أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-12-2021
3009
التاريخ: 26-03-2015
25434
التاريخ: 14-9-2020
37973
التاريخ: 12-9-2020
27719
|
المجاز
عبارة عن تجوز الحقيقة، بحيث يأتي المتكلم لاسم موضوع لمعنى فيختصره إما بأن يجعله
مفرداً بعد أن كان مركباً، أو غير ذلك من وجوه الاختصار، أو يذكر ما هو متعلق به، أو
كان من سببه لفائدة.
والمجاز
جنس يشتمل على أنواع كثيرة، كالاستعارة والمبالغة والإشارة، والإرداف، والتمثيل،
والتشبيه، وغير ذلك مما عدل فيه عن الحقيقة الموضوعة للمعنى المراد، فهذه الأنواع
وإن كانت من المجاز فلكونها متعددة جعل لكل منها اسم يعرف به، ويميزه عن غيره من
جنسه، كما جعل لأنواع جنس الحيوان من الأسماء التي تعرف أنواعها بالفصول، كالفرس،
والجمل، والطائر، والإنسان وغير ذلك من قسمي الناطق والبهيم، وقد خص النقاد نوعاً
من أنواع المجاز بإبقاء اسم المجاز عليه، وهو أقسام: منها: حذف الموصوف وإبقاء
الصفة تدل عليه، كقوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ فإن المراد هو الذي أرسل محمداً رسوله، وحذف الفاعل
الذي فعله المستند إليه دال عليه كقوله تعالى: حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ .
ومنها
حذف الأجوبة كقوله تعالى في حذف جواب لو: وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ الآية.
ومنها
الإتيان بجواب عن سؤال مقدر لدلالة الجواب عليه كقوله سبحان. قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ فإن المعنى كأن قائلاً قال: فما كانت عاقبة
هذا الذي نصر الحق وبذل نفسه في ذات الله، فيقال: قيل له: ادخل الجنة.
ومنها
الاسم المضاف الذي حذف المضاف منه، وأقيم المضاف إليه مقامه، كقوله تعالى: وَأُشْرِبُوا
فِي قُلُوبِهِمُ
الْعِجْلَ أي حب العجل، وقوله تعالى: وَيَا
سَمَاءُ أَقْلِعِي أي ويا مطر السماء، أو
يا سحاب السماء، أو يا سحاب لكونه بالنسبة للمخاطب عالياً، وكل ما علا الإنسان من سقف
وسحاب وغيره يسمى سماء، وقد تجاوزت العرب حذف المضاف إلى حذف مضاف ثان بعد حذف
المضاف الأول، كقول جرير [وافر]:
إذا
نزل السماء بأرض قوم ... رعيناه وإن كانوا غضابا
فقوله:
إذا نزل السماء، يريد مطر السماء، وهذا القسم الأول من المجاز، وقوله: رعيناه يريد
رعينا ما ينبته مطر السماء، وهذا القسم الثاني من المجاز، وإنما اتفقوا على اسم
المجاز على هذا القسم لخلوه من معنى زائد عن تجوز الحقيقة، يليق أن يكون تسميته من
جنسه، كالاستعارة، والتشبيه، والمبالغة، والإرداف، والإشارة وغير ذلك، فلما لم يكن
في هذا القسم غير تجوز الحقيقة اختصار أفرد باسم المجاز، إذ لا يليق به غيره،
والمراد بذلك الاختصار.