أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-09-2014
4944
التاريخ: 15/9/2022
1416
التاريخ: 18/12/2022
1600
التاريخ: 3-12-2015
4695
|
نزاهة الصفات الإلهية من الحدود
إن الصفات التي تنسب إلى الله سبحانه منزهة من الحدود المشوبة بالنقص. وعليه فإن اللوازم الإمكانية التي تقترن بالصفات الإنسانية لامجال لها في الساحة المقدسة الإلهية، ويثبت منها الله فقط أصل الكمال الموجود فيها مجردة من اللوازم والحدود المشوبة بالنقص، فمثلا الرحمة في الإنسان تقترن بالتأثر القلبية والانفعال الداخلي أمام المشاهد المثيرة اللعاطفة. والإنسان بعد الشعور بهذا الانفعال والتأثر يندفع لمساعدة البائس والمحروم، ولكن عامل كمال الإنسان هو الاهتمام بالمساكين ورعايتهم، وأما التأثر والانفعال الداخلي فهو ناشئ عن نقص وجودي في نفس الإنسان ولا ينبغي أن يعد كمالا.
إن إغاثة المحرومين في العلاقات الإنسانية فيها نقص آخر أيضا وهو أن أكثر القائمين بهذا العمل يهدفون إلى علاج تأثرهم العاطفي وليسوا بصدد امتثال التكليف الديني، وبعبارة أخرى إن عونهم للضعيف بعنوان "الترحم على المساكين ليس قائمة على أساس (الاحترام للنوع الإنساني. وعلاج التأثر القلبي بمساعدة المحروم ليس جزءا من حقيقة وجوهر الرحمة، بل هو ناشئ من نقص الإنسان، ومعنى تنزيه الرحمة الإلهية من اللوازم المشوبة بالنقص هو ان الله سبحانه يسد حاجة المحتاجين من دون انفعال وتأثر وتغير.
وعلم الله سبحانه أيضا من حيث النزاهة هو بهذا النحو، لأن العلم البشري مسبوق بالجهل من جهة: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} [النحل: 78] وملحوق بالنسيان من جهة أخرى: {لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا} [الحج: 5] والجهل
والنسيان من نقائص العلم البشري، والعلم الإلهي منزه منها، ولكن الجوهري الكمالي للعلم وهو الظهور والحضور والكشف والشهود للمعلوم فينتسب إلى الله سبحانه.
وفي الرحمة الرحمانية والرحيمية أيضا فإن أصل الجوهر الكمالي للرحمة ثابت لله سبحانه، دون اللوازم المشوبة بالنقص مثل احتراق القلب والتأثر العاطفي فهذه الصفات المشوبة بالنقص ليست مأخوذة في جوهر الرحمة ومعناها، حتى يقال أن إطلاق (الرحيم) على الله سبحانه والملائكة وأفراد الإنسانية الكُمّل المنزهة رحمهم من هذه النقائص هو من باب المجاز أو الاشتراك اللفظي.
الإنسان الكامل الذي قلبه متيم بالحب ومفعم بالعشق الإلهي عندما يطعم المسكين يقول: { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا } [الإنسان: 9] فمساعدته ليست نابعة من الترحم والتأثر ولا بداعي الجزاء وتقديم الشكر. ومثل هذا القلب لايسمح لغير الله بدخوله. فيفعل الإحسان إلى المسكين واليتيم والأسير لأجل امتثال أمر الله فحسب، لا لأجل التأثر العاطفي واحتراق القلب عليهم. فهو يبقي جائعا ويهب طعامه للمسكين، وعمله لوجه الله فقط لا لاشباع غريزة العطف والترحم.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|