أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-3-2022
2215
التاريخ: 1/12/2022
1246
التاريخ: 4-4-2022
1817
التاريخ: 2024-01-31
892
|
ولشاعر الأندلس أبي عبد الله ابن الحداد الوادي آشي(1)، وهو من رجال الذخيرة:
لزمت قناعتي وقعدت عنهم فلست أرى الوزير ولا الأميرا
وكنت سمير أشعاري سفاها فعدت بها لفلسفتي سميرا
وله في العروض تأليف مزج فيه بين الأنحاء الموسيقية، والآراء الخليلية، ورد فيه على السرقسطي المنبوز بالحمار.
٥٠٢
وله في المعتصم بن صمادح(2):
لعلك بالوادي المقدس شاطي
وإني في رياك واجد ريحهم
ولي في الشرى من نارهم ومنارهم
لذلك ما حنت ركابي وحمحمت
فهل هاجها ما هـاجني ولعلها
رويداً فذا وادي لبيني وإنه
موارد(3) تهيامي ومسرح ناظري
فكالعنبر الهندي ما أنا واطئ
فجمر(4) الأسى بين الجوانح ناشئ
هداة حداة، والنجوم طوافئ
عرابي وأوحى سيرها المتباطئ
إلى الوخد من نيران قلبي لواجئ
لورد لباناتي وإني لظامئ
فللشوق غايـات بهـا ومبادئ
واعترض عليه بعضهم بأنه همز في هذه القصيدة ما لا يهمز ، فقال(5):
عجبت لغمازين علمي بجهلهم وإن قناتي لا تلين على الغمر
تجلت هم آیات فهمي ومنطقي مبينة الإعجاز ملزمة العجز
ولاحت لهم همزية أو حدية وويل بها ويل لذي الهمز واللمز
رموها بنقص بينت فيه نقصتهم ومن لمس الأفعى شكا ألم النكز
فإن أنكرت أفهامهم بعض همزها فقد عرفت أكبادهم صحة الهمز
وله وهو مما يتغنى به بالأندلس(6):
فذر العقيق مجانبا لعقوقه ودع العذيب عذيب ذات الحال
أفق محلى بالقواضب والقنا للأغيد المعطار لا المعطال
٥٠٣
حجبوك إلا من توهم خاطري وحموك إلا من تصور بالي
والقارظان جميل صبري والكرى فمتى أرجي منك طيف خيال
ومن بدائعه قوله(7):
سامح(8) أخاك إذا أتاك بزلة فخلوص شيء فلما يتمكن
في كل شيء آفة موجودة ان السراج على سناه يدخن
وأنشد احد الادباء هذين البيتين متمثلا، فأعجبا المعتصم وسأل عن قائلهما ، ، فتبسم وقال : أتعرف إلى من أشار بهذا المعنى ؟ قال : ما أعرف إلا أنه مليح ، فقال المعتصم : كنت في الصبا وهو معي الدولة ، فقاتله الله ما أشعره ، فسلوه ، فلما باحثوه في ذلك أقر بحسن حدس المعتصم . واكتنفته سعايات ، وكان ممن يغلب لسانه على عقله ، ففر من المرية ، وحبس أخوه بها فقال(9):
الدهر لا ينفك من حدثانه والمرء منقاد لحكم زمانه
وعلمت أن السعد ليس بمنجح ما لا يكون السعد من أعوانه
والجد دون الحد ليس بنافع والرمح لا يمضي بغير سنانه
وبلغت الأبيات المعتصم فقال: شعره أعقل منه ، صدق فإنه لا يتهيأ له صلاح عيش إلا بأخيه ، وهو منه بمنزلة السنان من الرمح ، ثم أمر بإطلاقه ولحاقه به.
ولما قال في المعتصم :
٥٠٤
يا طالب المعروف دونك فاتركن دار المرية وارفض ابن صمادح
رجل إذا أعطاك حبة خردل ألقاك في فيد الأسير الطائح
لو قد مضى لك عمر نوح عنده لا فرق بينك والبعيد النازح
اغتاظ عليه ، وأبعده ، ففر عن بلده .
ومن المنسوب إليه في النساء:
خن عهدها مثل ما خانتك منتصفاً وامنح هواها بنسيان وسلوان
فالغيد كالروض في خلق وفي خلق إن مر جان أتى من بعده جان
وله :
حيثما كنت ظاعنا أو مقيما دم رفيعاً وعش منيعاً سليما
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- ترجمته في الذخيرة ٢/١ : ۲۰۱ والمطمح : ٨٠ و الواقي ٢ : ٨٦ و الإحاطة ٢: 250 والمسالك 11 : ٤٠٠ والقوات ٢ : ١٦٧ والمغرب ٢ : ١٤٣ راسه محمد بن أحمد بن الحداد ، والقطعة الأولى في الاخيرة .
2- الذخيرة : ۲۱۸
3- الخريدة : فروح .
4- الخريدة : ميادين.
5- الذخيرة : ۲۱۹ .
6- الأخيرة : ۲۲۳ .
7- الذخيرة : ۲۳۰
8- الذخيرة: واصل.
9- الذخيرة : ۲۳۱ .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|