المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

إجراء الاستعارة
2-2-2020
مميزات تربية صغار الماشية بطريقة الرضاعة في مجموعات
2024-10-25
البيئات الغنية Eutrophic Waters
3-4-2018
قدرة الأنبياء و الأولياء
7-10-2014
تفاعلات رفض الطعم Graft Rejection Reactions
21-3-2017
الاسترجاع Recovery
12-11-2019


ضرورة التربية وأهميها  
  
1529   10:16 صباحاً   التاريخ: 10/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص9ــ10
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

التربية ضرورية في حياة الانسان. فالشخص الذي لم يتلق التربية لا يخسر نفسه فحسب، بل أنه يمثل من الوجهة الاجتماعية ضرراً جسيماً على الناس أيضاً.

فالطفل كالنبات يحتاج في نموه إلى عناصر وامكانيات شتى اذا افتقد الغذاء والهواء تعرض للعطب، فالمستعمرون والمتغطرسون والمجرمون كلهم نتاج التربية المغلوطة، تماماً كما يبلغ الصالحون والأخيار والعاملون الحقيقيون مكانتهم الرفيعة عن طريق التربية الصحيحة أيضاً. وخلاصة القول هي أنه لو انعدمت التربية لانعدمت الحضارة.

وبناءً على هذا فإن للتربية أهمية وتأثيرات فردية واجتماعية لا يستهان بها. فعلى الصعيد الفردي لها تأثيرها الفاعل في نمو الجانبين المادي والمعنوي، وعلى الصعيد الاجتماعي لها دورها في رقي واستقرار المجتمع، ومحصلة القول ان اهميتها تمثل لانسان اليوم اهمية الموت والحياة. ويكفي ان يضع الانسان نفسه موضع الطفل أو يتصور حياته في مجتمع مجرد من القيود ليدرك مدى اهميتها في حياته.

فالتربية في الرؤية الإسلامية هدفها كيان الانسان وصياغة شخصيته فهي اذن ليست مما يندرج ضمن عداد الكماليات. اننا مكلفون بتربية ابناءنا تربية صالحة لأنهم صناع مجتمع الغد وهم آباء وامهات الاجيال القادمة.

إن هذه المهمة هادفة وحساسة وهي ليست مجرد تسلية عقيمة




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.