المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28



حاجِب بن زُرارة  
  
5008   09:28 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص174-175
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2016 5218
التاريخ: 14-08-2015 2081
التاريخ: 26-1-2016 3674
التاريخ: 24-7-2016 4052

كان حاجب بن زرارة بن عدس من بني دارم بن تميم، وكان فارسا شجاعا وسيّدا في قومه. ولكن أخاه لقيطا كان أبرز منه، واليه كانت قيادة تميم حتى سقط قتيلا في يوم شعب جبلة، نحو عام 553 م. وفي ذلك اليوم أيضا وقع حاجب أسيرا (الكامل 130، راجع 129،273-274، غ، دار الكتب 11:150-52).
واشتهر حاجب بن زرارة بوفادته على كسرى الأول أنوشروان (531-579 م) في شأن مراعي بني تميم على ضفاف الفرات: كان بنو تميم معتدّين بأنفسهم لكثرة عددهم ولشوكتهم، فكانوا لا يكتفون بالمراعي التي خصّهم كسرى بها، بل يعتدون على المراعي الخاصّة بغيرهم. من أجل ذلك منع كسرى بني تميم من ارتياد ريف العراق كله، فأخذهم القحط وكادوا يهلكون. فوفد حاجب بن زرارة على كسرى يطلب منه السماح لبني تميم بالرعي في ريف العراق، فطلب كسرى منه ضمانا بألاّ يعود بنو تميم إلى الاعتداء على المراعي المخصوصة بجيرانهم، فأعطاه حاجب قوسه رهنا؛ ووفت بنو تميم بما تعهّد به حاجب.
وأدرك حاجب بن زرارة يوم النسار بين بني أسد وبني تميم وانهزم هاربا فعيّره بذلك بشر بن أبي خازم.
وكان حاجب بن زرارة حكيما مشهورا وخطيبا بارعا، وصف ابن أخيه القعقاع بن معبد بن زرارة يوما فقال:
«واللّه، ما القعقاع برطب فيعصر ولا يابسا فيكسر».
ورووا أن حاجب بن زرارة قال عند كسرى:
«قد علمت العرب أنّا فرع دعامتها وقادة زحفها، لأنّا أكثر الناس عديدا، وأنجبهم طرّا وليدا. وإنّا أعطاهم للجزيل وأحملهم للثقيل».
وكان لحاجب شعر (غ 10:20-11:98-102) (1)
قيل إن حاجب بن زرارة خطب عند كسرى، في المدائن (2)، يفتخر بالعرب:
وري زندك، وعلت يدك، وهيب سلطانك. إن العرب أمّة قد غلظت أكبادها، واستحصدت مرّتها، ومنعت درّتها، وهي لك وامقة ما تألّفتها، مسترسلة ما لاينتها، سامعة ما سامحتها (3). وهي العلقم مرارة، والصاب غضاضة، والعسل حلاوة، والماء الزلال سلاسة. ونحن وفودها اليك، وألسنتها لديك: ذمّتنا محفوظة، وأحسابنا ممنوعة، وعشائرنا فينا سامعة مطيعة. أن نؤب، لك حامدين خيرا، فلك بذلك عموم محمدتنا، وان نذمّ لم نخصّ بالذّمّ دونها (4).
_______________________
1) الاعلام للزركلي 2:153؛ راجع الاصابة 1:273، 2:187.
 2) كانت المدائن العاصمة الشتوية للفرس، وهي اليوم على نحو عشرين ميلا شرق بغداد.
3) ورى زندك: لا زال زندك (الزند: الحديدة تقدح بها النار من الحجارة) قادرا على اشعال النار، لا زلت موفقا صائب الرأي. استحصدت مرتها: استحكمت قوتها وعظمت. ومنعت (بالبناء للمجهول) درتها: قل لبنها، أمحلت بلادها (؟). وامقة: محبة. تألفتها: أحببتها، أحسنت اليها. مسترسلة: مستمرة.
4) العلقم والصاب: نبات مر. غضاضة: احتمال الذل والمكروه (يشق على الانسان أن يصبر على عداوتنا). ذمتنا محفوظة: قومنا الذين نتكلم باسمهم يقروننا على ما نقول. أحسابنا ممنوعة: أعمالنا (ومقامنا في قومنا) محمية، مدافع عنها، لا يشك أحد فيها. ان نؤب... الخ: ان مدحناك عند قومنا مدحوك هم أيضا، وان ذممناك لم نكن وحدنا الذين ذممناك (بل تذمك عشائرنا أيضا)؛ او: إن نذم (لأننا لم ننجح عندك) فان قومنا سيذمونك ايضا.
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.