المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

مجاهدة النفس وبيان حدودها
21-7-2016
تذل الامور للمقادير
6-1-2021
ممر القناة الجافة
2024-07-31
من تراث المرتضى: الامام المهدي
4-5-2022
عناصر الرأي العام
23-5-2022
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي
29-8-2021


المشكلات العصبية والنفسية لدى الأطفال  
  
1137   09:33 صباحاً   التاريخ: 2023-02-08
المؤلف : حمزة الجبالي
الكتاب أو المصدر : مشاكل الطفل والمراهق النفسية
الجزء والصفحة : ص49ــ55
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

من طبائع الأطفال كثرة الحركة، والميل إلى اللعب، وندرة التركيز والانتباه في أمر واحد لمدة طويلة. ويلاحظ أن الطفل لا يستقر نشاطه إلا في حالة واحدة؛ هي انشغاله بأمر لذيذ يركز فيه كل اهتمامه وانتباهه.

هذه كلها ملاحظات عاديه يستفيد منها الإنسان بانه إذا لاحظ أن طفلا ما قليل الاستقرار، فليتدبر ما يصح ان يركز فيه الطفل انتباهه؛ وبذلك يصير الطفل سعيدا مستقلا، ويصير الكبير قادرا في بعض الأحيان على الانصراف عنه والتفرغ لعمله.

وإذا كان هذا الذي يشغل الطفل عملا إيجابيا له نتيجة يشعر بقيمتها بالنسبة له كان فيه خير وقاية للطفل من تعود الاستغراق في اليقظة، وكان فيه خير تدريب على وضع بذور الميل نحو النشاط المنتج وبذل الجهد.

ولكن يلاحظ أن عدم استقرار طفل معين قد يكون بصورة عامة بارزة يختلف فيها عن غالب الأطفال وقد يأخذ عدم الاستقرار صورة خاصة في حركة معينة كرمش العين، او هز الكتف أو (فرقعة) الأصابع، أو اتيان حركة بالأنف أو بالفم أو مص الأصابع، أو الشفاه، أو اللسان، أو قرض الأظافر، أو عض الأقلام، او تنظيف الأنف بالأصابع او عصر حبوب الوجه، أو اللعب بخصلة من الشعر، أو حك الرأس أو اللعب بالأعضاء التناسلية.. أو غير ذلك من مئات الحركات الخاصة التي تكون بؤره يتمركز فيها النشاط العصبي غير الموجه.

العصبية العامة وانعدام الاستقرار

إذا لوحظ انعدام الاستقرار أو العصبية العامة في طفل ما فيجب دراسته أولا من نواحيه الجسمية والوراثية، فيجب أن ندرس ما إذا كان لدى الطفل حالة جسمية يصح ان يتسبب عنها عدم الاستقرار، أو العصبية العامة، ومن هذه الحالات الديدان، وما يقلل من كفاية التنفس كتضخم اللوز، او الزوائد الأنفية وسوء الهضم والاضطرابات الغددية؛ وبالجملة كل ما يؤثر في الصحة العامة تأثيرا سيئا. وأما من حيث الناحية الوراثية فكثيرا ما نلاحظ عدم الاستقرار. او العصبية العامة في عدد من أقارب الطفل نفسه، وفي هذه الحالة يحتمل ان يكون الطفل قد ورث خصائص عصبية ساعدته على تكوين صفه العصبية أو عدم الاستقرار. ومن أمثله ذلك حاله البنت في السابعة أرسلت للعيادة بسبب التبول اللاإرادي نهاراً وليلا، ووصفتها الأسرة بانها عصبية، فهي تغضب، وتبكي لأتفه الأسباب، وإذا غضبت فإنها تثور وتضرب نفسها، وتخبط براسها الحائط. وترفس برجلها، وبالجملة يكون كل جسمها في حالة اضطراب عند غضبها، وهي تغضب في غالب المناسبات. والبنت لا تعتمد على نفسها، وهي قليله الثقة بذاتها، وامها هي التي تطعمها وتلبسها، وتقضي لها كل لوازمها.

وتوصف الأم بانها عصبية المزاج، وتصاب أحيانا بتشنجات. والوالد كذلك عصبي وهو يصاب بنوبات انقباض شديدة ويشعر بضيق الحياة وباليأس. ويصل به الأمر في النوبات التي تصيبه إلى أن يبكي بكاء شديدا لغير سبب، إلا انه يبكي سوء حظه - على حد قوله.

وللوالدة اخت مصابة بالشلل، ولها أربع أخوات، لكل منهن طفل أو طفلان؛ أحدهما او كلاهما مصاب بضعف في النطق أو تهتهة أو ضعف عام. أما جدة البنت فإنها شديدة القلق والخوف قليله الاستقرار.

وقد حضرت البنت إلى العيادة السيكولوجية مع أمها وجدتها، فكانت الأم ترتدي ملابس ذات الوان عديدة متضاربة. ففي الرداء الواحد اجتمعت الوان الأحمر القاني إلى جانب الأصفر الفاقع، وإلى جانبه البنفسجي الباهت، ويقرب هؤلاء جميعا لوناً اسود لامعا وحتى اللفافة (السيجارة) التي دخنتها الأم كان ما بها من تبغ ملفوفا في ورق أحمر قان غير مألون. اما الجدة فكانت تنتقل بسرعة من سؤال إلى آخر. فسالت عن الطب الروحاني، والتنويم المغناطيسي، وعن الحياة الخاصة الداخلة لكل عضو من أعضاء العيادة. ولا يمكن الجزم في هذه الحالة بان هناك استعداداً عصبيا موروثا على الرغم من كل ما ذكرنا، ولكن هناك احتمال الوراثة.

ويلاحظ أن مصادر الوراثة والبيئة قد تكونان في هذه الحالة حلقتين متصلتي الأجزاء يقوي كل منهما الآخر. وهذا ما يجعل نسبة الحالة لاحداهما دون الاخرى امراً غير سهل.

ومن مصاحبات العصبية العامة وعدم الاستقرار في عدد غير قليل من الحالات ضعف العقل أو الغباء. ويظهر ان المتأخرين في ذكائهم اقل من غيرهم استعداداً لتوجيه نشاطهم وتوحيده وضبط حركاتهم وتنسيقها. يكبرون. ونظرا لعدم قدرتهم على مسايرة زملائهم المساوين لهم سنا في لعبهم وحركتهم ونشاطهم، وتجدهم يتضايقون ويشفون بالعصبية وتزداد - في العادة - حالتهم سوءاً على سوء.

ومع استثناءات قليلة جدا نجد كل حالات الضعف العقلي التي ترسل للعيادات السيكولوجية تتصف بضعف القدرة على التركيز، أو بالعصبية العامة، وعدم القدرة على الاستقرار. ويتصف كل منها فوق ذلك بالرعونة في الحركة. ولو أن هذه الرعونة لا يخلو منها بعض العاديين والأذكياء.

وتكون هذه الحالات الأخيرة مصحوبة بالانطواء النفسي ومن أهم الأسباب السيكولوجية في عصبية الأطفال، وعدم استقرارهم شعور الطفل بالبؤس الناشئ من الشعور بعدم تحصيل المستوى الذي تشتاق نفسه اليه أو الناشئ من الشعور بعدم توافر القدرة او توافر الفرصة لتحصيل مثل هذا المستوى، وقد يشعر الطفل بهذا ان كان متأخرا، كما قلنا في قدرة عقلية أو حسية أو جسمية كحالة التأخر العقلي، او العمى، او الصمم، او البكم، أو ضعف البصر، أو السمع، او صعوبة النطق، أو العرج، أو العسر، او ما شابه ذلك من مئات الحالات. ولو أنه يندر لصاحب الحالة أو لمن يعيشون معه ان يقرنوا عصبية الشخص وعدم استقراره بعاهته أو ضعفه من الناحية العقلية أو الحسية او الجسمية، وينتج مثل هذا أيضا ان كان الطفل أقل في الجمال أو خفة الروح من غيره ممن يوازنون به باستمرار كالأخوة أو الأقارب، أو الزملاء. وكثيرا ما يحدث هذا بين الاخوة بنوع خاص، فيوجه الآباء والأقارب والمعارف انتباههم لطفل دون آخر، فتنتج حاله عصبيه او عدم استقرار عند الطفل الذي لا ينال التقدير، وبذلك يحرم الطفل من اشباع حاجة نفسية اساسية. وربما ينشأ هذا دون شعور من صاحب الحالة.

وبالجملة فكل مجال يشعر فيه الطفل بالشقاء - خصوصا ان كان المجال مستمرا، بمعنى أن الطفل يقضي فيه جزءا كبيرا من وقته كل يوم كمجال المنزل أو المدرسة مثلا - يحتمل جدا ان تنتج عنه عصبية وعدم استقرار. والمجال الذي يشعر فيه الطفل بالشقاء هو الذي تقف فيه العراقيل دون تحقيق حاجاته الأساسية التي سبق أن ذكرناها، وهي الحاجه الى الحرية واللعب والحركة، والحاجة إلى السلطة الضابطة غير المتذبذبة الحازمة الخالية من الضعف، والحاجة إلى العطف والشعور بحنو من حوله نحوه وعطفهم عليه وحبهم له، والحاجة إلى النجاح عند انماء مهاراته وكفاياته بأنواعها المتعددة.

ولتوضيح ما تقدم نأخذ حالة تلميذ في سن التاسعة والنصف، وهو الابن الوحيد لوالديه، وقد احيل إلى العيادة لتأخره الدراسي، وضعف بنيته. وبإجراء اختبارات الذكاء عليه اتضح ان ذكاءه في مستوى ذكاء ولد متوسط عمره احدى عشرة سنة. ومعنى ذلك ان لديه من المقدرة العقلية الطبيعية ما لا يبرر تأخره، بل بالعكس، كان ينتظر منه تفوق باهر. وتصفه والدته بانه مهمل جدا في ملابسه، وغير منظم في قضاء حاجاته المختلفة؛ إذ قلما يضع شيئا في موضعه. ولا يميل إلى استذكار دروسه بمفرده.

يميل إلى الرسم وقص الورق ويصرف فراغه كله في هذا. وأمه تقرر وتعلن دائما أنه لم يرسم مع كل هذا رسما مقبولا قط. يصرف كثيرا من وقته في منزل جدته لأمه.

وجدته تعطيه النقود والحلوى والأكلات الصغيرة التي تفسد عليه بالطبع انتظام مواعيد الأكلات الرئيسية، وينام على سرير منفرد في نفس الحجرة مع والديه(1). وينام عادة نوما هادئا، إلا إذا نام بجانب والدته، فانه يكون إذ ذاك على جانب كبير من القلق.

والمعاملة المنزلية في مجموعها متغيرة جدا، فالوالدة شديدة قاسية كثيرة النقد للولد. والوالد ضعيف لين لا يهتم بشكوى الوالدة من ابنه، ويخاف أن يجرح إحساسه، ويصل خوفه هذا إلى ان يتردد ويتلعثم في اثناء حديثه مع بنه، على حين نجد أن ابنه أحيانا يتحداه. ولا يضرب(2) والوالد ابنه ابدا، وإنما الذي يقوم عادة بهذه المهمة هو الوالدة. وقد ضربته ضربا مبرحا عندما اطلعت ذات مرة على نتيجة عمله في المدرسة.

مع هذا كله يتدخل ابوه في نشاطه، فالولد مغرم بتأليف القصص الصغيرة ووالده يرى أن هذا لا يتماشى والمناهج التقليدية للمدارس المصرية، وفيه مضيعة للوقت، فيمنعه بكل وسيلة من هذا - يضاف إلى ما تقدم قلق الجميع على صحة الولد؛ اذ أنه ضعيف من صغره، ولعل من أسباب القلق على الولد أن أخاه الذي يكبره بأربع سنوات مات وهو في سن السادسة.

وقد اجمع كل مدرسيه على أنه مشتت الانتباه شارد الذهن، وينشغل بمعاكسة جيرانه، وقد رصده احد المدرسين بانه في الفصل لا يستقر على حال من القلق، فهو يزحف مره عن يمينه، واخرى عن يساره، يتطلع إلى هذا وإلى ذاك من زملائه، ويعبث في أثناء ذلك فيما أمامه من الأدوات.

فإذا لم يجد امامه ما يعبث به اخذ شيئا من درجه أو درج جاره لهذا الغرض، ويتمادى في ذلك إذا لم ينبه. وهو قليل الصبر على مواصلة عمله، ولا يميل إلى اتقانه، وحركاته دائما عصبية.

وقد ضربه والده مرة واحدة وهو في حالة غضب عندما كثرت الشكوى منه، وبعد ان ضربه تولاه الندم الظاهر. ووصلت الحال بالوالد أخيرا إلى انه لا يمكنه ضرب الولد إطلاقا؛ ولكنه مع ذلك يوصي المدرسة دائما بوجوب ضربه بشدة، وواضح ما في هذا من تناقض عجيب.

فهذه حالة طفل فقد السلطة الضابطة الحازمة في المنزل، وفقد كثيرا من الشعور بالأمن لشدة ما يحيط به من القلق، ويعوزه كثير من التمتع بالحرية وربما كانت هذه كلها عوامل قوية في إحداث ما عنده من عدم الاستقرار.

وهناك ظاهرة اخرى في معامله هذا الولد نفرد لها حادثة معينة لنبين دلالتها. وخلاصتها أنه كان قد ادخر من نقوده مبلغا من المال فاقترضه منه والده به ليستعين به في سفره إلى جهة ما على ان يرده له بعد عودته. ولكنه لم يرده إليه وقد مضى عليه أربع سنوات، وقد يظن الوالد ان الحادث تافه، وأن على الطفل ان يعلم ان كل ما يملكه الوالد فهو له. ولكن المهم عند الطفل في الواقع شعوره بالملكية واشباع هذا الشعور اشباعا حسيا، ولروح العدالة المتعلقة بحق الملكية اهمية كبرى في اشباع الحاجة عند الانسان.

ويتلخص علاج هذه الحالة بعد العناية الصحية بها في تحويل الجو المحيط بالطفل في منزله إلى جو ثابت المعاملة يتوافر فيه للعطف والحزم والعدالة والحرية وحسن التوجيه، ويجب ان يتوفر فيه النشاط مع الهدوء من جانب الوالدين ومن جانب الطفل نفسه.

_________________________

(١) راجع فصل المشكلات المتعلقة بالنوم من هذا الكتاب.

(٢) ليس معنى هذا اننا نشجع الضرب. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.