11].
وقد تضمّن هذا الحديث الإخبار بولادته خفية ليتم اللّه نوره .
ومنها ما حدّث به سعد بن عبد اللّه عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي أنه خرج توقيع من أبي محمد ( عليه السّلام ) جاء فيه : « زعموا أنهم يريدون قتلي ليقطعوا هذا النسل ، وقد كذّب اللّه عزّ وجل قولهم والحمد للّه »[12].
وحين قتل الزبيري قال الإمام ( عليه السّلام ) في توقيع خرج عنه : « هذا جزاء من اجترأ على اللّه في أوليائه ، يزعم أنه يقتلني وليس لي عقب ، فكيف رأى قدرة اللّه فيه ؟ ! »[13].
وعن أحمد بن إسحاق بن سعد أنه قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي العسكري ( عليهما السّلام ) يقول : « الحمد للّه الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني الخلف من بعدي ، أشبه الناس برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) خلقا وخلقا ، يحفظه اللّه تبارك وتعالى في غيبته ثم يظهره اللّه فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما »[14] «.
وعن أحمد بن الحسن بن إسحاق القمي قال : لمّا ولد الخلف الصالح ( عليه السّلام ) ورد عن مولانا أبي محمد الحسن بن علي إلى جديّ أحمد بن إسحاق كتاب فإذا فيه مكتوب بخط يده ( عليه السّلام ) الذي كانت ترد به التوقيعات عليه وفيه : « ولد لنا مولود فليكن عندك مستورا وعن جميع الناس مكتوما فإنا لم نظهر عليه إلّا الأقرب لقرابته والوليّ لولايته . . . »[15].
وفي سنة سبع وخمسين ومائتين خرج عيسى بن مهدي الجوهري مع جماعة إلى سامراء بعد أن كانوا قد زاروا قبر الحسين ( عليه السّلام ) بكربلاء وقبر أبي الحسن وأبي جعفر الجواد في بغداد وبشّرهم اخوانهم المجاورون لأبي الحسن وأبي محمد ( عليهما السّلام ) في سرّ من رأى بولادة المهدي ( عليه السّلام ) ، فدخلوا على أبي محمد ( عليه السّلام ) للتهنئة ، وأجهروا بالبكاء بين يديه قبل التهنئة وهم نيّف وسبعون رجلا من أهل السواد فقال لهم الإمام ( عليه السّلام ) - من جملة ما قال : -
« انّ البكاء من السرور من نعم اللّه مثل الشكر لها . . . ثم أراد عيسى بن مهدي الجوهري أن يتكلم فبادرهم الإمام ( عليه السّلام ) قبل أن يتكلّموا ، فقال : فيكم من أضمر مسألتي عن ولدي المهدي ( عليه السّلام ) وأين هو ؟ وقد استودعته اللّه كما استودعت أم موسى موسى ( عليه السّلام ) . . . فقالت طائفة : اي واللّه يا سيّدنا لقد كانت هذه المسألة في أنفسنا »[16].
وقد أمر الإمام ( عليه السّلام ) بعض وكلائه بأن يعقّوا عن ولده المهدي ( عليه السّلام ) ويطعموا شيعته ، والعقيقة له إخبار ضمني بولادته ( عليه السّلام ) . بل جاء التصريح في بعضها بالولادة حيث كتب لبعضهم ما نصّه : « عقّ هذين الكبشين عن مولاك وكل هنّأك اللّه وأطعم إخوانك . . . »[17].
الخطوة الرابعة : [ الاشهاد على حياة الإمام المهدي ( عليه السّلام ) ]
وتمثّلت في الاشهاد على ولادة الإمام المهدي ( عليه السّلام ) ووجوده وحياته .
فعن أبي غانم الخادم أنه ولد لأبي محمد ولد فسمّاه محمّدا فعرضه على أصحابه يوم الثالث وقال : « هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم وهو القائم الذي تمتدّ إليه الأعناق بالانتظار ، فإذا امتلأت الأرض جورا وظلما فملأها قسطا وعدلا »[18].
وعن عمرو الأهوازي أن أبا محمّد أراه ابنه وقال : « هذا صاحبكم من بعدي »[19].
وعن معاوية بن حكيم ومحمد بن أيّوب بن نوح ومحمد بن عثمان العمري ( رضى اللّه عنه ) أنهم قالوا : عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي ( عليهما السّلام ) ونحن في منزله وكنّا أربعين رجلا فسئل عن الحجة من بعده فخرج عليهم غلام أشبه الناس به فقال :
« هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم ، أطيعوه ولا تتفرّقوا من بعدي في أديانكم فتهلكوا ، أما إنّكم لا ترونه بعد يومكم هذا »[20] قالوا : فخرجنا من عنده فما مضت إلّا أيام قلائل حتى مضى أبو محمد ( عليه السّلام ) .
الخطوة الخامسة : [ إجابات الإمام المهدي ( عليه السّلام ) على أسئلة شيعته في حياة أبيه ]
وهي إجابات الإمام المهدي ( عليه السّلام ) على أسئلة شيعته في حياة أبيه حيث تكشف عن قابلياته الرّبانية التي يختص بها أولياء اللّه .
وممّا حدّث به أحمد بن إسحاق حين سأل الإمام الحسن العسكري عن علامة يطمئن إليها قلبه حول إمامة المهدي ( عليه السّلام ) حين أراه إيّاه وقد كان غلاما كأنّ وجهه القمر ليلة البدر من أبناء ثلاث سنين . . : أن الغلام نطق بلسان عربيّ فصيح فقال : « أنا بقية اللّه في أرضه والمنتقم من أعدائه فلا تطلب أثرا بعد عين يا أحمد ابن إسحاق »[21].
وقد حفلت مصادر الحديث الإمامي بكرامات الإمام المهدي ( عليه السّلام ) مع سعد بن عبد اللّه القمي العالم الإمامي الذي كان قد احتار في أجوبة مسائل عويصة قد ألقيت عليه حتى لحق بأحمد بن إسحاق صاحب أبي محمد الحسن العسكري ( عليه السّلام ) وذهبا معا إلى الإمام العسكري ( عليه السّلام ) ودخلا عليه وابنه محمد المهدي ( عليه السّلام ) بين يديه وأمره بإخبار أحمد بن إسحاق بهدايا شيعته التي جاء بها ثم اخبر سعد بن عبد اللّه بما كان قد جاء له من المسائل العويصة التي أشكلت عليه[22].
وهكذا كراماته لإبراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري حين أخبره عمّا في ضميره[23].
الخطوة السادسة : [ تخطيطه ( عليه السّلام ) لتسهيل الارتباط بالإمام المهدي ( عليه السّلام ) في غيبته الصغرى ]
وهي تخطيطه ( عليه السّلام ) لتسهيل الارتباط بالإمام المهدي ( عليه السّلام ) في غيبته الصغرى من خلال اعتماده وكلاء قد وثّقهم لدى شيعته فأصبحوا حلقة وصل مأمونة بين الإمام المهدي ( عليه السّلام ) واتباعه من دون أن يتجشّموا الأخطار والصعاب لذلك .
فقد حدّث محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد اللّه الحسنيان أنّهما دخلا على أبي محمد الحسن ( عليه السّلام ) بسرّ من رأى وبين يديه جماعة من أوليائه وشيعته حتى دخل عليه بدر خادمه فقال : يا مولاي بالباب قوم شعث غبر ، فقال لهم :
« هؤلاء نفر من شيعتنا باليمن . . » ثم ساق حديثا طويلا حتى انتهى الحديث إلى أن الحسن ( عليه السّلام ) قال لبدر : فامض فأتنا بعثمان بن سعيد العمري ، فما لبثنا إلّا يسيرا حتى دخل عثمان فقال له سيدنا أبو محمد ( عليه السّلام ) : إمض يا عثمان فإنّك الوكيل والثقة والمأمون على مال اللّه واقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حملوه من المال ، ثم ساق الحديث إلى أن قالا : ثم قلنا بأجمعنا : يا سيّدنا واللّه إنّ عثمان لمن خيار شيعتك ولقد زدتنا علما بموضعه من خدمتك وأنّه وكيلك وثقتك على مال اللّه تعالى ، قال : نعم واشهدوا عليّ انّ عثمان بن سعيد العمري وكيلي وأنّ ابنه محمدا وكيل ابني مهديّكم[24].
وقد كان عثمان بن سعيد الوكيل الأوّل للإمام المهدي ( عليه السّلام ) بعد استشهاد الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) ثم أصبح محمّد بن عثمان وكيله الثاني كما هو المعروف في ترتيب النواب الأربعة للإمام المهدي ( عليه السّلام ) .
الخطوة السابعة : [ التهيئة لاستقبال الوضع الجديد الذي سيحلّ بهم عند غيبة الإمام المهدي ( عليه السّلام ) ]
وتمثّلت في النصوص التي هيّأت أتباع أهل البيت ( عليهم السّلام ) لاستقبال الوضع الجديد الذي سيحلّ بهم عند غيبة الإمام المهدي ( عليه السّلام ) لئلّا يفاجأوا بأمور لا يعرفون كيفية التعامل معها مثل ما يحصل بعد الغيبة من الحيرة والاختلاف بين الشيعة ، وما ينبغي لهم من الصبر والانتظار للفرج والثبات على الايمان والدعاء للإمام ( عليه السّلام ) ولتعجيل فرجه الشريف .
وتكفي هذه الخطوات السبعة للتمهيد اللازم لتصبح قضية الإمام المهدي ( عليه السّلام ) قضية واقعية تعيشها الجماعة الصالحة بكل وجودها رغم الظروف الحرجة التي كانت تكتنف الإمام المهدي ( عليه السّلام ) .
[1] راجع معجم أحاديث الإمام المهدي : 4 / 196 - 200 .
[2] راجع معجم أحاديث الإمام المهدي ( عليه السّلام ) : 4 / 195 - 218 .
[3] كمال الدين : 2 / 408 .
[4] اثبات الهداة : 3 / 569 .
[5] غيبة الطوسي : 215 .
[6] الخرائج : 1 / 478 .
[7] كمال الدين : 2 / 424 .
[8] الكافي : 1 / 330 .
[9] كمال الدين : 2 / 434 .
[10] كمال الدين : 2 / 430 و 431 .
[11] اثبات الهداة : 3 / 570 .
[12] كمال الدين : 2 / 407 .
[13] الكافي : 1 / 329 .
[14] كمال الدين : 2 / 418 .
[15] كمال الدين : 2 / 433 .
[16] الهداية الكبرى : 68 ، واثبات الهداة : 3 / 572 .
[17] اثبات الوصية : 221 .
[18] كمال الدين : 2 / 431 .
[19] الكافي : 1 / 328 .
[20] كمال الدين : 2 / 435 .
[21] كمال الدين : 2 / 384 .
[22] كمال الدين : 2 / 454 .
[23] إثبات الهداة : 3 / 700 .
[24] غيبة الطوسي : 215 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|