المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

فجـوة المعرفـة و خريـطة المعرفـة
21-12-2021
في نسبة الجور الى الله تعالى
30-11-2015
الصحيح والأعمّ
29-8-2016
الهزيمة بعد الانتصار
23-5-2017
من هم أهل الذكر؟
21-10-2014
Genetic Blueprint
6-6-2018


العلل والدوافع التي تؤدي الى ظهور صفة السخرية والاستهزاء  
  
1315   08:51 صباحاً   التاريخ: 2023-02-16
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص186 ــ 190
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-1-2018 3070
التاريخ: 27-9-2019 2039
التاريخ: 2023-02-20 887
التاريخ: 2023-03-11 1165

حول العلل والدوافع التي تؤدي إلى ظهور هذه الحالة، يمكن ذكر العديد والمهم منها:

1ـ العوامل الحياتية: فبعض الأطفال يعانون من نقص عضوي. أو يتمتعون بسمنة مفرطة أو نحافة شديدة أو قصر أو طول مما يجعله عرضة لاستهزاء وسخرية الآخرين. إذا كانوا ضمن مجموعة فإنهم يتقدمون دائماً لكي لا يبقوا متخلفين عن الركب أحياناً وبسبب التعب وقلة النوم والبعد عن الوالدين فإن سلوك الأطفال يتغير تبعاً لذلك فيصبحون اطفالاً سيئي الخلق وينفعلون بسرعة ويميلون إلى التهريج والعربدة.

وأحيانا تنشأ هذه الحالة من طغيان روح الشباب أو ازمات البلوغ أو حب الظهور والعنجهية. فيكونوا في ظروف يحبوا معها ان يبرزوا شخصيتهم وعندما لا ينجحوا في هذا الطريق فيتوسلوا بأساليب خاطئة وغير مناسبة. أو حسب ما هو متعارف بممارسات طفولية.

2ـ العوامل النفسية: ان التقليد ناتج من اضطرابات داخلية، وفي هذا المجال يمكن التحدث عن ظروف اخرى وهي كما يلي:

ـ يقوم الطفل بالدفاع عن نفسه في مقابل خطر أو لحفظ نفسه من الذلة وللسيطرة على تعادله.

ـ الاحساس بالذلة والجبن والعجز في مقابل الآخرين فيقوم بأعمال من شأنها التغطية على عجز شخصيته حيث يشعر بتفاهة وضعه.

ـ الاصابة بمرض نفسي من نوع (اكسيروفرني) والذي يحدث اضطرابات عاطفية ويحس بالنشوة المصحوبة بالضحك وبدون معنى.

ـ عدم القدرة على المواجهة وضيق الصدر من الأوضاع والظروف التي يمر بها حيث يرغب بالتعادل الروحي.

ـ تحدث عند الطفل حالة يصدق معها بأنه غير محبوب فيسعى لكي يكون محبوباً.

ـ وفي بعض الاحيان يسعى للخروج من التيه وفقدان الهوية إلى ان يكون معروفا فيحس بالسعادة في حياته.

ـ أحياناً يحسّ الطفل بالكسل وفقدان الهمّة والذكاء الكافي لأجل النمو، فيجسد هذا الاحساس بالتقليد والسخرية من الآخرين.

ـ المقاومة والمواجهة مع الأوامر والنواهي الصادرة إليه للنجاة من هذا الابتلاء.

ـ وعلى العموم يعتبر التقليد بعنوان نافذة يطل منها الآخرين على الاسرار الذهنية الباطنية للأطفال.

3ـ العوامل العاطفية: وهنا بالإمكان ذكر علل وعوامل كثيرة من بينها:

ـ عدم احساس الطفل بالمحبة والعطف من قبل الآخرين والاحساس بعدم وجود ملجأ ومريد يتوجه اليه.

ـ تعرض عواطفه للجرح والاستهانة به.

ـ الخوف من العقوبة، فيلجأ إلى هذه الطريقة لإنقاذ نفسه من الخوف.

ـ الانتقام لنفسه بسبب ما يمر به من حرمان ليبرز نفسه عن هذا الطريق.

ـ السعي من أجل إيجاد الهدوء والاستقرار لروحه وذهنه المضطرب.

ـ الشعور بالحرمان لما يسمعه من تمجيد وثناء على الآخرين.

ـ وجود الحسد والعقد والظروف الغير طبيعية ولأجل الخلاص من عدم الأمن.

ـ السرور والفرح الفائق للعادة بسبب بلاهته وحماقته وفي بعض الأحيان دلاله.

4ـ العوامل التربوية والأخلاقية: بعض الأطفال وبسبب سوء تربيتهم يلجؤون إلى هذه الصفة وذلك بسبب القصور العاطفي لإبائهم فأصبح الأطفال غير مقيدين بأصل او قاعدة ويفعلون ما يشاؤون.

البعض من هؤلاء لم يذوقوا طعم الطفولة ولا طعم المحبة. أو أنهم نالوا قسطا وافراً من الاحترام فأصبحوا يحسون بالدلال، وانجر هذا الامر إلى الاحساس بالدناءة والصغر.

ان المحبة المفرطة تكون أرضية للكثير من الأمور الغير طبيعية. فالطفل من أجل ارضاء ميولاته النفسية لا يحذر من أي شيء. طبعا في المقابل نقص المحبة يحمل في طياته عوارض ومضاعفات كثيرة على اخلاقه وحياته.

5ـ العوامل الاجتماعية: ومن عوامل بروز صفة التقليد العوامل الاجتماعية. وهنا نستطيع ذكر العديد من هذه الموارد. ومن جملتها التقليد من الآخرين والذي ينشأ من العشرة الغير محبذة أو انه يعاني من نواقص فيستفيد من التقليد وذلك لسد النقص الذي يعاني منه فيلجأ إلى الاساليب الملتوية لكي يرضي نفسه. وأحيانا في سنين أواخر طفولته أو أوائل صباه يشعر بعدم المقبولية في مجموعته فيسعى إلى جلب نظر الآخرين اليه بأي وسيلة ممكنة. متصوراً انه بهذا الاسلوب يستطيع ان يكون ذا قيمة ومكانة لدى الغير. أو أنه يعيش في مجتمع يهوى التهريج والاستهزاء فاذا ما قام بهذا العمل فإنه يلقى الاستحسان والتبجيل والتشجيع.

6ـ العوامل الثقافية وأخيراً فإنه يحتمل ان يكون للتقليد والتهريج والسخرية أسباباً ثقافية. كمثال: ان الجهل وعدم النضج يؤثران في هذه المسألة.

ومن الأمور التي لها دوراً كبيراً في هذا المجال هي مشاهدة الأفلام المبتذلة وكذلك اللقطات والبرامج السينمائية الغير موزونة والتلفزيون وقراءة بعض القصص ومشاهدة المهرجين و...

وكذلك الأوضاع الفنية والأدبية لمجتمع ما ونوع القيم الحاكمة فى ذلك المجتمع والتي تشكل درساً مهماً في التربية وأيضاً المزاح والكناية والسخرية في المجالس لها دور مؤثر في هذا المجال. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.