أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2017
1522
التاريخ: 5-9-2016
1664
التاريخ: 17-10-2017
1748
التاريخ: 25-12-2016
1664
|
يوسف الطاطري (1):
وهو مذكور بهذا العنوان في رجالي البرقي والشيخ (2) وفي اسناد عدد من الروايات، وقد حكى السيد الأستاذ (قدس سره) عن الشيخ المفيد في الاختصاص (3) أنه عده من المجهولين من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) ثم قال (4): (ولكن يظهر من عبارة الشيخ في العدة أن الأصحاب عملوا بأخبار الطاطريّين فيما إذا لم يكن له معارض من طرق أصحابنا، وذكر أن الوجه في ذلك إنما هو الوثاقة والتحرز عن الكذب وإن لم يكن الراوي صحيح الاعتقاد).
فيلاحظ أنّه (قدس سره) بنى على وثاقته من جهة ما دلت عليه عبارة الشيخ في كتاب العدة (5) من وثاقة الطاطريّين.
أقول: كتاب (الاختصاص) لم يثبت انتسابه للشيخ المفيد (قدس سره) كما مرَّ قريباً، ولو ثبت ذلك وأنه عدَّ يوسف الطاطري مجهولاً كان معارضاً لأي توثيق يستفاد من كلام الشيخ أو من كلام غيره، فإنه لا يراد بـ(المجهول) في كلماتهم مجرد أن الرجالي لم يتعرف على حال الشخص، لئلا يقع تعارض عندئذٍ بين قوله: (مجهول) وبين قول آخر إنّه (ثقة).
والشاهد على ذلك أن الشيخ (قدس سره) ذكر بهذا الوصف حوالي خمسين شخصاً من أصحاب الأئمة (عليهم السلام) في كتاب الرجال، ولو كان المراد به مجرد عدم الاطلاع على حال الراوي وأنه ثقة أو غير ثقة لكان ينبغي أن يذكره بالنسبة إلى عشرات آخرين أيضاً، فإنه من المؤكد أنه لم يكن يعرف حال الكثيرين من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) ممن ذكرهم في كتاب الرجال.
وبالجملة: ليس المراد بـ(المجهول) هو من لم يطلع الرجالي على حاله، بل الظاهر أن المراد به من تتضارب بشأنه مؤشرات الوثاقة والضعف، ولذلك لا يمكن البناء على كونه ثقة أو ضعيفاً، فالمجهول من ألفاظ الذم والقدح ويقع التعارض بينه وبين قول التوثيق الصادر من شخص آخر.
والحاصل: أنّ ما ورد فيما يسمى بكتاب الاختصاص لا عبرة به، ولو كان معتبراً لما أمكن البناء على وثاقة يوسف الطاطري، حتى لو وجد دليل على وثاقته في كلمات غيره.
وأما كلام الشيخ (قدس سره) في كتاب العدة بشأن الطاطريين فهو ناظر إلى من كانوا يعتنقون مذهب الوقف كعلي بن الحسن الطاطري وعمه سعد بن محمد الطاطري وغيرهما، وقد نصّ الشيخ (6) على أن علي بن الحسن الطاطري كان شديد العناد في مذهبه صعب العصبية على من خالفه من الإمامية، ومع ذلك عمل الأصحاب برواياته لأنه كان ثقة.
وأما يوسف الطاطري فهو لم يكن من الواقفة، لأنه ــ كما ذكر البرقي (7) وورد أيضاً في كتاب الاختصاص (8) ــ كان من أصحاب الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام)، ومن المؤكد أنه لم يدرك وفاة الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) ليكون من الواقفة أو لا يكون منهم، فالعبارة المتقدمة عن كتاب العدة لا تشمله حتى يستند إليها في البناء على وثاقته.
وبهذا أيضاً يظهر أنه لا مجال للبناء على وثاقته من جهة كونه ممن روى عنه صفوان في موردين من الكافي والتهذيب (9) بناءً على ما هو المختار من وثاقة مشايخ صفوان بن يحيى.
والوجه في ذلك: أنه وإن كان المذكور في الموردين هو رواية صفوان عن يوسف بن إبراهيم، والمراد به يوسف بن إبراهيم الطاطري، إلا أن صفوان من الطبقة السادسة ولا يمكنه الرواية مباشرة عمن هو في الطبقة الرابعة أي من أصحاب الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) كيوسف الطاطري.
وعلى ذلك ففي السند المذكور في الموردين سقط، ويشهد لذلك أن ما روي في التهذيب قد ورد في موضع من الكافي (10) عن صفوان عن العيص بن القاسم عن يوسف بن إبراهيم، كما أن هناك رواية أخرى قد رويت في الكافي (11) عن صفوان عن الحكم بن أيمن عن يوسف الطاطري، مما يؤكد أن صفوان إنما يروي عن يوسف الطاطري مع الواسطة، فهو ليس من مشايخه المباشرين حتى يبنى على وثاقته من هذه الجهة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|