المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

المجازاة وتجسم الأعمال
2024-08-19
Euler Backward Method
24-11-2021
كيف يمسك النمل الجياش فريسته؟
5-3-2021
بناء الطابوق الزجاجي - التنفيذ
2023-08-25
​أم طالب: الامومة التوحيدية الصادقة
14-2-2019
Single target vowels
2024-05-06


العلل المؤدية لسوء الخط  
  
2418   11:27 صباحاً   التاريخ: 12-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص73 ــ 88
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2016 7715
التاريخ: 26-1-2016 9692
التاريخ: 12-4-2017 4125
التاريخ: 25-1-2016 6337

حول مسألة سوء الخط وعدم الوضوح هناك علل متعددة قابلة للذكر ونحن مع رعاية الاختصار نشير الى جزء منها:

1ـ العلل الجسمية

في هذا المجال نستطيع أن نذكر موارداً كثيرة من جملتها:

- الابهام في الاستماع أو ضعف الأعمال السماعية التي من نتائجها الكتابة الخاطئة.

- الأخطاء البصرية أي ضعف النظر فيكتب الكلمة باعوجاج وانحناء.

- النقص العضوي مثل النقص في الأصابع، شلل الأصابع، وبقية النواقص من هذا القبيل.

- الضعف في المحافظة على القلم في اليد أو الصعوبة في حركة القلم في اليد.

- المشاكل الدماغية أو الصدمات الدماغية الخفيفة التي تؤثر في الخط.

- امراض العين، مثل (الاسترجماتزم) والحول. وكذلك النقص في السمع تؤثر في سوء خط الفرد بمقدار كبير.

2ـ العلل الحركية

يكون الاشكال في الكتابة بعض الأحيان بسبب الاشكال في الحركة وهذا النقص يكون بصور مختلفة منها:

- الضعف في الأعمال الحركية والأنفعال الحركي.

- الأشكال في المجالات الحركية - النفسية التي هي مهمة برأي (هيلدرث).

- عدم التناسق بين الأعمال الحركية لليد والعين بمعنى أن العين لا تعمل مع اليد.

- الصعوبة في توالي حركات رسم الحروف والناشئة من صعوبات أكبر.

- الصعوبة في اسلوب حركة القلم التي هي بسبب الانقباض المفرط في اليد وصعوبة حركتها، وفقدان القوة على تحريك الأصابع.

- استقرار اليد عند الكتابة كاستقرار اليد على الورقة لإخفاء كتابتها التي تسبب في عدم رؤيته عند الكتابة.

وبصورة كلية تؤثر في هذا الأمر مجموعة من عوامل النمو الذهني والمهارات الحركية والبصرية.

3ـ العلل الذهنية - النفسية

سوء الخط في بعض الأحيان له علل وعوامل ذهنية ونفسية وهي كما يلي:

- الصعوبة في تبديل وإنتقال الادراك من حسٍ الى حسٍ اخر، من النظر الى الحركة.

- الصعوبة في حفظ التجارب والتأثيرات البصرية

- وجود النقص والصعوبة في تجسيم وتشخيص المحيط الخارجي.

ـ الضعف في قوة إخراج المعلومات الباطنية وتبديلها إلى أعمال حركية ظريفة.

- نقص الذكاء أو التخلف الذهني الذي هو علّة العلل.

- وجود الاختلالات النفسية أو الذهنية في الأفراد أو الأمراض النفسية.

من المؤكد ان سوء الخط لا يدل على مرض نفسي، ولكن أمراضاً كثيرة تؤثر فيه وهي كالأشواك أو العوامل المعرقلة لها، وفي بعض الأحيان يكون للخدعة والجهالة دخل كبير في هذه المسألة، فعلى سبيل المثال الطفل الذي لديه صعوبة في الكتابة أو في فهم مطلب من الممكن أن يكتب الكلمة بشكل تقرأ بمعنين وعلى هذا الأساس يصون نفسه من نقصان الدرجة الامتحانية.

4ـ العلل العاطفية

سوء الخط وعدم وضوحه له جذور عاطفية في بعض الأحيان، الطفل المبتلى بقلة المحبة ونقصها يكون في ظروف ومحيط غير مناسب للعمل والرشد وإنجاز برامجه ووظائفه، ذهنه لا يعمل بالصورة الصحيحة ليتمكّن من الكتابة الصحيحة فهو مضطرب وحالته سيئة، يحس بالتقصير وليس له نظام وترتيب خاص.

وكذلك وضع الطفل الذي ليس له قرار، يحس بعدم النظم وسوء الحال، مبتلى بعصبية مزمنة ويحس بالحزن والذبول، مبتلى بالخجل، ومن الممكن أن تكون تلك الحالات، ممهّدة لبروز هذه الأختلالات.

5ـ العلل الثقافية

في بعض الأحيان سوء الخط وعدم الوضوح في خط الطفل يكون بسبب:

- الكتابة الخاطئة والابتلاء بالفقر الأدبي، فمثلاً بدل أن يكتب (ذهب أحمد بعد أن أكل طعامه) يكتب (زهب أحمد باد أن عكل تامه).

- الكتابة المملوءة بالأخطاء النحوية فتكون بعيدة عن ذهن القارئ، وبالمصطلح العامي (تضرب في الذوق).

- قدرته الانشائية ضعيفة، يكتب ويشطب بصورة مستمرة وهذا يؤثر فيه تأثيراً سلبياً.

- يعاني من صعوبة في كتابة الحروف المنحنية مثل (ص، ح، ق، و) وهذا من أسباب سوء الخط.

ضرورة الاصلاح

من الطبيعي أن يكتب الانسان بصورة صحيحة لإفهام الآخرين والتفاهم، والطفل المبتلى بسوء الخط غير قادر على هذا الفعل وبالتعبير الكلي هو نفس الامي الذي ليس بقادر على الكتابة ولا يستطيع الوصول الى بيان قصده عن طريق العلائم الخطية.

من الضروري على الوالدين والمربّين أن تكون لهم إجراءات بناءة في هذا المجال. وهذا الأمر ميسّر وسهل. وذلك لأن سوء الخط ليس بمرض حتى يتوهم أنه مزمن وقد صار أمراً ثالثاً في الشخص.

الطفل كائن مؤهّل للتربية، ومن المقدور أن نوجد تغييرات مطلوبة في وضعه وشخصيته. سوء الخط عند الطفل من أنواع المشاكل الشخصية التي يمكن حلّها، ولأجل إصلاح هذه النقص نستطيع إن نتصرف بصورتين:

أولاً: تحريك الطفل لطلب اصلاح وضعه، وهذا ممكن عن طريق التشويق والتشجيع وإستعمال الفنون الإرشادية.

والثاني: تعليمه طرق الكتابة وأساليبها الصحيحة.

في طريق الاصلاح

أما ما هي الاجراءات العملية التي نستطيع أن ننتفع بها في هذا المجال فهي تتطلب وضع بعض الضوابط والمقررات من أجل مساعدة الطفل على حل مشاكله، ومن هذه الاجراءات.

أ- إزالة الموانع والعلل

قلنا ان سوء الخط وعدم الفهم لهما علل متعددة، وقد ذكرنا بعضاً منها قبل قليل، والآن نذكر أنه ما دامت هذه العلل لم تعالج وخصوصاً العلل الجسمية والنفسية، وازالة السلبيات الناجمة عن هذه الحالة غير مقدور عليه، فيجب إزالة النقص الجسمي للطفل أو اصلاحه. يجب ازالة الحزن والتشويش عن الطفل، إن لم يكن مستقراً من الناحية النفسية يجب الاقدام في هذا المجال لأجل إستقراره النفسي. وكذلك إن لم يكن لديه المهارة الفكرية والقدرة على الحفظ والقوة على المشاهدة والتخيل فيجب البحث عن العلاج لها.. وبصورة عامّة، إصلاح هذه الآمور ضرورية ويجب ان تكون تحت النظر بصورة مستمرة.

ب- المهارات اللازمة

الذي يريد أن يقدم على الكتابة يحتاج إلى مهارات متنوعة.

1ـ الاستعداد الجسمي: مثل القدرة على حفظ القلم في اليد، القدرة على إمساك القلم بقوة، القدرة على دوران القلم في وقت الامساك بقوة، القدرة على إمساك الورق أمامه باليد الأخرى (إن كانت اليد الثانية للطفل مشلولة، لا يمكنه ذلك)، وكذلك القدرة على تحريك اليد وتغيير مكان العضد، سلامة النظر والسمع...

2ـ الاستعداد الذهني: يجب أن يكون فرداً عادياً من الناحية الذهنية، قد يكون الطفل سليماً من الناحية الجسمية ولكنه متخلف من الناحية الذهنية، حتى قد يكون من المجموعة التي لا تتقبل التعليم وفي تلك الحالة هو غير قادر على التعلّم.

وزيادة على ذلك يجب أن تكون له الحافظة والقدرة على حفظ شكل الكلمات والحروف في ذهنه، وبالمصطلح العلمي تكون الرموز حيّة في ذهنه، ولديه القدرة على التخيّل الحضوري وتجسم الكلمات والأشكال، وأن يكون قادراً على فهم المحيط الذي يعيشه. وأن يكون مستعداً لانتقال الصور المرئية الى الحواس والحواس الحركية.

3ـ الاستعداد النفسي - العاطفي: والأهم من كل ما سبق هو أن يكون الطفل سليماً من الناحية النفسية. وأن لا يكون مبتلى بأضطراب نفسي أو مرض نفسي، وأن لا يكون ذهنه مشغولاً بعوامل مزعجة من قبيل كالقشّة في العين والعظم في الحلق. وأن يكون راغباً بالكتابة الصحيحة، وعلينا أن نوجد هذا الميل لديه وأن نُحيي ذلك الطلب في وجوده وكيانه وأن نبعد القلق والاضطراب والخوف منه.

وإن كانت هناك مشكلة ما في حياته فيجب حذفها وإزالتها وحلّها. يجب إزالة المشاكل التي لها صلة بالانتقام والثأر والبغض والعداوة وتصفية الحسابات الشخصية و...

ج- التعليمات اللازمة

عندما تتهيأ الشروط المذكورة آنفاً وتنتفي المشاكل الأساسية للطفل. يصل الدور إلى التعاليم الخاصة في هذا المجال التي أهمّها ما يلي:

1ـ القدرة على مسك القلم: وهو أمر مهم، فمسك القلم في اليد يفي بدور اساسي في الكتابة، وفي هذا المجال يجب الانتباه إلى الموارد التالية:

إمساك القلم بقوة لعدم انزلاقه من اليد، إمساك القلم بانعطاف حتى يسهل دورانه في اليد عند اللزوم، هداية القلم في طريق معين حتى نكون قادرين على سحب القلم وحركته باستقامة وانحناء على الورقة عند اللزوم بسهولة، التوافق بين الحركات المعقّدة لليد والقلم والتوحيد بينها،....

من النكات المهمة هي إن نكون قادرين على تعليم الطفل اسلوب امساك القلم في اليد. وأن يعرف الطفل كيف يمسكه بصورة صحيحة وكيف يضعه بين الابهام والوسطى ويسيطر عليه بأصبع السبابة حيث يلزم في هذا المجال تعاليم خاصة.

2ـ مسك الورق لأجل الكتابة: يجب أن يكون الورق في مقابلنا وبعيداً عنا بنحو نستطيع أن ننظر اليه عمودياً أو نضع وجهنا فوقه بصورة عمودية ولا نكون مجبورين على انحناء واعوجاج رقبتنا أو النظر بطرف العين. لا شك أنه يجب إمساك الورقة بيد والكتابة باليد الاخرى. إن كان الطفل غير قادر على الأمساك بالورقة لأي سبب كان فمن الطبيعي أن تنثني الورقة وبالنتيجة يصبح خطّه رديئاً وتكثر الأخطاء في كتابته، وقد يلزم في بعض الأوقات أن نثبّت الشريط اللاصق حتى لا تتحرك الورقة من مكانها. وعلى أية حال رعاية هذه الامور ضرورية.

3ـ فن الكتابة: وصل الدور الآن إلى تعليم الطفل كيفية الكتابة والأصول التي يجب مراعاتها في الكتابة. يجب أن يعرف حدود مد (الألف) وإمتداده وإلى أي حد يجب انحناء (الواو) وحرف (الجيم) كيف يرسم وكذلك مكان (الألف) فوق الخط أو تحته؟ أين يقع مكان (اللام) وكذلك مكان (النون)؟ أو من أين يبدأ بـ (الباء) وأين يختتم بها، وما هو قياسه؟

تعليم الكتابة يبدأ من المكان واللحظة التي يبدأ المعلم برسم الحروف ويجبر التلاميذ على التمرين والممارسة. ومن الطبيعي عند ممارسة الكتابة أن يكون هناك انسجام كامل بين النظر (العين) وحركات أصابع اليد

4ـ التهجّي: التهجّي من الضروريات لأجل كتابة اللغة، وكالمشهور بين المعلمين والمربين، الكتابة الحسنة تحتاج الى التلفظ الحسن والاستماع الحسن والقراءة الحسنة والتهجّي الحسن. وهذا الأمر مهم وضروري جداً حتى من الأفضل أن يدرك الطفل معنى الكلمة.

الطفل لأجل الكتابة الحسنة يحتاج إلى القراءة الحسنة والتهجّي الحسن ويحتاج إلى تقسيم الكلمات جزءً جزءً، فمثلاً كلمة (بابا) لها جزئان، كل جزء منها (با) التي هي أيضاً مركبة من حرفين حرف (الباء) وحرف (الألف)، والطفل في ظل هذه التقسيمات يجب أن يكون قادراً على الكتابة مرة ثانية، وفي هذا الطريق يستمد من ذاكرته، يكتب المطلب عن حفظ ويقيسه مع أصل الكلمة التي توجد في الكتاب والنماذج الخطية ويرى هل أن كتابته صحيحة أم خطأ؟

دـ التمرينات اللازمة

لأجل أن تكون الكتابة صحيحة يحتاج التلميذ الى ممارسات وتمرينات عديدة، وهذه الممارسات والتمارين ليست خاصة وصعبة. لو أرشد معلم دورة التهيئ (الروضة) تلاميذه لمدة شهر واحد فيستطيع الطفل على تعلم أصول الكتابة، ان التمارين الموجودة في هذا المجال كثيرة منها:

1ـ رسم الخطوط: يجب أن يبدأ الطفل عمله برسم الخطوط، حيث يبدأ أولاً من الخطوط العمودية أو الأفقية وبعد ذلك الخطوط المنحنية والدائرية والخطوط التي تؤدي إلى رسم اشكال هندسية بسيطة.

رسم الخطوط العمودية والأفقية ميسرة للطفل وهو يستطيع تأدية هذا العمل من السنة الرابعة، ورسوم الأطفال هي نماذج وانعكاس لهذا العمل. استعمال العضلات وكيفية حركتها مؤثرة في هذا الأمر. اليد والعضد يجب أن تتحركان بصورة نتمكن من تغييرها بسهولة.

لأجل تعليم الكتابة بعد رسم الخطوط نبدأ من الحروف السهلة والمشابهة كحرف (ب، ت، ث) وبعد ذلك حروف (ر، ز) وبعدها الحروف (س، ش)... وهكذا وفي كلها نبدأ من السهل إلى الصعب. تعليم الحروف الممتدّة والسهلة من أسس الكتابة.

2ـ التمرين على الأرض: يجب أن نبدأ كتابة الخط من اللعب وارشاده إلى الكتابة الهادفة، في هذا المجال نستفيد من الأرض وأصبع الطفل. حيث نفرش طبقة من التراب الناعم أو الرمل على الأرض (نستطيع بعض الأحيان من سكب شيئاً من مسحوق الغسيل أو الملح على صفيحة في الغرفة) حتى يتمرّن الطفل عليها بأصابعه.

يكتب الأعداد، يرسم الخطوط المستقيمة، يرسم دائرة، يكون له رسم بأصابعه، يكتب على التراب شيئاً وهذه ممارسة جيدة للأطفال.

يرسم الطفل على الأرض خطوطاً مستقيمة ومنحنية وبعد ذلك يصل بالتدريج إلى كتابة الحروف، كتابة الحروف والكلمات في الحقيقة أصعب المراحل وآخر المراحل التي يجب أن تنجز. وفي هذه المرحلة يجب أن نبدأ من الحروف السهلة وبالخط الكبير.

3ـ التمرين على لوحة الكتابة: في هذه المرحلة نريد أن نستعمل لوحة الكتابة (السبورة)، نضع قطعة كلس أو فحم في متناول يد الطفل حتى يمارس الخط بمساعدتها والاستفادة منها، ويرسم حروفاً كبيرة وصغيرة، مستقيمة ودائرية.

إن انجاز هذا العمل في الصف مفيد للطفل وغيره، لأنه أولاً يراه جميع التلاميذ ويتعلمون، وثانياً المعلم اثناء العمل يسعى إلى إصلاح عمله أو تبيين النقائص بنحو مطلوب وواضح، والبقية يتعلمون شيئاً من ذلك. طريقة امساك بالكلس، طريقة دوران الكلس في اليد، وحدود إمتداد الخطوط تتضح في هذه الممارسة. التجربة أثبتت أن الطفل سيتعلم أحسن وستزيد رغبته وعلاقته من هذه الناحية.

4ـ الممارسات المتعددة الخواص: نستطيع في بعض الأحيان أن نستفيد من التمرينات ذات الحواس المتعددة بهذه الصورة: مثلا يصنع المعلم حرفا او كلمة من الخشب أو المقوى ويعطيها في يد الطفل، ليراه الطفل ويلمسه، يرسم ذلك بأصبعه على الأرض، يكتبه بالكلس على السبورة، يكتبه بالقلم على الورق وعندما تتجدد وتتوافق فيه حركات البصر والسمع واللمس تصير الكتابة أسهل ويثبت المطلب المكتوب في الذهن.

هـ- لأجل الكتابة الصحيحة

نحن الآن في مرحلة يستطيع الطفل فيها أن يمسك بالقلم ويستطيع كتابة بعض الحروف والكلمات وقد تمرّن على الأرض والسبورة وقد تعرّف إلى حدود معينة على الخط وكتابة الخطوط. والآن حان الوقت لتعليمه الكتابة الصحيحة وحتى الكتابة الجميلة. الأعمال والجهود التي تستطيع أن تنجزها في هذه المرحلة هي:

1ـ الكتابة في المخطط والنموذج: هنا نستطيع أن نعمل بأساليب مختلفة منها:

- كتابة الخطوط بلون فاتح وأعطائها للطفل وإرشاده إلى تشبيعها باللون.

- رسم الحروف المنقطة وتعليم الطفل الكتابة عليها أو تلوينها.

- رسم الحروف بصورة خطوط مقطعة ليملأها الطفل. وهذا العمل مفيد جداً لتحسين الخط والتمرينات اللازمة لها.

- بعض الأحيان نستطيع الأستفادة (الانتفاع) من الحروف المقوائية التي يجعلها الطفل على الورقة ويرسم حدود هذه الحروف وبعد ذلك يلونها وعلى هذا الأساس تتضح حدود الكتابة.

- بصورة كلية الحروف التعليمية تكون أكبر وألوانها مشبعة وهي مؤثرة في هذا المجال.

2ـ الاستفادة من الظل: في هذا المجال نستطيع أن نعطي للطفل ورقة خفيفة ليجعلها على كتابه ويخطط ويكتب فوق ظل الكتابة أو نستطيع الانتفاع من البلاستك والنايلون الذي نستطيع قراءة الحروف من فوقها والطفل يتمرن فوقها على كتابة الحروف.

وهذا العمل ميسّر للطفل من السنة الرابعة ومن الممكن أن تصير هذه الأعمال ركناً وأساساً لحياته الاتية بشرط أن نسعى في هذا المجال إلى ترغيب الطفل على الرسم والخط لا على كتابة الحروف وتمرينها.

في بعض الأحيان نستطيع أن نستفيد من الاستنساخ، وفقاً للطريقة الاتية: نضع نموذجاً خطياً تحت إختيار الطفل ويضع هو ورقة تحت الكاربون وبعد ذلك يكتب على نموذج الخط حتى ينعكس خطه على الورق الأبيض، والطفل عن طريق المقايسة بين الأستنساخ والأصل يعرف ماذا فعل.

3ـ الاستفادة من النموذج والخط التقليدي(1)، بعض الأحيان نستطيع أن نستفيد من الخط التقليدي للتمرين، نفس العمل الذي يعمله أساتذة الخط في المدرسة. يكتبون بالقلم العريض (قصبة الكتابة) فوق الصفحة جملة وبعد ذلك يطلبون من الطفل تقليد الخط وكتابة عدة سطور. في حالة اجراء هذا العمل بدقة وبصورة مستمرة فسيكون مفيد جداً.

والأفضل للتعليم من ذلك هو تصحيح الخط التقليدي يعني يأخذ الطفل العمل الذي عمله على أساس النموذج والخط التقليدي للأستاذ والاستاذ يصححه في حضور الطفل ويبين له أخطاءه والمكان الذي تخطى فيه النموذج.

4ـ التكليف والاستنساخ: هذا أيضاً عمل مهم يعمله المعلمون لأجل تمرين الطفل على الكتابة السريعة والصحيحة، حيث يجبرون الطفل على كتابة صفحتين في الليل وأعطائها للمعلم في اليوم التالي. هذا العمل إن أنجز بصورة صحيحة ودقة وحاسب عليه المعلم في اليوم الثاني وصحّحه يكون عملاً قيماً.

في هذا الاستنساخ يجب مراعاة نقطتين:

ـ الكتابة بقلم عريض وبفواصل كبيرة نسبياً، حتى تكون الخطوط واضحة وقابلة للتصحيح.

- والآخر هو أن الجزء الأكثر من هذا الواجب يجب أن يكتب في الصف وتحت إشراف المعلم ليصحح له المعلم في أثناء العمل وهذا الاجراء ضروري للصفوف الأولى إلى الثالثة والواجبات التكليفية من الأفضل أن تنجز في المدرسة.

بصورة عامة، الأستنساخ يمهد الظروف المناسبة لمهارة الطفل على الكتابة وبالتدريج فان هذا الأمر الهادف سيكون سبباً لنمو الحافظة وتقويتها وبالتالي ستؤدي الى تثبيت المطالب في الذهن، ولأجل الكتابة الجميلة والرشد والتقدم فيها يجب على الطفل ومن الضروري أن يكتب على الأوراق المخططة حتى تكون الفواصل والحدود للكلمات والحروف قابلة للقياس.

و- العوامل المساعدة

في طريق رفع رداءة الخط وإصلاحه والتمرين على الكتابة الجميلة نستطيع أن ننتفع من عوامل متعددة ونحن نستطيع التوجه إلى عدة مسائل في هذا المجال اهمّها هي:

1ـ تقوية المشاهدة: مسألة الرؤية، والرؤية الصحيحة لها دور مهم في الكتابة.

فبالأنتفاع من فنون علم النفس يجب أن نقوي قدرة الرؤية عند الأفراد. يجب أن نجعله ينظر بدقة ويرى بصورة صحيحة وخصوصاً يجب أن يرى الكلمات ودوران الحروف بدقة أكثر ويدقق في اعلاها وادناها.

وكذلك من الضروري أن تكون عيناه سليمتان، وعند الضرورة يستفيد من النظارات حتى يعرف متى يكتب الحرف دقيقاً أو يكتب بضخامة، الكتابة بصورة كلمة. كلمة. والدقة في ملاحظة جزئياتها من العوامل المؤثرة في حسن الخط.

2ـ تقوية الحافظة: الطفل لأجل الكتابة، وخصوصاً كتابة الاملاء، لا بدّ له من تذكّر الكلمات وتصورها في الذهن إمتلاك التصاوير البصرية عن الأشياء وتجسمها في الذهن هي بنفسها مساعدة للكتابة الصحيحة.

يجب عليه أن يسمع بصورة صحيحة ويحفظ في ذهنه كل ما سمع وتعلم ويستعمل الذي تعلمه ويستفيد منه في حالة الضرورة، وهذا عمل مهم وتقوية الحافظة لأجله أمر مهم جداً، ومن الضروري في بعض الأحيان أن نجبر الطفل على أغماض عينيه وكتابة كلمة على السبورة أو الأرض.

3ـ الجلوس الصحيح: طريقة الجلوس في وقت الكتابة، نوع الطاولة التي يستفيد منها مؤثّرة في التحرير، إن كان يكتب على الأرض فيجب أن يكون الاوراق أمامه وتبعد عنه بحدود (30) سانتيمتر، وبالتالي لا يكون مجبوراً على الانبطاح على ورق الكتابة.

إن كان يجلس على الكرسي أو (الرحلة)، فيجب أن تكون رجليه مستقرّة على الأرض، وكلتا يديه على الطاولة، ليكتب بحرية ويمسك الورقة بيده الأخرى. يجب أن تكون طاولته مريحة وثابتة، لا تولد أصواتاً، وارتفاع الطاولة يجب أن يكون مناسباً مع طوله بصورة يكون صدره أعلى من سطح الطاولة. وكذلك تكون قوائم الطاولة ثابتة وبدون حركة، ويجب أن يجلس الطفل على الرحلة بصورة قائمة ولا يتحدّب.

4ـ السيطرة على الكتابة: من الضروري ان يكون الشروع في الكتابة تحت إشراف ورعاية المربي خصوصاً في الأيام الأولى والأشهر الأولى. هو يكتب حرفاً أو كلمة والمربي يصحح له إشكالاته والطفل يكتب مرة ثانية وثالثة حتى يصير ماهراً. كذلك في الكتابة يجب تنظيم الخط والكتابة ويجب إجبار الطفل على مراعاة فواصل الخطوط وتنظيمها ومراعاة فاصلته مع الورقة والقلم. ولا يحصل خطأ في هذا المجال. حالة الرؤية وتناسقها مع حركة اليد في هذا المجال مهمّة جداً والتعليم الذي نقدّمه يجب أن يكون له صلة بهذه المسائل.

5ـ تقوية الروحية: الفرح الناشئ من الطلب الشديد في الكتابة موثر في هذا المجال. يجب أن نوجد ظروفاً مناسبة للطفل حتى يحس باللذة في الكتابة ويريد أن يكتب بصورة جميلة وحسنة. تشجيع الطفل بهذه المسألة وتعيين مكافأة للكتابة الجميلة وتلقين هذه النكتة؛ بأن الخط الحسن فن ثمين وأصل مهم للرشد، مؤثرة في هذا المجال.

وكذلك بدل أن نلوم الطفل على كتابته السيئة نستطيع أن نجعله يحس بالفخر والاعتزاز مثلا نقول له: ان خطك صار أحسن من أمس، وأنت اليوم تكتب أحسن من الاسبوع السابق. ضعوا خطه بعض الأحيان في المكان المخصص للإعلانات في المدرسة (لوحة الاعلانات) حتى يحس بالغرور والفرح من هذه الناحية.

تنبيه

من الضروري أن نبدأ من الأول مع الطفل الذي خطّه غير مفهوم ورديء وإنجاز التمارين واحد تلو الآخر يجب أن نطمئن من أن هذه المشاكل سترتفع وسيستطيع الطفل أن يجد طريقه الأصلي.

ان عملنا بهذه الأعمال بصورة متوالية ولم نحصل على نتيجة فلابدّ أن نفكر في مداواته وننظر ما هي العوامل الدخيلة لسقوطه.

في بعض المجتمعات عندما يفقدون الأمل في تعليم الكتابة الصحيحة للطفل يسعون إلى تعليمه على الآلة الطابعة حتى يجبرون هذا النقص، ان العلاقات في هذا المجال ضرورية. فأن لم يحصل من الكتابة اليدوية يجب الحصول عليها بالآلة الطابعة خصوصاً للأفراد الذين لهم نقص شديد في الحركة.

وكذلك يجب أن نذكر أن إعطاء الواجبات الكثيرة لا تحل مشكلة، وكذلك الضرب وهتك الحرمة لا يداوي ألماً، واللّوم والسخرية أيضاً ليس هو الحل.

يجب أجتناب وصف الطفل برداءة الخط، فكثرة الأخطاء الاملائية في الكتابة، وبلوغ الطفل سن الثامنة لا يعني بانه لا يحتاج إلى التشجيع والترغيب والمساعدة فبواسطة التشجيع نستطيع أن نتوفّق أحسن وأكثر.

الوقاية

الأصل في الصيانة هو المراقبة من أيام الطفولة، منذ الأيام الأولى التي يولد الطفل ويمر ويكمّل أيام الطفولة يجب الانتباه إلى أنه سيذهب إلى المدرسة وسيكتب. بالرسم والتمرين، والاستمرار في رسم الخطوط نجعل أصابعه تتمرس ويصبح أكثر مهارة، وكذلك يجب إجبار الطفل على الكتابة الصحيحة منذ أيام الطفولة ومنذ الصف الأول، وأيضاً تعليمه الكتابة الحسنة، والكتابة الكثيرة، والكتابة السريعة، ليكون منظماً في الكتابة، وليصبح خطاطاً ماهراً. ويراعي حدود الحروف وقواعدها، وليرى بدقة وليتهجّى بصورة صحيحة، ويكتب...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ وهو الخط الذي يكتبه الأستاذ الخطاط نموذجاً لتلاميذه لتقليده.  




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.