المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
آثار القرائن القضائية
2024-11-05
مستحقو الصدقات
2024-11-05
استيلاء البريدي على البصرة.
2024-11-05
ولاية ابن رائق على البصرة
2024-11-05
الفتن في البصرة وهجوم القرامطة أيضًا.
2024-11-05
الإنتاج الزراعي في الوطن العربي
2024-11-05



دور الإمام الرضا ( عليه السّلام ) قبل ولاية العهد: الإصلاح الفكري والديني  
  
1751   04:43 مساءً   التاريخ: 2023-02-03
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 10، ص81-94
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-8-2016 2885
التاريخ: 19-05-2015 3157
التاريخ: 7-8-2016 2966
التاريخ: 19-05-2015 3306

لقد كان الإمام ( عليه السّلام ) محطّ أنظار الفقهاء ومهوى أفئدة طلّاب العلم ، ويشهد لذلك قوله ( عليه السّلام ) : « كنت أجلس في الروضة ، والعلماء بالمدينة متوافرون فإذا أعيى الواحد منهم عن مسألة أشاروا عليّ بأجمعهم وبعثوا اليّ بالمسائل فأجبت عنها »[1].

وكان ( عليه السّلام ) يأمر أتباعه بمداراة عقول الناس وعدم تحميلها ما لا تطيق من أفكار وعقائد ، فقد قال لمحمد بن عبيد : « قل للعبّاسي : يكفّ عن الكلام في التوحيد وغيره ، ويكلم الناس بما يعرفون ، ويكفّ عمّا ينكرون »[2].

وضّح الإمام ( عليه السّلام ) حقيقة التآمر الفكري في بلبلة عقول المسلمين ، وأعطى قاعدة كلية في الأساليب والممارسات التي يستخدمها أعداء الاسلام لتشويه الافكار والمفاهيم الاسلامية فقال ( عليه السّلام ) : « انّ مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام أحدها : الغلو ، وثانيها : التقصير في أمرنا ، وثالثها :

التصريح بمثالب أعدائنا ، فإذا سمع الناس الغلوّ فينا كفّروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا ، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا ، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ؛ ثلبونا بأسمائنا . . . »[3].

واتخذ الإمام ( عليه السّلام ) عدّة أساليب في مجال الاصلاح الفكري وإليك إيضاحها :

أوّلا : الرد على الانحرافات الفكرية

قام الإمام ( عليه السّلام ) بالرد على جميع ألوان الانحراف الفكري من أجل كسر الألفة بين المنحرفين وبينها ، وكان يستهدف الافكار والأقوال تارة ، كما يستهدف الواضعين لها والمتأثرين بها تارة أخرى .

ففي ردّه على المشبّهة قال ( عليه السّلام ) : « الهي بدت قدرتك ولم تبد واهية فجهلوك ، وقدروك والتقدير على غير ما به وصفوك وإنّي بريء يا الهي من الذين بالتشبيه طلبوك ليس كمثلك شيء »[4].

وفي ردّه على المجبرة والمفوضة قال ( عليه السّلام ) : « من زعم انّ اللّه يفعل أفعالنا ثم يعذبنا عليها ، فقد قال بالجبر ، ومن زعم أنّ اللّه عز وجل فوض أمر الخلق والرزق إلى حججه عليهم السلام ، فقد قال بالتفويض ، والقائل بالجبر كافر ، والقائل بالتفويض مشرك »[5].

وله ردود عديدة على الغلاة والمجسّمة وأصحاب التفسير بالرأي والقياس ، كما أن ردودا على الفرق غير الاسلامية كالزنادقة واليهود والنصارى وغيرهم .

وفنّد الإمام ( عليه السّلام ) جميع الروايات التي يعتمد عليها المنحرفون ، ووضّح بطلان صدورها عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وأرشد المسلمين إلى الروايات الصحيحة ، ففي رده على الرواية المفتعلة والمنسوبة إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) والتي جاء فيها : « ان اللّه تبارك وتعالى ينزل كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا » ، قال ( عليه السّلام ) : « لعن اللّه المحرّفين الكلم عن مواضعه ، واللّه ما قال رسول اللّه كذلك ، وانّما قال : انّ اللّه تعالى ينزل ملكا إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير ، وليلة الجمعة في أول الليل فيأمره فينادي هل من سائل فأعطيه ، هل من تائب فأتوب عليه ، هل من مستغفر فاغفر له . . . حدثني بذلك أبي عن جدي عن آبائه عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) »[6].

كما دعا الإمام الرضا ( عليه السّلام ) إلى مقاطعة المنحرفين كالمجبّرة والمفوّضة والغلاة مقاطعة كلية لمنع تأثيرهم في الأمة ، وأسند هذه الأوامر إلى أجداده ( عليهم السّلام ) تارة واليه ابتداء تارة أخرى .

قال ( عليه السّلام ) : « حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ( عليهما السّلام ) ، أنه قال :

من زعم انّ اللّه تعالى يجبر عباده على المعاصي أو يكلفهم ما لا يطيقون ، فلا تأكلوا ذبيحته ، ولا تقبلوا شهادته ، ولا تصلّوا ورائه ، ولا تعطوه من الزكاة شيئا »[7].

وقال ( عليه السّلام ) عن مقاطعة الغلاة والمفوّضة : « الغلاة كفّار والمفوّضة مشركون ، من جالسهم أو خالطهم أو واكلهم ، أو شاربهم ، أو واصلهم ، أو زوّجهم ، أو تزوّج منهم ، أو آمنهم ، أو ائتمنهم على أمانة أو صدّق حديثهم ، أو أعانهم بشطر كلمة خرج من ولاية اللّه عزّ وجل وولاية رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وولايتنا أهل البيت »[8] « 3 » .

بل أمر بمقاطعة جميع أصناف الغلاة فقال ( عليه السّلام ) : « لعن اللّه الغلاة الا كانوا يهودا ، الا كانوا مجوسا ، الا كانوا نصارى ، الا كانوا قدريّة ، الا كانوا مرجئة ، الا كانوا حرورية . . . لا تقاعدوهم ولا تصادقوهم ، وابرؤوا منهم برئ اللّه منهم »[9].

وأمّا موقفه ( عليه السّلام ) من الواقفة فيمكن تلخيصه بما يلي :

بعد أن استشهد الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) طالب الإمام الرضا ( عليه السّلام ) جماعة من وكلائه بارسال المال الذي كان بحوزتهم اليه ، ولكنهم طمعوا به ، فأجابوه : إن أباك صلوات اللّه عليه لم يمت وهو حي قائم ، ومن ذكر أنّه مات فهو مبطل[10].

واستطاع هؤلاء ان يستميلوا بعض الناس لترويج فكرة أنّ الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) لم يمت وأنّه القائم المنتظر .

وكان دور الإمام ( عليه السّلام ) هو إثبات موت أبيه في المرحلة الأولى من مواجهة هذه الافكار الهدّامة .

واستمر في مواجهتهم بشتى الأساليب ، وكانت الحكومة آنذاك تشجع مثل هذه الافكار الهدّامة لتفتيت التآزر والتآلف بين اتباع أهل البيت ( عليهم السّلام ) .

وما كان من الإمام ( عليه السّلام ) إلّا ان يعلن المواجهة مع الواقفة للقضاء عليهم ، فقد لعنهم أمام أصحابه فقال ( عليه السّلام ) : « لعنهم اللّه ما أشدّ كذبهم »[11].

وأمر بعدم مجالستهم تحجيما لأفكارهم ومدّعياتهم ، فقال لمحمد بن عاصم : « بلغني أنّك تجالس الواقفة ؟ » قال : نعم ، جعلت فداك أجالسهم وأنا مخالف لهم ، قال : « لا تجالسهم »[12].

وقال ( عليه السّلام ) فيمن سأله عن الواقفة : « الواقف حائد عن الحق ومقيم على سيئة إن مات بها كانت جهنّم مأواه وبئس المصير »[13].

وأمر بمنع الزكاة عنهم فعن يونس بن يعقوب قال : قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السّلام ) أعطي هؤلاء الذين يزعمون انّ أباك حيّ من الزكاة شيئا ؟ قال :

« لا تعطهم فانّهم كفار مشركون زنادقة »[14].

وبذلك استطاع تحجيم دورهم وايقاف حركتهم داخل كيان أنصار أهل البيت ( عليهم السّلام ) ، ولم تنتشر أفكارهم الّا عند أصحاب المطامع والأهواء .

ثانيا : نشر الافكار السليمة

ابتدأ الإمام ( عليه السّلام ) بالرد على الافكار المنحرفة ثم أمر بمقاطعة واضعيها والقائلين بها والمتأثرين بها ؛ لتطويقها في مهدها والحيلولة دون استشرائها في الواقع ، ثم عمل على نشر الافكار السليمة لتتم المحاصرة من جميع الجوانب .

فكان ( عليه السّلام ) يقوم بتفسير الآيات القرآنية التي تتناول أصول وقواعد العقيدة والشريعة ، ويهتمّ بنشر الأحاديث الشريفة عن آبائه وعن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) لكي تكون هي الحاكمة على أفكار وتصورات المسلمين .

وكان يستثمر جميع الفرص المتاحة لتبيان الفكر السليم والمفاهيم الشرعية الصحيحة .

ففي مجال التوحيد قال ( عليه السّلام ) : « حسبنا شهادة أن لا اله الّا اللّه أحدا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، قيّوما سميعا بصيرا قويا قائما باقيا نورا ، عالما لا يجهل ، قادرا لا يعجز ، غنيا لا يحتاج ، عدلا لا يجور ، خلق كل شيء ، ليس كمثله شيء ، لا شبه له ، ولا ضدّ ، ولا ندّ ، ولا كفو »[15].

وصنّف ( عليه السّلام ) أصناف القائلين بالتوحيد فقال : « للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب : نفي وتشبيه وإثبات بغير تشبيه ، فمذهب النفي لا يجوز ، ومذهب التشبيه لا يجوز لأن اللّه تبارك وتعالى لا يشبهه شيء ، والسبيل في الطريقة الثالثة اثبات بلا تشبيه »[16].

وسئل ( عليه السّلام ) : أيكلّف اللّه العباد ما لا يطيقون ؟ فقال : « هو أعدل من ذلك » ، قيل له : فيستطيعون أن يفعلوا ما يريدون ؟ قال : « هم أعجز من ذلك »[17].

ونشر الافكار الاسلامية يشكّل الركن الأساسي في الاصلاح الفكري لأنه يستبدل فكرا بفكر ورأيا برأي وتشريعا بتشريع .

ثالثا : إرجاع الأمة إلى العلماء

بعد توسّع القاعدة الشعبية لأهل البيت ( عليهم السّلام ) وصعوبة الالتقاء بالإمام ( عليه السّلام ) باستمرار ، قام الإمام ( عليه السّلام ) بارجاع الأمة إلى عدد من العلماء لأخذ معالم دينهم ، فعن عبد العزيز بن المهتدي قال : سألت الرضا ، فقلت اني لا ألقاك في كل وقت فعن من آخذ معالم ديني ؟ قال : « خذ من يونس بن عبد الرحمن »[18].

وكان له اتباع من الفقهاء منتشرين في جميع الأمصار ، يرجع لهم أنصاره وسائر المسلمين لأخذ معالم الدين من عقائد وتشريعات واحكام .

منهم : أحمد بن محمد البزنطي ، ومحمد بن الفضل الكوفي ، وعبد اللّه بن جندب البجلي ، والحسين بن سعيد الأهوازي .

وكان يتابع حركة الرواة لكي لا يكذبوا عليه أو على آبائه ، فكان يقول عن يونس مولى علي بن يقطين : « كذب - لعنه اللّه - على أبي »[19].

 

[1] إعلام الورى : 2 / 64 وعنه في كشف الغمة : 3 / 107 وفي بحار الأنوار : 49 / 100 .

[2] التوحيد : 95 .

[3] عيون أخبار الرضا : 1 / 304 .

[4] عيون أخبار الرضا : 1 / 117 .

[5] عيون أخبار الرضا : 1 / 124 .

[6] عيون أخبار الرضا : 1 / 126 ، 127 .

[7] عيون أخبار الرضا : 1 / 124 .

[8] عيون أخبار الرضا : 2 / 203 .

[9] عيون أخبار الرضا ( عليه السّلام ) : 2 / 202 .

[10] الغيبة للطوسي : 65 ح 67 وعنه في بحار الأنوار : 48 / 253

[11] رجال الكشي : 458 ح 868 .

[12] رجال الكشي : 457 ح 864 .

[13] رجال الكشي : 455 ح 860 .

[14] رجال الكشي : 456 ح 862 .

[15] تحف العقول : 310 .

[16] بحار الأنوار : 3 / 263 .

[17] الوافي بالوفيات : 22 / 249 .

[18] رجال الكشي : 483 ح 910 .

[19] بحار الأنوار : 49 / 261 - 262 عن السرائر : 3 / 580 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.