النفط (البترول): petroleum

تحظى دراسة البترول من حيث كمية الإنتاج وتطورها والتوزيع الجغرافي لمناطق الإنتاج بأهمية خاصة في الجغرافيا الاقتصادية لعدة اعتبارات لعل أهمها ثقل وزن البترول الحضاري، وأهميته المزدوجة كمصدر رئيسي للطاقة، وكمادة خام للعديد من الصناعات، إلى جانب التغيرات السريعة المتتالية التي حدثت لمراكز إنتاجه الرئيسية في العالم، وهي ظاهرة لم تحدث لأي معدن حتى الآن، فالمراكز الرئيسية للإنتاج تتحرك من منطقة لأخرى، ومن قارة لأخرى منذ اكتشافه لحد الآن.

وقد عُرف البترول منذ القدم إذ استخدمه البابليون في بناء برج بابل، واستخدمه المصريون القدماء والفينيقيون في طلاء السفن، وعبأ كير الأمريكي زجاجات منه وكان يستخدم لأغراض منزلية منها الإضاءة والتدفئة وكان يسمي بالكيروسين، ورغم ذلك استخدم على نطاق واسع بعد عام 1857 عندما أُنتج منه كميات كبيرة من حقل بلوستي في رومانيا، وكانت الكمية المنتجة 2000برميل (274طن)، وقد ظهر البترول كأهم وأكبر مصدر للطاقة منذ بداية القرن العشرين متفوقاً في ذلك على الفحم، بل وعلى مصادر الطاقة الأخرى بسبب الطاقة الحرارية المولدة منه إذا ما قورنت بباقي المصادر والجدول التالي رقم (15) يوضح الطاقة الحرارية المنتجة من كيلوجرام واحد من مصادر الطاقة الرئيسة في العالم.

جدول رقم (15) الوحدات الحرارية المنتجة من مصادر الطاقة

المصدر: جغرافية المعادن الصناعة، د. محمد خميس الزوكة،ص368.