المفاهيم الجغرافية البشرية عند ارسطو: تعد الجغرافية احد فروع العلم الذي يتعامل مع الكرة الأرضية بجميع صفاتها وظواهرها وعلاقتها كوحدة ،مستقاة، والذي يظهر العلاقة ما بين هذا الكل الموحد مع الإنسان ومع خالق الإنسان ، وقد كانت العلاقة بين الكرة الأرضية والإنسان أحدى ابرز الجوانب التي انكب أرسطو في دراستها، وهو ما يتضح في كتابه "السياسة" والذي أشار فيه إلى دور الإنسان في التحكم بموارد الأرض بما يحقق له أفضل السبل الحياة مترفة، وتبعا لذلك فقد احتوت كتاباته العديد من جهوده الفكرية في مجال الجغرافية البشرية، والتي من الممكن إفرازها بحسب فروع الجغرافية البشرية الحديثة إلى جغرافية المدن، الجغرافية الاقتصادية، الجغرافية السياسة ، جغرافية السكان.

جغرافية المدن: تمثل المدن إحدى المرتكزات الأساسية التي أدت إلى نشوء الحضارات بحيث مثل انتقال الإنسان من مجتمع ريفي إلى مجتمع حضري تغييرا ثوريا في العالم القديم وقد أدرك أرسطو أهمية المدن في المجتمعات البشرية كما يظهر في تفريقه بين مفهوم القرية والمدينة فبينما يرى " إن الاجتماع الأول لعدة عائلات الذي ألف بالنظر إلى العلاقات التي ليست يومية إنما هو القرية" ، اعتقد " أن المدينة كثرة عظمى فإذا عمدت إلى الوحدة صارت من مدينة إلى عائلة ومن عائلة إلى "فرد. كما تضمنت كتاباته الفلسفية العديد من المفاهيم في جغرافية المدن والتي تظهر في أربعة مواضع أساسية وهي نشأة المدينة، موقع المدينة ، مخطط المدينة، التركيب الوظيفي للمدينة.

نشأة المدينة: أعطى أرسطو لتوفير الحاجات المعيشية أساسا في وجود المدينة إذ أستنتج " أن الاجتماع الذي يؤلف المدينة ليس اجتماعا كيفما اتفق أنما هو اجتماع أناس قادرين على القيام بجميع حاجات معيشتهم.