أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2016
5218
التاريخ: 14-08-2015
2081
التاريخ: 26-1-2016
3674
التاريخ: 24-7-2016
4052
|
كان
حاجب بن زرارة بن عدس من بني دارم بن تميم، وكان فارسا شجاعا وسيّدا في قومه. ولكن
أخاه لقيطا كان أبرز منه، واليه كانت قيادة تميم حتى سقط قتيلا في يوم شعب جبلة، نحو
عام 553 م. وفي ذلك اليوم أيضا وقع حاجب أسيرا (الكامل 130، راجع 129،273-274، غ، دار
الكتب 11:150-52).
واشتهر
حاجب بن زرارة بوفادته على كسرى الأول أنوشروان (531-579 م) في شأن مراعي بني تميم
على ضفاف الفرات: كان بنو تميم معتدّين بأنفسهم لكثرة عددهم ولشوكتهم، فكانوا لا يكتفون
بالمراعي التي خصّهم كسرى بها، بل يعتدون على المراعي الخاصّة بغيرهم. من أجل ذلك منع
كسرى بني تميم من ارتياد ريف العراق كله، فأخذهم القحط وكادوا يهلكون. فوفد حاجب بن
زرارة على كسرى يطلب منه السماح لبني تميم بالرعي في ريف العراق، فطلب كسرى منه ضمانا
بألاّ يعود بنو تميم إلى الاعتداء على المراعي المخصوصة بجيرانهم، فأعطاه حاجب قوسه
رهنا؛ ووفت بنو تميم بما تعهّد به حاجب.
وأدرك
حاجب بن زرارة يوم النسار بين بني أسد وبني تميم وانهزم هاربا فعيّره بذلك بشر بن أبي
خازم.
وكان
حاجب بن زرارة حكيما مشهورا وخطيبا بارعا، وصف ابن أخيه القعقاع بن معبد بن زرارة يوما
فقال:
«واللّه،
ما القعقاع برطب فيعصر ولا يابسا فيكسر».
ورووا
أن حاجب بن زرارة قال عند كسرى:
«قد
علمت العرب أنّا فرع دعامتها وقادة زحفها، لأنّا أكثر الناس عديدا، وأنجبهم طرّا وليدا.
وإنّا أعطاهم للجزيل وأحملهم للثقيل».
وكان
لحاجب شعر (غ 10:20-11:98-102) (1)
قيل
إن حاجب بن زرارة خطب عند كسرى، في المدائن (2)، يفتخر بالعرب:
وري
زندك، وعلت يدك، وهيب سلطانك. إن العرب أمّة قد غلظت أكبادها، واستحصدت مرّتها، ومنعت
درّتها، وهي لك وامقة ما تألّفتها، مسترسلة ما لاينتها، سامعة ما سامحتها (3).
وهي العلقم مرارة، والصاب غضاضة، والعسل حلاوة، والماء الزلال سلاسة. ونحن وفودها اليك،
وألسنتها لديك: ذمّتنا محفوظة، وأحسابنا ممنوعة، وعشائرنا فينا سامعة مطيعة. أن نؤب،
لك حامدين خيرا، فلك بذلك عموم محمدتنا، وان نذمّ لم نخصّ بالذّمّ دونها (4).
_______________________
1) الاعلام
للزركلي 2:153؛ راجع الاصابة 1:273، 2:187.
2) كانت
المدائن العاصمة الشتوية للفرس، وهي اليوم على نحو عشرين ميلا شرق بغداد.
3) ورى
زندك: لا زال زندك (الزند: الحديدة تقدح بها النار من الحجارة) قادرا على اشعال النار،
لا زلت موفقا صائب الرأي. استحصدت مرتها: استحكمت قوتها وعظمت. ومنعت (بالبناء للمجهول)
درتها: قل لبنها، أمحلت بلادها (؟). وامقة: محبة. تألفتها: أحببتها، أحسنت اليها. مسترسلة:
مستمرة.
4) العلقم
والصاب: نبات مر. غضاضة: احتمال الذل والمكروه (يشق على الانسان أن يصبر على عداوتنا).
ذمتنا محفوظة: قومنا الذين نتكلم باسمهم يقروننا على ما نقول. أحسابنا ممنوعة: أعمالنا
(ومقامنا في قومنا) محمية، مدافع عنها، لا يشك أحد فيها. ان نؤب... الخ: ان مدحناك
عند قومنا مدحوك هم أيضا، وان ذممناك لم نكن وحدنا الذين ذممناك (بل تذمك عشائرنا أيضا)؛
او: إن نذم (لأننا لم ننجح عندك) فان قومنا سيذمونك ايضا.