أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-11-2016
1872
التاريخ: 2023-12-13
1585
التاريخ: 12-11-2016
1268
التاريخ: 24-6-2019
1346
|
إن تاريخ جنوبي جزيرة العرب (اليمن الحديث) أسهل لإعادة البناء من تاريخ شرقي جزيرة العرب لأننا لدينا نحو عشرة آلاف نقش، لسوء الحظ، مع ذلك، أن هذه (النقوش) غير محددة التاريخ، وفقًا لعصر مطلق، وذلك حتى القرن الأول ميلادي، وتكاد لا تلمّح أبدًا إلى الأحداث خارج جزيرة العرب. لقد حاول الباحثون أن يرتبوها بتسلسل زمني (كرونولوجي) وفقا لأسلوب كتابتها، لكن مع شبه انعدام أمثلة ذات تاريخ مؤكد لتأمين نقطة انطلاق ثابتة لا يمكن لهذه الطريقة أن تقدم أكثر من إشارة تقريبية. لذلك من الصعب جدا إنتاج سردية تعاقبية للتاريخ المبكر. إن الفترة الواقعة بعد فتوحات الاسكندر الأكبر إنما توضحها إلى حد ما روايات المستكشفين والتجار الأجانب المغامرين، لكن القرون الأولى التي شهدت تطورات هائلة كظهور الدول المعقدة وبدء تجارة النباتات العطرية، لاتزال غامضة. حتى الآن. كانت الأرض الجبلية جدا تعيق تشكيل نظام حكم واحد، فكانت السلطة السياسية عموما مجزأة بين مختلف شعوب جنوبي جزيرة العرب ، إذ يبدو أن كل شعب على حدة كان يشكل جماعة دين واحد تجمعا بشريًا: يرتبط ببعضه من طريق الولاء لإله حام ويتسيّد عليها حاكم يتخذ لقب ملك وأحيانًا لقب موحد (مكرب). من المحتمل أنه كان ثمة روابط أخرى عديدة، كاللغة على سبيل المثال، لكن الدين ومقدساته هي التي يبدو أنها تؤدي الدور الأهم في تشكيل هوية كل جماعة على حدة. يظهر كثير من هذه الشعوب في النقوش، والبعض منها يختفي مع تقدم الزمن، إذ يجري امتصاصه على نحو مفترض من قبل الشعوب الأخرى التي سعت لبسط سيطرتها على مساحة أكبر من الأرض. إن أول شعب يمكننا أن نقتفي مآثره هو شعب سبأ، التي كانت الأوفر أدلة على وجودها في السجلات الباقية. عُرف السبئيون أساسا بولائهم للإله المقه، فهم كانوا أولاد (ولد) المقه (4.363 RES 3945 CIS) تربطهم مقدسات وطقوس، ومهرجانات مشتركة وحاكم مشترك. ربما كانت أرضهم محددة أصلا بمأرب وما يحيط بها، لكن المآثر العسكرية لمختلف القادة أضافت بلدانا جديدة وكان المتوقع من سكانها أن يبجلوا المقه. هكذا أقام ملك في منطقة الجوف مع قبيلته كمنهو (خربة كمنة] برجين من أسوار مدينة نشق الألمقه وملوك مأرب وسبأ (4.377 CIS»، «وعند هزيمة نشن "خربة السوداء “» أجبرت على «بناء» الألمقه معبد في وسط المدينة» 3945 RES). إضافة إلى ذلك، نصادف في كثير من الأحيان عبارة سبأ والاتحاد< جوء >,<2848 Ja, 967. 4 CI التي تشير إلى كيان أكبر بكثير. إن مؤلف هذين النقشين يضمن في إهدائه ذكرا ل كل الآلهة والأرباب الحامية، وملوك وشعوب سبأ والاتحاد 203 هنا لدينا شيء ما يشبه تحالف [القبائل، الذي تزعمته سبأ. كانت الصلة المشتركة. الولاء للإله الأعلى عثتر، وكان يجري تجديد التحالف تجديدًا منتظما في مراسم تقام في معبده على جبل كروان (حاليا جبل اللوذ في الجوف. لقد أفاد التحالف على نحو مفترض في الحفاظ على السلم والأمن بين أعضائه، وبالأخص احترام كل واحد لمقدسات الآخرين ومناسباتهم المقدسة، وربما أفاد في تسهيل العون المتبادل في أوقات الشدة والتعاون في المشاريع الكبيرة وخصوصاً) بناء الإنشاءات المائية). يُزعم أن أقدم إشارة إلى السبئيين إنما توجد في الحكاية التوراتية عن زيارة ملكة سبأ إلى الملك سليمان (نحو 970-931 ق م): وسمعت ملكة سبأ بخبر سليمان لمجد الرب لتمتحنه بمسائل. فأتت إلى أورشليم بموكب عظيم جدا بجمال حاملة أطيابا وذهبا كثيرا جدا وحجارة كريمة وأتت إلى سليمان وكلمته بكل ما كان بقلبها. فأخبرها سليمان بكل كلامها لم يكن أمر مخفيًا عن الملك لم يخبرها به فلما رأت ملكة سبأ كل حكمة سليمان والبيت الذي بناه وطعام مائدته ومجلس عبيده وموقف خدامه وملابسهم وسقاته ومحركاته التي كان يصعدها في بيت الرب لم يبق فيها روح بعد. فقالت للملك صحيحًا كان الخبر الذي سمعته في أرضي عن أمورك وعن حكمتك، ولم أصدق الأخبار حتى جئت وأبصرت عيناي فهو ذا النصف لم أخبر به زدت حكمة وصلاحًا على الخبر الذي سمعته طوبى لرجالك وطوبى لعبيدك هؤلاء الواقفين أمامك دائما السامعين حكمتك، وليكن مباركا الرب إلهك سر بك وجعلك على كرسي إسرائيل، لأن الرب أحب إسرائيل إلى الأبد جعلك ملكا لتجري حكمًا وبرا. وأعطت الملك مئة وعشرين وزنة ذهب وأطيابًا كثيرة جدا وحجارة كريمة لم يأت بعد مثل ذلك الطيب في الكثرة الذي أعطته ملكة سبأ للملك سليمان (سفر الملوك الأول 10 (1-10). كان يُظن عادة أن الدول لم تكن قد وجدت بعد في جنوبي جزيرة العرب هذا التاريخ المبكر، ولذلك رفضت هذه الرواية بوصفها اختلاقا أو ترجيعا الوضع لاحق.. ومع ذلك، ففي الآونة الأخيرة قدمت الحفريات في عدد من المواقع (مثل حجر ابن حميد وبالا أدلة على وجود الاستيطان الكبير منذ أواخر الألف الثاني/ أوائل الألف الأول قبل الميلاد، بما فيها بعض النقوش العربية الجنوبية القصيرة جدا على الأواني الفخارية، إضافة إلى ذلك، جرى اكتشاف مبخرة محرقة بخور من مؤاب ( غربي وسط الأردن (الحديث) وجرة تخزين منقوشتين بأحرف جنوبية عربية من مويلح (في الإمارات الحديثة) في سياقات محددة التاريخ على نحو مؤكد بالعامين 800 ق م و 700 ق م على التوالي، ما يوحي بأن | جنوبي جزيرة العرب كانت له قبلئذ احتكاكات تجارية مع العالم الخارجي في ذاك الوقت. بالطبع إن المقطع التوراتي الوارد أعلاه كان المقصود منه تمجيد سليمان ورب بني إسرائيل، واسم سبأ الدخيل من الممكن فقط أن يكون قد تم حشره في تاريخ لاحق لتحقيق هذا الهدف، ومع ذلك فإن فرضية التقرير، أن العلاقات بين جنوبي جزيرة العرب والبحر المتوسط قد أقيمت قبلئذ في القرن العاشر قبل الميلاد، قد يكون لها أساس ما في الواقع. لكن يتعين علينا أن ننتظر حتى منتصف القرن الثامن قبل أن نحصل على شهادة أدبية أكيدة. في هذا الوقت شن حاكم سوهو في منطقة الفرات الأوسط غارة تأديبية على قافلة تعود إلى «أهل تيماء وسبأ الذين كان بلدهم بعيدا الذين لم يكن رسلهم قد جاؤوا إلى أبدا والذين لم يسافروا أبدا لملاقاتي» من الواضح أنه شعر بالإهانة، لأنه، هكذا يخبرنا أسرت» منهم أحياء، أسرت إبلهم البالغة مئتين مع حمولاتها. بكل نوع من البضائع (346 Suhu/351). بعد ذلك بقليل «أرسل إت مرا السبئي»، الذي يرد ذكره جنبًا إلى جنب مع ملك مصر وملكة العرب، المرجح جدا أنه نفسه كان عاهلا، العطور والأحجار النفيسة إلى سرغون الثاني في العام 716 ق م كما أرسل كرب إيل ملك سبأ إلى سنحاريب بعدئذ بنحو ثلاثين عاما 18,440 2 AR هذان الاسمان يصادفان عموما بين قوائم الحكام السبئيين لذلك لا يمكننا أن نتأكد أيهم هو المعني، لكن من الممكن على الأقل أن نقول إن سباً كانت قبلئذ مزدهرة في القرن الثامن قبل الميلاد. إن العاهل السبئي الذي يرد ذكره على النحو الأكثر تواترا في النقوش هو المدعو كرب إيل وتر. يبدو أنه كان مسؤولاً عن شهرة سبأ في جنوبي جزيرة العرب، وتخلد مآثره في نصين طويلين محفورين على كتلتين ضخمتين (RES 46-3945) في المعبد الكبير للإله القومي السبئي المقه في صرواح (اللوحة 5). الأول يحكي تفاصيل حملاته العسكرية التي انتصر فيها «لألمقه وسبأ على طريق البخور، ساحقا مملكتي أوسان ونششن الواقعتين إلى الجنوب الشرقي والشمال الغربي على التوالي وموسعًا النفوذ السبئي إلى الأراضي الزراعية الخصيبة للمرتفعات إلى الشمال والجنوب بإتمام الغزوات الكبيرة، شرع كرب إيل بتعزيز مكتسباته، كما هو مدون في النقش الثاني، فحصن المدن ودشن إنشاءات الري وأقام المستعمرات السبئية في المناطق المهزومة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|