المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

الشروط المناخية المناسبة لزراعة المانجو
13-7-2016
معنى كلمة مال‌
28-12-2015
Apollonian Network
20-4-2022
الحركة الدائرية بتسارع ثابت
24-8-2017
تعريف القانون الدولي لحقوق الإنسان
6-4-2016
الفعل السالم
28-7-2022


انطباعات عن شخصية الإمام الصادق ( عليه السّلام )  
  
1823   05:24 مساءً   التاريخ: 21/11/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 8، ص21-24
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / مناقب الإمام الصادق (عليه السلام) /

أشاد الإمام الباقر ( عليه السّلام ) أمام أعلام شيعته بفضل ولده جعفر الصادق ( عليه السّلام ) قائلا : هذا خير البريّة[1].

وأفصح عمه الشهيد زيد ابن الإمام علي زين العابدين ( رضى اللّه عنه ) عن عظيم شأنه فقال : في كل زمان رجل منّا أهل البيت يحتج اللّه به على خلقه ، وحجة زماننا ابن أخي جعفر لا يضلّ من تبعه ولا يهتدي من خالفه[2].

وقال مالك بن أنس : ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمّد الصادق علما وعبادة وورعا[3].

وقال المنصور الدوانيقي مؤبّنا الإمام الصادق ( عليه السّلام ) : إنّ جعفر بن محمّد كان ممّن قال اللّه فيه : ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا وكان ممن اصطفى اللّه وكان من السابقين بالخيرات[4].

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ( 327 ه ) : سمعت أبي يقول :

جعفر بن محمّد ثقة لا يسأل عن مثله .

وقال : سمعت أبا زرعة وسئل عن جعفر بن محمّد عن أبيه وسهيل بن أبي صالح عن أبيه والعلاء عن أبيه أيّما أصح ؟ قال : لا يقرن جعفر بن محمّد إلى هؤلاء[5].

وقال أبو حاتم محمّد بن حيّان ( 354 ه ) عنه : كان من سادات أهل البيت فقها وعلما وفضلا[6].

وقال أبو عبد الرحمن السلمي ( 325 - 412 ه ) عنه : فاق جميع أقرانه من أهل البيت ( عليهم السّلام ) وهو ذو علم غزير وزهد بالغ في الدنيا وورع تام عن الشهوات وأدب كامل في الحكمة[7].

وعن صاحب حلية الأولياء ( 430 ه ) : ومنهم الإمام الناطق ذو الزمام السابق أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق ، أقبل على العبادة والخضوع وآثر العزلة والخشوع ونهى عن الرئاسة والجموع[8].

وأضاف الشهرستاني ( 479 - 548 ه ) على ما قاله السلمي عنه : وقد أقام بالمدينة مدة يفيد الشيعة المنتمين إليه ويفيض على الموالين له أسرار العلوم ثمّ دخل العراق وأقام بها مدّة ، ما تعرّض للإمامة قط ، ولا نازع في الخلافة أحدا [9]، ومن غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط ، ومن تعلّى إلى ذروة الحقيقة لم يخف من حطّ[10].

وذكر الخوارزمي ( 568 ه ) في مناقب أبي حنيفة أنّه قال : ما رأيت أفقه من جعفر بن محمّد . وقال : لولا السنتان لهلك النعمان . مشيرا إلى السنتين اللتين جلس فيهما لأخذ العلم عن الإمام جعفر الصادق[11].

وقال ابن الجوزي ( 510 - 597 ه ) : جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين كان مشغولا بالعبادة عن طلب الرئاسة[12].

وقال محمّد بن طلحة الشافعي ( 652 ه ) عنه : هو من عظماء أهل البيت ( عليهم السّلام ) وساداتهم ذو علوم جمّة وعبادة موفورة وأوراد متواصلة وزهادة بيّنة ، وتلاوة كثيرة ، يتتبع معاني القرآن الكريم ويستخرج من بحره جواهره ويستنتج عجايبه ، ويقسم أوقاته على أنواع الطاعات بحيث يحاسب عليها نفسه ، رؤيته تذكّر الآخرة ، واستماع كلامه يزهّد في الدنيا ، والاقتداء بهديه يورث الجنة ، نور قسماته شاهد أنه من سلالة النبوّة ، وطهارة أفعاله تصدع أنه من ذريّة الرسالة ، نقل عنه الحديث واستفاد منه العلم جماعة من الأئمة وأعلامهم وعدّوا أخذهم عنه منقبة شرّفوا بها وفضيلة اكتسبوها .

واما مناقبه وصفاته فتكاد تفوت عدّ الحاصر ويحار في أنواعها فهم اليقظ الباصر حتّى أنّ من كثرة علومه المفاضة على قلبه من سجال التقوى ، صارت الأحكام التي لا تدرك عللها ، والعلوم التي تقصر الأفهام عن الإحاطة بحكمها ، تضاف إليه وتروى عنه .

وقد قيل انّ كتاب الجفر الذي بالمغرب ويتوارثه بنو عبد المؤمن هو من كلامه ( عليه السّلام ) وان في هذه لمنقبة سنيّة ، ودرجة في مقام الفضائل عليّة ، وهي نبذة يسيرة مما نقل عنه[13].

وفي تهذيب الأسماء ( 631 - 676 ه ) عن عمرو بن أبي المقدام قال :

كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمّد علمت أنّه من سلالة النبيين[14].

وقال ابن خلكان ( 608 - 681 ه ) : أبو عبد اللّه جعفر الصادق . . . أحد الأئمة الاثني عشر على مذهب الإمامية وكان من سادات أهل البيت ، ولقّب بالصادق لصدقه في مقالته ، وفضله أشهر من أن يذكر وله كلام في صنعة الكيميا ، والزجر والفال . . . ودفن بالبقيع في قبر فيه أبوه محمّد الباقر وجدّه علي زين العابدين وعمّ جده الحسن بن علي ( رضي اللّه عنهم أجمعين ) فللّه درّه من قبر ما أكرمه وأشرفه[15].

وقال البخاري في فصل الخطاب ( 756 - 822 ه ) : اتفقوا على جلالة الصادق ( عليه السّلام ) وسيادته[16].

وقال ابن الصبّاغ المالكي ( 784 - 855 ه ) : نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان ، وانتشر صيته وذكره في سائر البلدان ، ولم ينقل من العلماء عن أحد من أهل بيته ما نقل عنه من الحديث .

وروى عنه جماعة من أعيان الأمة . . . وصّى إليه أبو جعفر ( عليه السّلام ) بالإمامة وغيرها وصيّة ظاهرة ، ونصّ عليها نصّا جليّا[17].

 

[1] الكافي : 1 / 307 .

[2] المصدر السابق : 306 .

[3] تهذيب التهذيب : 2 / 104 .

[4] تاريخ اليعقوبي : 3 / 17 .

[5] الجرح والتعديل : 2 / 487 .

[6] الثقات : 6 / 131 .

[7] الإمام الصادق والمذاهب الأربعة : 1 / 58 .

[8] حلية الأولياء : 1 / 72 .

[9] إن كان يقصد بذلك التعرض الظاهر للإمامة الظاهرة كما يفهم من قول : « ولا نازع في الخلافة » ، فهذا صحيح وإلّا فلا .

[10] الملل والنحل : 1 / 147 .

[11] مناقب أبي حنيفة : 1 / 172 ، والتحفة الاثني عشرية : 8 .

[12] صفوة الصفوة : 2 / 94 .

[13] مطالب السؤول : 2 / 56 .

[14] تهذيب الأسماء : 1 / 149 .

[15] وفيات الأعيان : 1 / 327 .

[16] ينابيع المودّة : 3 / 160 ، وهذا البخاري هو محمّد خواجة پارساي .

[17] الفصول المهمّة : 222 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.