أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-1-2023
1142
التاريخ: 23-11-2020
1572
التاريخ: 28-2-2016
1629
التاريخ: 24-2-2016
1445
|
اكتشف نيوتن قانون الجاذبية وطبقه على جميع السيارات حتى على جميع الأجرام المتحركة، ولكنه لم يقل لنا ما هي الجاذبية أو ما هو سرها، أو بعبارة أصح: ما هو سبب دوران السيارات حول الشمس بسرعات متناسبة مع أبعادها عن الشمس؟
وما زال العلماء حتى اليوم حيارى في هذا السر، حتى إذا كلُّوا عن فهمه قالوا: لماذا نحسب الجاذبية سرا؟ لماذا لا نحسبها طبيعة في المادة؟ لماذا لا نقول إن المادة مخلوقة يجذب بعضها بعضًا؟ فلا سر هناك، وإنما نحن اختلقنا لها سرًّا وجعلناه مجهولًا أو مستحيل التفسير، في حين أن المسألة بسيطة لا تحتاج إلى إعمال فكر، الجاذبية صفة من صفات المادة كما أن الألفة الكيميائية صفة من صفات الذرات، والتبلُّور صفة من صفات الجزئيات Molecules، والذوبان صفة أخرى وهلم جرا (والحقيقة أن لهذه جميعًا أسبابًا طبيعية ليس هنا محل بيانها). ولكن لو كانت الجاذبية تجاذبًا فقط بين جسمين لاكتفينا بتفسيرها بأنها خاصية من خاصيات المادة، ولكنها ليست مجرد تجاذب فقط، بل هي مع ذلك دوران جسم حول مركز بسرعة مقيدة ببعد الجسم عن المركز. هذه أهم ظاهرة من ظواهر الجاذبية، وغرضنا هنا كشف هذا السر في صميمه إن أمكن. إذا حللنا ظاهرة الجاذبية رأيناها تنحلُّ إلى ظاهرتين: الأولى التجاذب بين جسمين في خط مستقيم إلى أن يتصل أحدهما بالآخر كتجاذب المغناطيس والحديد وسقوط التفاحة من الشجرة إلى الأرض.
الظاهرة الثانية: دوران جرم صغير حول جرم كبير كدوران القمر من حول الأرض، أو دوران الأرض وسائر السيارات من حول الشمس، أو دوران جرمين غير متفاوتين بالحجم والكثافة المادية Mass كثيرًا حول مركز التجاذب بينهما، كدوران فرعي النجم المزدوج Binary star المتباعدين حول نقطة التجاذب بينهما.
في الظاهرة الثانية يدور الجزم الدائر حول المركز بسرعة مناسبة لبعده عن المركز، وهذه النسبة بين السرعة والبُعْد خاضعة لناموس الجاذبية كما تقدم بيانه في الفصل السابق، حتى إذا اختلت نسبة السرعة هذه سقط الجرم إلى المركز إن كان أبطأ أو شرد عنه إن كان أسرع من القدر القانوني. فيظهر مما تقدَّم أولا: أن الجرم الدائر (كالقمر من حول الأرض أو الأرض من حول الشمس) واقع تحت سلطة قوتين القوة الواحدة تسوقه في خط سيره المستقيم، والقوة الأخرى تستميله نحو المركز فتجعل خط سيره منحنيًا في دائرة حول المركز، ولأننا نرى جميع الأجرام – سيارات وغير سيارات – تدور من حول مراكز خاصة بكل منها، وما من جرم شارد عن مركز ولا جرم هابط إلى مركز، نفهم من هذا أن القوتين المسيطرتين على الظاهرتين اللتين نحن بصددهما متكافئتان، أو أنهما متعاضدتان، أو أنهما صادرتان من مصدر واحد.
ويظهر أن الجاذبية تشتمل على حالتين من الحركة، أو بالأحرى على قوتين متعامدتين تُنتجان حركتين متعامدتين أيضًا: حركة الجذب نحو المركز وحركة الشرود عنه، والحاصل من تسلطهما على جرم واحد هو الدوران حول المركز لا اقتراب ولا شرود؛ أي إن هذه الحالة تحول دون هبوطه، كما أن تلك تحول دون شروده وهما:
(1) قوة الانجذاب نحو المركز Centripetal Force.
(2) قوة الابتعاد عن المركز Centrifugal Force.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|