المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الموطن الاصلي للفجل
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24



نظر الاسلام حول صفة العجب والغرور  
  
1125   08:18 صباحاً   التاريخ: 2023-03-04
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص235 ــ 236
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

لقد نهى الدين الاسلامي عن هذه الصفة نهيا شديدا وجعلها في عداد المهلكات، ورد عن الامام الرضا عليه السلام: (من دخله العجب هَلك).

وقد عدها الامام علي (عليه السلام) بانها سبباً لسوء الحظ. وقد ذكر (عليه السلام)، حول غرور الشيطان واعجابه بنفسه في نهج البلاغة.. (اعترته الحمية وغلبت عليه الشقوة وتعزز بحلقة النار).

وقد حذر الامام السجاد (عليه السلام) في حديث له في هذا المجال عن العجب بانه الارضية للهلاك والسقوط. وأوصانا بأن لا ننسى ذلك ولا تغرّنا تسويلات الشيطان.

وروايات اخرى تصرح بهذا المعنى وتشير إلى ذلك الخطر.

وقد ورد ذم لهؤلاء في القرآن الكريم بقوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 103، 104]، وهذه الآية وآيات اُخرى تنهى الانسان عن هذه الصفة.

ان العجب من الذنوب الكبيرة في الاسلام حيث ينتج عنه التكبر والفساد في الاعمال وبالنتيجة يصل الانسان إلى الكفر والشرك.

واستصغار الهفوات والمخالفات يعتبر بعداً عن الكمالات حيث ينتج عنه ظلامة تطغى على القلوب فلا يستطيع الانسان أن يميّز الحقيقة وأن يصل إلى درجات السمو والفلاح.

ضرورة الاصلاح

وعلى أساس ما لاحظنا ومرّ ومع الأخذ بنظر الاعتبار رأي الاسلام وموقفه في هذا المجال فان اصلاح وضع الطفل يصبح ضرورياً. وعلى الوالدين أن يهيّئوا عوامل وموجبات نجاة طفلهم من هذا الوضع. وهنا يجب أن تكون المبادرة سريعة، لأن العجب إذا تسلط على الانسان فان فرص النجاة منه تكون قليلة.

وقد ذكر بعض علماء الاخلاق إلى أن الانسان في حالة غرقه في حبه لنفسه فإنه سيبتلى بصفات شيطانية فيصبح فرداً خائناً، قاسي القلب وبعيد عن الرحمة ومعالي وبعيد عن الانسانية.

ولا يوجد جدال حول السرور الذي يدخل على قلب الانسان عندما يعمل عملاً صالحا لكن يجب ان لا يكون مغرورا ومعجبا بنفسه عندما يقوم بعمل ما، حيث نرى ان بعض الافراد ولتوفر بعض الكمالات عندهم فانهم يضمرون العداوة للآخرين ويقضون على السلام والصلح في هذا العالم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.