أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2023
1654
التاريخ: 2024-02-24
708
التاريخ: 2024-05-06
563
التاريخ: 2024-05-02
473
|
بديهة ابن ظافر
و تذكرت هنا ما حكاه ابن ظافر(1) في الكتاب المذكور أنه اجتمع مع القاضي الأعز يوما فقال له ابن ظافر: أجز:
طار نسيم الروض من وكر الزهر
فقال الأعز :
وجاء مبلول الجناح بالمطر
انتهى.
٣٥٥
ويعجبني قول ابن قرناص(2):
أظن: نسيم والزهر قد روى حديثاً ففاحت من شداه المسالك
وقال دنا فصل الربيع فكله ثغور لما قال النسيم ضواحك
رجع إلى الأندلسيين :
141- وما أرق قول ابن الزقاق(3):
ورياض من الشقائق أضحت يتهادى بها نسيم الرياح
زرتها والغمام يجلد منها زهرات تفوق لون الراح
قلت: ما ذنبها ؟ فقال مجيباً: سرقت حمرة الحدود الملاح
١٤٢- وقال أبو إسحاق ابن خفاجة(4):
تعلقته نشوان(5) من خمر ريقه له رشفها دولي ولي دونه السكر
ترقرق مال مقلتاي ووجهه ويذكي على قلبي ووجنته الجمر
أرق نسيبي فيه رقة حسنه فلم أدر أي قبلها منهما السحر
وطبنا معاً شعراً وثغراً كأنما له منطقي ثغر ولي ثغره شعر
143- وقال أبو الصلت أمية بن عبد العزيز(6):
وقائلة: ما بال مثلك خاملا أأنت ضعيف الرأي أم أنت عاجز؟
فقلت لها: ذنبي إلى القوم أنني لما لم يحوزوه من المجد حائز
٣٥٦
وما فاتني شيء سوى الحظ وحده وأما المعالي فهي عندي غرائز
وقال:
جد بقلبي وعبث ثم مضى وما اكترث
وا حربا(7) من شادن في عقد الصبر نفث
يقتل من شاء بعينيه ومن شاء بعث
144- وقال البليغ الفاضل يحيى بن هذيل(8) أحد أعيان شعراء الأندلس:
نام طفل النبت في حجر النعامي لاهتزاز الطل في مهد الخزامي
وسقى الوسمي أغصان النقا فهوت تلثم أفواه الندامي
كحل الفجر لهم جفن الدجى وغدا في وجنة الصبح لثاما
تحسب البدر محيا ثمل قد سقته راحة الصبح مداما
حوله الزهر كؤوس قد غدت مسكة الليل عليهن ختاما
وتذكرت هنا قول الآخر وأظنه مشرقيا(9):
بكر العارض تحدوه النعامى فسقاك الري يا دار أماما
وتمشت فيك أرواح الصبا يتأرجن بأنفاس الخزامي
قد قضى حفظ الهوى أن تصبحي للمحبين مناخـا ومـقامـا
وبجرعاء الحمى قلبي، فعج بالحمى واقرأ على قلبي السلاما
وترحل فتحـدث عجبـا أن قلباً سار عن جسم أقاما
قل لجيران الغضا آها على طيب عيش بالغضا لو كان داما
٣٥٧
حملوا ريح الصبا من نشركم قبل أن تحمل شيحا وثماما
وابعثوا أشباحكم لي في الكرى إن أذنتم لجفوني أن تناما
145- وخرج بعض علماء(10) الأندلس من قرطبة إلى طليطلة فاجتاز بحریز(11) بن عكاشة الشجاع المشهور الذي ذكرنا في هذا الباب ما يدل على شجاعته وقوته وأيده، بقلعة رباح ، فنزل بخارجها في بعض جنباتها ، وكتب إليه:
يا فريدا دون ثان وهلالا في العيان
عدم الراح فصارت مثل دهن البلسان
فبعث إليه بها ، وكتب معها:
جاء من شعرك روض جاده صوب اللسان
فبعثناهـا سلافا كسجـاياك الحسـان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- البدائع 1:۷۰ .
2- مطالع البدور 1: 125 .
3- ديوان ابن الزقاق : ١٢٥ والمغرب ٢ : ٣٢٤ والشريشي 1 : ۱۲۰ وقد مرت من : ۲۰۰
4- ديوان ابن خفاجة : ٣٥٣.
5- الديوان: ريان
6- الجريدة 4 / ۱ : ۲۷۷
7- الجريدة : وا حزني.
8- الكتيبة الكامنة: ٧٤ منسوبة خطأ لابن شقرال، وتثير الفرائد : ۳۲۲.
9- هي لمهيار الديلمي، ديوانه:۳:۳۲۷.
10- ب : شعراء ؛ ق و درزي : أدباء
11- كذا في م ؛ وفي ب : بجزيرة ؛ وفي ق: بحدير.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|