أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-22
213
التاريخ: 2024-05-08
610
التاريخ: 20-6-2016
2465
التاريخ: 2023-07-27
994
|
يعد القرآن الكريم الدنيا كلّها أنّها قليلة وأنّ متاعها متاع قليل؛ وذلك لأنَّ كل ما هو عابر وغير باق فهو قليل، وإن كان كثيراً عند محبي الدنيا، وأن كل شيء دائمي فهو كثير وإن كان في نظر الشغوفين بالدنيا قليلاً.
يقول الله جلت آلاؤه في المنافقين والكفار: {نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ} [لقمان: 24] ، كما ويخاطب الكافر قائلاً: {قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا} [الزمر: 8] ، وعلى الرغم مما جاء بخصوص ممتلكات قارون من أنه: {وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} [القصص: 76] فهو يعدها قليلة بقوله: لقد أهلكنا حتى من هو أكثر من قارون مالاً وثروة: {أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا} [القصص: 78]، ويوجه خطابه إلى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بخصوص أثرياء الحجاز قائلاً: قل لهؤلاء إننا قد أهلكنا قبلكم من الأثرياء ممن لا تضاهي ثروتكم عُشر ثرواتهم: {وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ} [سبأ: 45]. تأسيساً على هذا فإن امتلاك ما يعادل ما لقارون وأمثاله من الثروة يعتبر كله قليلاً.
خلاصة القول، فإن حقيقة الدنيا هي أنها قليلة بشكل نفسي وبشكل نسبي معاً؛ فمن جهة هي بحد ذاتها بضاعة قليلة، ومن جهة أخرى فهي متاع قليل بالقياس إلى الآخرة وإن ذوي التفكير الدنيوي والذين لا تتخطى دوافعهم تخوم الدنيا فقد اكتفوا بالقليل الضئيل. من هنا فقد نُعت ذكر المنافقين الذي يصدر عن نفاق وليس له من حافز إلا الدنيا بالقلة {وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 142]، لأن المنافق لا يأتي باسم الله على لسانه من أجل الآخرة إطلاقاً.
تنويه:
أ- كون الدنيا متاعاً قليلاً ليس هو ممّا يختص بأهل الكتاب، وليس المراد من التجارة الكاسدة هو أن الإنسان يبيع إيمانه في مقابل الدنيا بعد أن كان مؤمناً كما هو حال أهل الكتاب، بل إنه لو لم يدخل الإيمان إلى قلبه أساساً، كمشركي الحجاز ، فهو بمنزلة من أعطى ثروة روحه ونفسه مقابل الكفر. من هذا المنطلق يعبر القرآن الكريم عن المشركين المنكرين للتوحيد الربوبي وأصل القيامة والوحي والرسالة بذات التعبير الذي استخدمه مع أهل الكتاب فيقول : {اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ * فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: 9 - 11] بل إن هذه المسألة تشمل كلّ من قدم هوى نفسه على رضى الله وقايض رضا الله بأغراضه الدنيوية، سواء كان مشركاً أو ملحداً أو كافراً أو مسلماً.
ب- المراد من الدنيا أعلاه هو كل ما يقود الإنسان إلى الغفلة عن ذكر الله تعالى؛ أي الدنيا التي هي دار الغرور والتي لا تكشف إلا عن جمالها وخضرتها لكنها تخفي قبائحها وأمراضها وموتها، أو الإنسان الساذج الغافل الذي لا يلتفت إلى مثل هذه الأمور، وكذا الدنيا التي فيها طلب الجاه والـ "أنا" والـ "نحن"، وإلا فإن الدنيا التي هي بمعنى الأرض والسماء هي من الآيات الإلهية والنظام الأحسن؛ فالدنيا التي ترى قبائحها جنباً إلى جنب مع محاسنها هي مدعاة للعبرة وإن الالتفات إلى مثل هذه الدنيا مفيد.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|