بعض الظواهر المميزة لأشجار الفاكهة الثنائية الفلقة المستديمة الخضرة |
1967
10:09 صباحاً
التاريخ: 2023-03-12
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-11-2017
1092
التاريخ: 20-6-2016
1827
التاريخ: 10-11-2017
825
التاريخ: 2023-12-04
1208
|
بعض الظواهر المميزة لأشجار الفاكهة الثنائية الفلقة المستديمة الخضرة
DICOTYLEDONOUS EVERGREEN ORCHARDS
لا شك من أن أغلب الطلاب والفنيين وكل الاخصائيين يعلمون الفروقات الكثيرة في شكل وبناء الأوراق والسوق بين النباتات وحيدة الفلقة والثنائية أما بالنسبة لأخصائي البساتين فان تفرع الاغصان الهائل في الاشجار ثنائية الفلقة له أهمية كبرى في تربية وتقليم أشجار البستان اضافة الى انتشار الازهار على مساحة واسعة من هيكل الشجرة والتي تتطلب الأجر الكبير للرعاية وقطف الثمار. وأكبر فارق مهم بالنسبة لأخصائي البساتين يمكن ملاحظته بين لحاء وخشب السوق (والجذور) في النباتات المتخشبة من ثنائيات الفلقة هو وجود النسيج المريستمي (الجنيني) والكامبيوم (النسيج المولد) والتي تجعل من الممارسات البستانية مثل التطعيم بالبرعم أو بالقلم من العمليات المرئية الناجحة، وهذا ما لا نلاحظه في أشجار الفاكهة أحاديات الفلقة.
النسيج المريستيمي: Meristems
يعرف المريستيم بأنه ذاك النسيج الموجود في الشجرة والمكون من خلايا غير متمايزة قادرة على الانقسام. فالأنسجة التي تعمل على استطالة كل من الساق والجذر تعرف بالقمة المريستمية Apical Meristem. ففي حالة الساق مثلا فأنها تعمل على استطالته واعطاء الأوراق· ويذكر أن أدق وأصغر خلايا القمة المريستيمية والخلايا الجديدة الناتجة منها تكبر وتنقسم وهكذا. وبعض هذه الخلايا يتمايز الى خلايا طويلة جدا والبعض الآخر ينتج خلايا من نوع آخر.
لو لاحظنا ساق شجرة من ثنائيات الفلقة حديثة العمر نسبيا وتتبعنا عليه تسلسل النسج النباتية من الخارج (الطبقة الخارجية) الى الداخل لوجدنا ما يلي: طبقة مبسطة مضغوطة محاطة بطبقة شمعية سطحية ثم خلايا البشرة التي تعمل على تقليل كمية الماء المفقود، ثم نسيج القشرة Cortex والمكون من خلايا بارانشيمية ثم المحيط الدائر والذي يحتوي على العديد من الالياف الداعمة للخلايا، ثم اللحاء الاولي وبجانبه الخلايا المرافقة الطويلة الخشب الاولي والمحاط بالخلايا الحية البارانشيمية، ثم نجد النخاع في مركز الساق. وان كل ما ذكر من النسج السابقة قد نشأ عن انقسام الخلايا من القمة النامية. وتدعى هذه الانسجة بالأنسجة الأولية، أما الكامبيوم Cambium فهو عمليا النسيج المولد ذو الاهمية الخاصة في ذوات الفلقتين والذي بنشاطه يسبب زيادة السمك في الاشجار.
يحدث مثل هذا الشيء عند دراسة الجذر الذي تعمل القمة المريستمية فيه على استطالته وتدفعه الى التعمق في التربة وتحاط هذه القمة بغطاء واق هو القلنسوة. ويلاحظ على الجذر وجود الشعيرات الجذرية وهي الأكثر قدر وفعالية على الامتصاص وتنمو من البشرة التي تقع مباشرة خلف منطقة الاستطالة بالقرب من قمة الجذر·
البراعم والتحكم في النمو : Buds and Growth Controls
عندما تستطيل الاغصان من البراعم الموجودة في آباط الاوراق، تترك قمة نامية بجانب أي ورقة ملاصقة، ويلاحظ في بعض الاحيان أن الاغصان قد نمت من براعم من ابط الاوراق خلال مراحل نمو الورقة، الا انها في أحيان أخرى تبقى البراعم ساكنة حتى تظهر موجة نحو أخرى جديدة. والبعض الآخر من البراعم لا ينمو أبدا إلى أغصان، بل ينمو سنويا بمقدار تبقي على قمته تحت قلف الشجرة، وتدعى البراعم في مثل هذه الحالة بالبراعم الاثرية Trace Buds الا ان هذه البراعم تعود وتنمو بسرعة فيما اذا قطع الغصن أو الساق الى مكان قريب جدا من البرعم حتى لو كان الساق قديما جدا، فهذه البراعم ذات قمم حية، وبالنظر الى سرعة نمو هذه الاغصان وقدرتها على الامتصاص، فان النموات الناتجة عنها تدعى الأفرخ المائية Water Sprouts وتنمو ما مقداره خمسة الى ستة أضعاف معدل نمو الاغصان الأخرى على الشجرة النامية من قمم الأفرع الطبيعية وقد يكون السبب في ذلك أن الفرع النتج من البرعم الساكن له اتصال حيوي كامل خلال النسغ الصاعد، ويأخذ الماء اللازم له مع أشياء أخرى وأخيرا فأننا نلاحظ أفرعا اخرى نامية من أماكن أخرى غير القمم المريستمية ويكون منشؤها من البراعم العرضية وتدعى السوق العرضية.
الازهار: Flowers
ان فشل أنواع الاشجار المزروعة في مزارع الفاكهة والتي ما زال اختيارها عبر مئات السنين مستمرا في القدرة على انتاج أزهار كافية لإعطاء محصول جيد من الفاكهة، لم يكن السبب الكبير الذي يؤدي الى الخسارة في الانتاج ولو ان ذلك يسبب مشكلة في أشجار المانجو - إنما فشل الازهار في أن تعقد وتتحول الي تصار في معظم الانواع هو الخسارة الكبرى - ويلاحظ في حالات زراعة أشجار الفاكهة في الحدائق المنزلية حيث لا تأخذ الشجرة الحيز الملائم لها مع بقائه خلال معظم فترة حياتها نامية في ظلال المنزل ولا تعطي النمو الخضري طبيعي حتى في الأماكن غير المظللة، فان المزارع يرغب في الحصول على الازهار من هذه الاشجار حتى في وجودها في ظل المنزل ويتحقق له ذلك من خلال اللجوء الى التقليم الجائر للشجرة الذي يحافظ عليها صغيرة الحجم بما يلائم الفراغ الذي تشغله في الحديقة المنزلية.
ومن المعروف أنه في الانواع النباتية من أشجار الفاكهة المستديمة الخضرة، كما هي الحال في الاشجار المتساقطة الاوراق، فان الازهار تتطور من القمة المريستيمية، اما طرفيا، أو من أباط الاوراق على النموات الحديثة أو على الاغصان التي تشكلت في موجة نمو سابقة - كما أن القمة المريستمية التي ذكر أنها تعطي أزهارا، يمكنها تحت بعض الظروف اعطاء نموات خضرية بدلا عن الازهار، أو أن تبقى ساكنة في حالات أخرى، تنمو فقط من قمتها التي تحافظ عليها داخل قلف الاغصان.
ان عملية التزهير ليست بالعملية البسيطة السهلة، فقبل ظهور أي جزء من أجزاء الزهرة حتى تحت المجهر، فان بعض الاختلافات التي تظهر في شكل القمم النامية توضح ما اذا كانت عملية التزهير قد تحدث أم لا في هذا الموقع من الغصن أو الاغصان. وقبل أن يتم التزهير فلابد من مرحلة سابقة لذلك تسبب الازهار، كوجود مادة معينة مثلا، أو عامل مؤثر على الازهار قد دخل فعلا القمة النامية المريستيمية انما طول الفترة التي يسبق بدء تشكل الاعضاء الزهرية فهو غير محدد تماما اذ يتوقف ذلك على الانواع النباتية من أشجار الفاكهة ، وعلى ظروف البيئة . واننا اذا كنا لا نعرف كيفية بدء تشكل الاعضاء الزهرية، الا أننا نعرف بعض المؤثرات التي تشجع على عملية تشكل الازهار وان هذه المؤثرات ليست متماثلة لكل الانواع النباتية. واعتقد أن مناقشة هذه العوامل بصورة مبسطة يعود بفائدة كبيرة لمن يريد معرفة تفسيرا لبعض مشاكل الازهار.
1- نقص النتروجين: قد يكون نقص النتروجين سببا كافيا لإعطاء أوراق صغيرة لدرجة كبيرة بالمقارنة مع أوراق الاشجار ذات الحالة الغذائية الطبيعية، كما يبدو لونها أخضر باهتا، وأغصانها قصيرة، وأوراقها قليلة مما تؤدي كلها إلى منع تشكل البرعم الزهري في بعض أنواع أشجار الفاكهة في البساتين.
2- نقص الفوسفور: ان ما ذكر أعلاه ينطبق بالكامل على نقص الفوسفور في الحالات النادرة عندما يكون هذا العنصر غير متوفر للنبات.
3- نقص النحاس: يبدو ان نقص هذا العنصر يعمل بدرجة كبيرة على منع التزهير.
4- نقص الزنك والبوتاسيوم: يؤدي نقص هذين العنصرين الى تقليل التزهير، ولكن فقط في حالات النقص الشديد الذي يسبب معها تغيير شكل الاوراق او احتراقها نتيجة تحولها من اللون البني الى الجاف وذبولها.
5- الزيادة من عنصر النتروجين: تعتبر الزيادة من عنصر النتروجين عما يحتاجه النبات من العوامل المؤدية لنقص الازهار، وذلك عن طريق جعل النموات الخضرية أكثر عصيرية وغير قادرة على التزهير. انما مثل هذه الحالة نادرة في المزارع، الا اذا كانت الاشجار مظللة غالبا، وان التقليم الجائر مرافق لزيادة التسميد بالنتروجين.
6- النشا: يعتبر النشا الصورة التي تخزن عليها الكربوهيدرات في الشجرة، وهو عادة ما يتجمع في وقت بدء تشكل الاعضاء الزهرية. ونتساءل هنا كم هي مهمة تلك المواد غير القابلة للذوبان مثل النشا في فعلها تجاه تشكل الاعضاء الزهرية. ولذلك فأي زيادة في تجمع النشا في البلاستيدات يعمل على التزهير، وعلى العكس فأي نقص في ذلك يقلل من الازهار.
أ- يعمل المحصول الغزير من الثمار على إنقاص تجمع النشأ، مما يقلل بالنتيجة من تشكل الازهار، خاصة إذا بقيت الثمار على الاشجار حتى مرحلة بدء تشكل الاعضاء الزهرية، وهذه حالة الاشجار التي يمثل الى المعاومة أو ما يسمى بتبادل الحمل. كما هي الحال في الزيتون المزروع في بعض مناطق القطر مثل سلقين.
ب- ان الزيادة من توفر عنصر النتروجين يعمل على اعطاء نموات خضرية عصيرية ويحول دون تجمع الكربوهيدرات ويجعلها مخففة في سنة العمل الغزير ولو ان هذا لا يبدو هو الواقع، ربما لسبب ان النمو القوي يزيد من مسطح الاوراق، وبالتالي قدرة الشجرة على أن تزيد من عملية التمثيل الكلوروفيلي. ويلاحظ بصفة عامة أنه كلما كانت الأرض جيدة والنتروجين متوفرا كلما قل ميل الاشجار نحو المعاومة. وقد ذكر Chandler أن المدى الواسع لمحتوى النسيج من النتروجين وكذلك في النسبة ما بين الكربوهيدرات/ النتروجين لهما نفس التأثير الملائم لتشكيل بداءات الازهار.
ج- أن عيش الاشجار في جو ظليل يساعد على اطالة النمو الغض العصاري، حيث تكون الاغصان طويلة ولكنها رفيعة، وذات نسب متدنية من المادة الجافة. أن مثل هذه النموات لا تكون قادرة على تخزين النشا في أنسجتها، ولا تشكل الكثير من البراعم الزهرية، ولكننا لا نعلم بالتأكيد ما إذا كانت قلة الازهار ناتجة عن قلة الكربوهيدرات المتجمعة والمخزنة أو عائدة لسبب آخر، وتجدر الاشارة الى أن أشجار البن العربي تزهر بصورة أفضل عندما لا تصل أشعة الشمس المباشرة الى أوراق الأشجار.
د- توجد بعض التأثيرات التي تزيد من تجمع النشا في النبات ورفع درجة التزهير في الاشجار ونذكر منها بعض الامثلة.
- ان تعرض الاشجار لفترة من الشتاء البارد، أو فترة جفاف تعمل على وقف النمو، وتزيد من تجمع النشا، ويمكنها أن تجعل التزهير غزيرا خلال الفترة أو بعدها بقليل.
- ان عدم تعرض الاشجار في مناطق زراعتها لا الى برودة ولا الى جفاف يمكنها ان تزهر بدرجة متوسطة أو خفيفة عدة مرات في السنة أو بصورة مستمرة، ونؤكد هنا اننا لسنا متأكدين من أن هذه الظاهرة تعود إلى تجمع النشا أو إلى سبب آخر.
هـ- يلاحظ أنه في الاشجار التي لا تحمل محصولا غزيرا، فان قطع جزء من اللحاء بشكل حلقة كاملة على جزء من الساق في فترة محددة من السنة، يعمل على تشكل الازهار، ويعود ذلك لتجمع النشا في أنسجة النبات أعلى منطقة القطع الذي حال دون انتقال الكربوهيدرات خلال الجزء الذي تم التحليق فيه علما أن خلايا الكامبيوم أو خلايا الخشب على الجزء الذي تم تحليقه لا تزال حية وتعمل على تشكل اللحاء من جديد. لقد لوحظ أن الاشجار ذات الحمل الغزير لا يعمل التحليق فيها على زيادة أو الاسراع في التزهير، ولا يؤدي الى تجمع النشا فوق منطقة القطع، بل ان الكربوهيدرات المتشكلة وبعض المواد الاخرى التي حال التحليق الى عدم النفوذ من خلالها قد ذهبت الى الثمار التي تزيد من حجمها وتسرع من نضجها. وإذا كنا فعلا نريد تحسين مواصفات الثمار من حيث الحجم والنضج فانه يتوجب علينا أن نلجأ الى حك أو تجريح الخشب المقطوع لإزالة الخلايا الصغيرة ومنعها من التحول الى خلايا مريستمية ان وانتاج لحاء جديد. ان مثل هذا الغصن سيموت مستقبلا الا اذا كانت الحلقة المزالة ضيقة بحيث لا تؤثر على النبات.
و- ان عملية ثني الغصن الى أسفل أحيانا تعمل على اضعاف النمو وتسبب تجمع النشا فيه والازهار الغزير.
عقد الثمار Fruit Setting
تتم عملية عقد الثمار عادة، من اخصاب بويضة أو أكثر في الزهرة، وبعد ذلك لابد من تطور البذرة، وبعدها تتحول بعض الانسجة الموجودة في الزهرة تحت تأثير المبايض المتطورة الى لب الثمرة المأكول. الا أن ثمار بعض الاصناف تعقد بدون اخصاب البويضات. وبما أن لب الثمار ينشأ من أنسجة الاجنية فان كلمة العقد البكري Parthenocarpic يقصد بها تلك الثمار التي تتطور دون اخصاب البويضات بصرف النظر عن منشأ الجزء المأكول ومن المعروف أن اخصاب البويضة يحول دون تساقط الزهرة، ولكن المبيض يتلاشى في مرحلة لاحقة دون أن يؤثر على تساقط أو توقف تطور الثمرة.
التلقيح Pollination
ان بعض الاشجار البذرية عقيمة ذاتيا Self Sterile أي أن حبوب اللقاح من أزهار هذه الشجرة لا يمكنها اخصاب البويضات على نفس الشجرة، وان أقلام التطعيم المأخوذة من هذه الشجرة عقيمة أيضا: أي ان اللقاح المأخوذ من أي شجرة من هذا الصنف لا يمكنها اخصاب بويضات الازهار على هذه الشجرة أو آية أشجار من نفس الصنف.
وتعود أسباب العقم عامة إلى أسباب منها:
1- قد يكون الصنف أحادي الجنس ثنائي المسكن Dioecious مثل اشجار نخيل التمر والكيوي حيث توجد أشجار مذكرة وأخرى مؤنثة في أماكن مختلفة أو أحادي الجنس أحادي المسكن Monoecious كالجوز.
2- قد يعود السبب إلى معاناة الصنف من ظاهرة تباين نضح أعضاء التذكير والتأنيث والتي تعرف باسم Dichogamous أي ان حبوب اللقاح تنتشر اما قبل استعداد المتاع (المدقة) لاستقبالها وتدعى هذه الظاهرة Protandry أو أن ينضج المتاع (المدقة) قبل نضج حبوب اللقاح وتدعى هذه الظاهرة Protogeny.
3- قد أن تكون حبوب اللقاح عديمة الحيرية.
4- قد يعود السبب الى أن حبوب اللقاح عديمة الموافقة الذاتية Self-Incompatible أي أن حبوب اللقاح حية ولكنها غير قادرة على اخصاب بويضات الازهار في نفس أشجار الصنف ويمكن أن تكون ظاهرة عدم الموافقة هذه اما جزئية أو كاملة.
5- قد يكون السبب ان الاشجار عديمة الموافقة الخلطية Cross- Imcompatible
تساقط الأزهار والثمار Abscission of Flowers and Fruits
تتساقط الازهار والثمار الصغيرة بسبب تشكل طبقات من الخلايا الفلينية في منطقة التساقط في العنق. ففي هذه المنطقة تكثر المواد غير الحية كالألياف والقصيبات Tracheids حيث لا قوة لها مقارنة ببعض المناطق الأخرى من العنق، وتكون قابلة للكسر بالضغط على هذه الخلايا الفلينية.
يحدث تساقط الازهار والثمار الصغيرة في أماكن أخرى غير المشار إليها أعلاه، في قمة العنق، في أسفل العنق كما انه قد تتساقط النورات الزهرية بكاملها كما يحدث في المانجو على سبيل المثال. وقد تختلف أسباب التساقط هذه في مزارع الفاكهة المختلفة وتعزى الى سبب أو أكثر مما يلي:
1- ان معظم أو كل الازهار المتساقطة لم تخصب بويضاتها.
2- كما أن الثمار التي تتساقط قبل وصول قطرها الى 1/4 بوصة، يعود الى عدم اخصاب البويضة التي بداخلها.
3- ان الظروف البيئية غير الملائمة يعمل على تساقط الازهار والثمار الصغيرة.
4- ان نقص تركيز الاوكسينات في الازهار والثمار يسبب تساقطها ولذلك فان الرش بمنظمات النمو والمركبات المماثلة للاوكسينات تعمل على وقف تساقط الازهار، كما أن مثل هذا الرش قد وجد مفيدا جدا في تأخير تساقط الثمار الكبيرة الحجم واعطائها الفرصة لتنضج على الاشجار.
5ـ يعمل تلقيح الازهار على تأخير أو منع تساقطها بسبب اسراعه لتحويل مركب مولد الاوكسين الى اوكسين داخل متاع الزهرة (المدقة).
6- اذا وجد على نفس الشجرة ثمارا بكرية واخرى عاقدة وذات أجنة فان المنافسة فيما بينها وامكانية البقاء على الشجرة حتى النضج سيكون لصالح الثمار ذات الاجنة، أما تلك الثمار البكرية فسيكون مصيرها التساقط.
7- يلاحظ تساقط الكثير من الازهار والثمار الصغيرة، خاصة في حالات الازهار أو الثمار الصغيرة، خاصة في حالات الازهار الغزير في بعض أنواع الفاكهة كالزيتون والافوكادو (الزبدية) والمانجو، وقد تصل نسبة التساقط الى حدود ۹۹ ٪.
8- يسقط العديد من الثمار حتى تلك التي أخصبت فيها البويضات وقد لوحظ ان عدد الثمار المتساقطة وكذلك نسبة التساقط يزداد مع زيادة عدد الثمار التي تبدأ بالنمو، وتعتبر مثل هذه الظاهرة نوعا من خف الثمار.
9- يعود سبب التساقط الى حالات نقص العناصر السمادية ويذكر هنا أن عدم توفر النتروجين خلال فترة الازهار يعتبر من أكثر العوامل الشائعة التي تؤدي لتساقط الأزهار بغزارة، كما أنها تؤدي الى الحد من نمو الشجرة. ويمكن مشاهدة مثل هذه الحالة في بساتين أشجار الفاكهة المزروعة في الاراضي الخصبة الغنية بالنتروجين والمغطاة بنباتات الاعشاب سواء كانت دقيقة أو عريضة الاوراق حيث تعمل على جعل النتروجين غير متوفر للأشجار، خاصة وان النتروجين لم يتم اضافته للمزرعة قبل اسبوعين أو ثلاثة من الازهار.
كما يعمل نقص عنصر الفوسفور في بساتين الفاكهة بنفس الطريقة التي ذكرت أعلاه عن نقص النتروجين ووجد أن نقص عنصر الزنك يعمل على تساقط العديد من الإزهار قبل وصولها لمرحلة النضج الكامل.
10- ويعتبر عدم توفر الماء لأشجار الفاكهة قبل واثناء فترة التزهير من أكثر وأهم العوامل شيوعا والتي تسبب تساقط الازهار بغزارة، ويكون الضرر كبيرا في المزارع ذات التربة الضحلة ( غير العميقة ) والتي أعطت أشجارها نموات خضرية قوية خلال مرحلة توفر الماء حيث توقف نمو الجذر بسبب عدم توفر الاوكسجين في التربة، أو أن الجذيرات قد أصابها التلف بسبب رداءة التهوية.
ويكون الضرر جسيما على تساقط الثمار الصغيرة من الاشجار إذا كانت الظروف البيئية العائدة ممثلة لفترة حارة جافة أتت بعد فترة رطبة، وأحيانا فان يوما أو يومين من الايام الحارة الجافة تعمل على اسقاط الثمار الصغيرة بغزارة خاصة مع حالة تلف الجذور المشار إليها أعلام.
وإذا تعرضت أشجار الفاكهة التي تعطي ثمارا لا بذرية لنفس ظروف التربة والعوامل الجوية المذكورة أعلاه فان تساقط الثمار يكون فادحا وأكثر مما تتعرض له الاشجار التي تعطي شمارا بذرية.
الثمار : Fruits
يختلف تأثير البذرة على تطور الثمرة باختلاف الانواع النباتية، فالثمار اللابذرية (البكرية) من الافوكادو أكثر صغرا وأكثر بيضاوية من الثمار العادية، بينما الثمار اللابذرية في أنواع الحمضيات لا تختلف في الشكل ولا في الحجم عن مثيلتها الثمار البذرية في نفس الصنف. يبدأ تطور الثمار بانقسام الخلايا الذي يتوقف في عدد من الثمار عندما يكون حجمها أصغر من 10% من حجم الثمرة الطبيعي. ولو أنه توجد حالات شاذة في بعض أنواع مزارع أشجار الفاكهة مستديمة الخضرة حول هذه الظاهرة. وان الزيادة التي تحصل في حجم هذه الثمار خلال مراحل حياتها يعود الى مرحلة انقسام الخلية.
كما لوحظ في صنف البرتقال الصيفي ( الفالينشيا ) في بعض المناطق المناخية ظهور موسم جديد وعقد ثماره قبل أن تنضح ثمار الموسم السابق حيث يكون التنافس على الكربوهيدرات بين الثمار من جهة وبين موجة النمو الجديدة وتشكل النسيج المولد الجديد من الكامبيوم من جهة أخرى وحيث من المتوقع على ضوء ذلك صغر حجم الاوراق المتشكلة وصغر الخشب الجديد وان معظم أصناف الاشجار تستعمل كثيرا من الكربوهيدرات لاستطالة أغصانها وزيادة سمكها والقليل من أجل نمو الثمار. وعلى العكس فان أصنافا أخرى من الاشجار تعقد ثمارها بغزارة وتقلل من ثخن أغصانها وتنمو أوراقها بغزارة.
ويمكن أن يؤدي عدم توفر العناصر الغذائية ونقص المياه الى صغر حجم الثمار. أما في المزارع النامية في تربة جيدة ومناخ ملائم فان حجم ثمار بعض الاصناف يتقرر بدرجة كبيرة على النسبة ما بين عدد الاوراق المخصص لكل ثمرة على الشجرة أو على الغصن الرئيسي في حالة الحمل الغزير وقد وجد أن خف الثمار المبكر ذو تأثير كبير على زيادة حجم الثمار النهائي.
نضج الثمار:
ان مفهوم نضج الثمار هو أن تكون صالحة للأكل. ففي الثمار التي تحوي النشا فانه تدريجيا يتحول الى سكر. وتزداد سرعة مثل هذه التفاعلات بوجود الايثيلين وبعض منظمات النمو، بينما يتأخر بوجود مركبات التانيين. ففي ثمار الموز (على الاقل) فان محتوى الثمار من الهيميسيللوز يتناقص حتى ۱۰ - ١٥٪ من كميته في الثمار الخضراء، وهذا التناقص في مركب الهيمسيللوز لا يعني كليا التناقص في السكريات أو في استعمال السكر في عملية التنفس.
أما في الثمار التي تحوي انزيم الانفرتيز Invertase او كمية كبيرة من الأحماض، فان السكروز الموجود يتحول ببطء الى سكر جلوكوز وسكر الفركتوز بكميات متساوية واذا كان تركيز السكروز في عصير الثمرة أقل من ١٠٪ فان التحول الى كميات متساوية من الجلوكوز ( الاقل حلاوة ) والفركتوز (الأكثر حلاوة) سيقلل من حلاوة الثمار، ولكن اذا كانت النسبة حوالي ١٢ – ١٥٪ أو أكثر فان التحول الى جلوكوز وفركتوز سيزيد من حلاوة الثمرة.
تتناقص محتويات الثمرة من الاحماض بدرجة ملحوظة خلال عملية النضج فالحموضة الفعالة تتناقص عادة بنفس المعدل ولكن ليست الى درجة دقيقة بسبب اختلاف درجة التعادل، فقد تحوي ثمرة برتقال كمية من الحموضة الكلية اعلى من ثمرة أخرى، عند نفس قراءة درجة الحموضة.
ان الاسترات غير موجودة بكميات كبيرة كافية لتقدير تغيرات تركيزها خلال عملية النضج. وان تأثيرها على نكهة الثمار يميل الى زيادتها حتى تصل الثمرة الى أقصى درجة من قابليتها للأكل ثم تتناقص.
وفي الثمار الزيتية كالزيتون والافوكادو، فان محتوى الثمرة من الزيت يمكن أن يزداد حتى ما بعد وصول الثمرة الى مرحلة متقدمة من النضج.
أما مركبات التانين الذائبة والتي تعطي الطعم القابض، فأنها تصبح غير قابلة للذوبان ببطء خلال عملية النضج.
يتحول مركب البروتوبكتين Protopectin غير الذائب في جدار الخلية الى مركب ذائب هو البكتين Pectin وهو بوجود الماء في الثمرة يجعلها أكثر طراوة، وتزداد كميته بسرعة بوجود الايثيلين.
وعندما تنتهي التغيرات المذكورة سابقا والتي توصل الثمرة الى مرحل النضج الكامل والى أجود نكهة، فإن النشا الذي تجمع في الثمرة يكون قد تحول الى سكر، وتكون الاسترات في أعلى تركيزها، وتتناقص الاحماض الى الدرجة التي تجعل الثمرة ذات نكهة جيدة. بعد هذا كله فان التغيرات في الثمرة تستمر لتنقص كل المكونات المذكورة، وتصبح الثمرة خالية من الطعم الحريف، وتبدأ بعدها الثمرة بالتحلل، وفي هذه المرحلة المتأخرة من التطور تتناقص مقاومة الثمرة للإصابة بالكائنات الدقيقة التي تسبب تعفنها وان حفظ الثمرة في درجة الحرارة المنخفضة التي تحفظها بدون أذى يعمل على تأخير تلك التحولات ويؤخر تشكل الضرر الناتج عن الاصابة بالكائنات الدقيقة ويطول عمر الثمرة.
التخزين البارد للثمار: Chilling
ان حفظ معظم ثمار أشجار الفاكهة مستديمة الخضرة على درجات حرارة ما بين ۳۲-٣٤ درجة /ف (صفر -1/2 درجة م) أو حتى على درجة حرارة منخفضة ما بين ٣٦ -٤٠ درجة / ف ( ٣ - ٥ ) درجة م يسبب لها الاضرار الناجمة عن البرودة المعروفة باسم Chilling Injury. فقد وجد أن حفظ الموز على درجات حرارة ليست أقل من ( ٥٠ - ٥٢ درجة) ف (١٠-۱۱) درجة م أو أعلى قليلا قد أصابه بالضرر فقد بدا على لب الثمار اللون البني، والنقص في طعم الثمرة المميز، واحيانا الطعم المر أو الطعم الشاذ، وفشل تحول النشا بصورة كلية الى سكر عندما تصل الثمرة إلى مرحلة التحلل، وتقل قدرة الشعرة على مقاومة الاصابة بالكائنات الدقيقة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|