أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-8-2022
1152
التاريخ: 19-6-2016
2291
التاريخ: 5-5-2018
1915
التاريخ: 2-9-2016
2034
|
الغيرة كما نعلم ليست سلوكا ظاهريا، وإنما هي حالة الفعالية يشعر بها الفرد، ولها مظاهر خارجية يمكن الاستدلال منها أحيانا على الشعور الداخلي، وفي غالب الأحيان لا يكون هذا سهلا، لأن الشخص في العادة يحاول أن يخفي الغيرة بإخفاء مظاهرها قدر جهده.
ولعل كل واحد قد شعر في وقت ما بالغيرة شعورا خفيفا أو حادا. وهناك أناس يتعرضون لهذا الشعور أكثر من غيرهم. وهو شعور مؤلم ينتج عادة من خيبة الشخص في الحصول على امر محبوب - كشخص أو مركز أو قوة أو مال - ونجاح شخص اخر في الحصول عليه . لهذا نجد أن انفعال الغيرة مركب من حب تملك، وشعور بالغضب لأن عائقا ما وقف دون تحقيق غاية هامة. ولا يعترف الفرد عادة بالغيرة، وسبب هذا ما تتضمنه من الشعور بالنقص الناتج من الاخفاق بل كثيرا ما تكبت الغيرة لأن النفس للشعورية لا تقبل ألم الخيبة ولا شعور النقص.
اذا طبقنا ما تقدم على الغيرة على ما كغيرة زميل من آخر تفوق عليه، نجد أن من يشعر بالغيرة بعدم حيازته أو بعدم قدرته على حيازة المركز الذي ناله زميله، ويكون مع شعوره بالخيبة والضعة شاعرا بالغيظ من نفسه، أو من زميله، أو منهما معا. ويكون عنده شوق وإن كان - خفيا للحصول على ما نال الزميل، ويقوم صاحب الغيرة عادة باتهام الزميل أو اتهام الظروف أو اتهام سوء الطالع... وما إلى ذلك.
والغيرة نشعر بها عادة دفعة واحدة فهي انفعال مركب له خصائصه وهو ليس مجموعا حسابيا للانفعالات الثلاثة التي ذكرناها، مثل الغيرة في ذلك مثل المثلث الذي لا يمكن أن يوصف بأنه مجموع ثلاثة مستقيمات، ومجموع زاويتين قائمتين وإنما هو مثلث به صفة المثلثية، وهي صفة ليست موجودة في المستقيمات، ولا في الزوايا، ولا في رؤوس المثلث.
كذلك انفعال الغيرة لا يعتبر أنه غضب مضاف اليه حب تملك ومضاف إلى هذين شعور بالنقص، وإنما هو اكثر من ذلك. هذا مع إمكان ذكر بعض عناصره كما في حالة المثلث.
ونظرا لتعقد الغيرة نجد أن مظاهرها متعددة يختلف بعضها عن بعض اختلافات بينة، ولكنها مع اختلافها هذا قد يفصح كل منها عن مركب من مركبات الغيرة. فمن الغيرة الغضب بمظاهره المختلفة من ضرب، أو سب، أو هجاء، أو تشهير، أو نقد، أو مضايقة، أو تخريب، أو ثورة، أو عصيان، أو ما يشبه ذلك. ومن مظاهرها كذلك الميل للصمت أو التهجم، أو الابتعاد، أو الانزواء، أو الاضراب عن الأكل، أو فقد الشهية أو التسليم أو النكوص أو الشعور بالخجل، أو شدة الحساسية، إلى غير ذلك من مظاهر الشعور بالنقص. وقد تبدو الغيرة في محاولة الطفل الحصول على ما فقده بمختلف اساليب التحايل. ومن هذا النوع أن يقوم الأولاد احيانا بتقبيل المولود وملاطفته حتى يحتفظ الأكبر بمركزه عند أمه.
وبعض الأولاد يتخلقون بأحسن الخلق حتى يرضوا الكبار الذين بدؤوا ينصرفون عنهم أو يميلون لغيرهم. وقد يكون السلوك تعويضا للشعور بالنقص، وذلك بمحاولة الظهور بمختلف الأساليب.
وكثيرا ما يكون للغيرة مظاهر جسمانية كنقص الوزن والصداع والشعور بالتعب. وهذا التنوع الكبير في اساليب الغيرة من سلوك سلبي إلى ايجابي، ومن سلوك رديء إلى سلوك طيب، يجعل كشف الغيرة أمراً صعبا. ومما يزيد في صعوبة كشف الغيرة كتمها أو تحويلها. فمظاهر الغيرة بدل أن تتجه نحو المولود، قد تتجه نحو أي شيء آخر في المنزل. ومن الحالات التي ذكرها الدكتور (توم) ان بنتا مرضت لها اخت فانصرفت الأم عن بقية من في المنزل إلى الاخت فقامت البنت بعمليات تخريب عنيفة موجهة نحو حديقة المنزل و اثاثه دون أن يشعر بها أحد.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|