المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

سبب نزول الايات (11-14) من سورة الحشر
26-11-2014
Reactions of Hydrogen with Elements
23-2-2019
سبيل التغلب على الصعاب
23-10-2014
6- الكاشيون وبلاد الشام
19-10-2016
محافظة السويداء
31-1-2016
تفسير الاية (1-4) من سورة المجادلة
30-9-2017


المشاكل الأخلاقية للأشخاص المتخلفين ذهنياً  
  
1197   09:13 صباحاً   التاريخ: 3-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص222 ــ 224
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

الأشخاص الذين يكون ذكاءهم متدني نجدهم لا يهتمون إلى الناحية الأخلاقية، فهم لا يفهمون الضوابط والمقررات ولا يتمسكون بالآداب والسنن. لذلك فان الأشياء التي لها علاقة بالانحرافات الأخلاقية لا تؤدي إلى مشكلة بالنسبة لهؤلاء.

ونراهم كذلك يشتمون ويسبّون وقولهم لا يخلو من الفحش، يمارسون مختلف الرذائل بدون أي خجل، وكلما ازداد سنهم ورشدهم ازدادت مشاكلهم.

لا يعرفون العهد، لا يحترمون القوانين الاجتماعية، حتى لا يعرفون عن أنفسهم وحالهم شيئاً، من الممكن أن يهربوا في بعض الأحيان، لا هروب شخص عارف وفاهم، بل هروب شخص لا يعرف ماذا يعمل وإلى اين يذهب. الجواذب الظاهرية تجذبه إلى نفسها ولا يفهم إلا عندما يبتعد عن بيته وأسرته ولا يعرف طريق الرجعة. الهروب بسبب عدم معرفتهم طريق الوصول الى الهدف المطلوب يسبب في تيهه وحيرته وتوجد في بعض هؤلاء حالة عدم الاستقرار التي هي أيضاً ناشئة عن عدم تعادل فعاليات الجسم، العاطفة، الذهن بمعنى أن هذه الثلاثة لم تنمو بصورة متساوية. وهذا الأمر يؤدي إلى حركات عشوائية بدون تفكير وهدف محدد ويتقدمون إلى الأمام بدون أن يعرفوا ما هي الأضرار والصدمات التي يوجدونها.

الخطر الناجم

المسألة الأخرى التي نستطيع أن نطرحها في هذا الموضوع هي خلق بعض المشاكل من قبل هؤلاء. بعض العلماء عرفوا التخلف الذهني بعنوان نفس الاجرام وقالوا: أن التخلف الذهني يساوي خلق الاجرام، البعض الآخر رد هذا الادعاء وقالوا: أن أساس الاجرام مرتبط بالشرائط السيئة لتربية هؤلاء. فهؤلاء ليس لهم المعرفة اللازمة. وبالنتيجة يجبرون على أعمال نتائجها غير محمودة.

التساهل والتكامل والاجتناب عن التدبر واستعمال العقل مؤثر في هذا المجال. بحوث (جدارد) تبين تأثير النقص العقلي في الاجرام بصورة واضحة.

هؤلاء في بعض الأحيان يكونوا أداة ووسيلة في يد الآخرين وبأقل إلقاء وتملّق ينجذبون إلى رأي الآخرين ويجبرون على تخلفات وانحرافات متنوعة. نوع الانحرافات والخطورات التي يخلقونها عبارة عن: هتك الشرف، السرقة، الاحراق والاتلاف، التخريب، الأعمال المخالفة للقانون و... التي يرتكبونها بدون حياء أو خجل. وحتى في الانحرافات الجنسية لا يحسون هؤلاء بالخجل والحياء.

هؤلاء بسبب الجهالة يتركون آثاراً خلفهم ويقعون في المصيدة بسرعة ومن الممكن أن يكون هذا هو نفس السبب الذي يجعل الآخرين يحكمون عليهم بأن المتخلفين الذهنيين مجرمين، الأشخاص الأذكياء يسعون لأجل عدم بقاء الآثار خلفهم حتى لا يقعوا في مصيدة القانون. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.