المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06

سياسة المنصور في المدينة وموقف الامام منه
17-04-2015
displaced articulation
2023-08-15
ما بعد حرب فيتنام
13-8-2022
موطن الجنس السامي الأول وهل هو بلاد العرب.
2023-12-09
الأهداف التعليمية من دراسة اقتصاد الراديو والتلفزيون
30-5-2022
Stressed vowels CLOTH
2024-02-22


اغتيال الإمام محمّد الباقر ( عليه السّلام ) واستشهاده  
  
2235   03:33 مساءً   التاريخ: 20/11/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 7، ص207-212
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / شهادة الامام الباقر (عليه السلام) /

ولم يمت الإمام أبو جعفر ( عليه السّلام ) حتف أنفه ، وإنما اغتالته بالسم أيد امويّة أثيمة لا تؤمن باللّه ، ولا باليوم الآخر ، وقد اختلف المؤرخون في الأثيم الذي أقدم على اقتراف هذه الجريمة .

فمنهم من قال : إن هشام بن الحكم هو الذي أقدم على اغتيال الإمام فدسّ اليه السم[1] والأرجح هو هذا القول لأن هشاما كان حاقدا على آل النبي بشدة وكانت نفسه مترعة بالبغض لهم وهو الذي دفع بالشهيد العظيم زيد بن علي ( عليه السّلام ) إلى إعلان الثورة عليه حينما استهان به ، وقابله بمزيد من الجفاء ، والتحقير . ومن المؤكد أن الإمام العظيم أبا جعفر قد أقضّ مضجع هذا الطاغية ، وذلك لذيوع فضله وانتشار علمه ، وتحدث المسلمين عن مواهبه ، ومن هنا أقدم على اغتياله ليتخلص منه .

ومنهم من قال : إنّ الذي أقدم على سم الإمام هو إبراهيم بن الوليد[2].

ويرى السيد ابن طاووس أنّ إبراهيم بن الوليد قد شرك في دم الإمام ( عليه السّلام )[3] ومعنى ذلك أن إبراهيم لم ينفرد وحده باغتيال الإمام ( عليه السّلام ) وإنما كان مع غيره .

وأهملت بعض المصادر اسم الشخص الذي اغتال الإمام ( عليه السّلام ) واكتفت بالقول إنه مات مسموما[4].

دوافع اغتيال الإمام الباقر ( عليه السّلام ) :

أما الأسباب التي أدت بالامويين إلى اغتيال الإمام ( عليه السّلام ) فهي :

1 - سمو شخصية الإمام الباقر ( عليه السّلام ) : لقد كان الإمام أبو جعفر ( عليه السّلام ) أسمى شخصية في العالم الإسلامي فقد أجمع المسلمون على تعظيمه ، والاعتراف له بالفضل ، وكان مقصد العلماء من جميع البلاد الإسلامية .

لقد ملك الإمام ( عليه السّلام ) عواطف الناس واستأثر بإكبارهم وتقديرهم لأنه العلم البارز في الأسرة النبوية ، وقد أثارت منزلته الاجتماعية غيظ الأمويين وحقدهم فأجمعوا على اغتياله للتخلص منه .

2 - أحداث دمشق :

لا يستبعد الباحثون والمؤرخون أن تكون أحداث دمشق سببا من الأسباب التي دعت الأمويين إلى اغتياله ( عليه السّلام ) وذلك لما يلي :

أ - تفوق الإمام في الرمي على بني أمية وغيرهم حينما دعاه هشام إلى الرمي ظانا بأنه سوف يفشل في رميه فلا يصيب الهدف فيتخذ ذلك وسيلة للحط من شأنه والسخرية به أمام أهل الشام . ولمّا رمى الإمام وأصاب الهدف عدة مرات بصورة مذهلة لم يعهد لها نظير في عمليات الرمي في العالم ، ذهل الطاغية هشام ، وأخذ يتميز غيظا ، وضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وصمم منذ ذاك الوقت على اغتياله .

ب - مناظرته مع هشام في شؤون الإمامة ، وتفوق الإمام عليه حتى بان عليه العجز ممّا أدّى ذلك إلى حقده عليه .

ج - مناظرته مع عالم النصارى ، وتغلبه عليه حتى اعترف بالعجز عن مجاراته أمام حشد كبير منهم معترفا بفضل الإمام وتفوّقه العلمي في أمّة محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وقد أصبحت تلك القضية بجميع تفاصيلها الحديث الشاغل لجماهير أهل الشام[5]. ويكفي هذا الصيت العلمي أيضا أن يكون من عوامل الحقد على الإمام ( عليه السّلام ) والتخطيط للتخلّص من وجوده .

نصّه على الإمام الصادق ( عليه السّلام ) :

ونصّ الإمام أبو جعفر ( عليه السّلام ) على الإمام من بعده قبيل استشهاده فعيّن الإمام الصادق ( عليه السّلام ) مفخرة هذه الدنيا ، ورائد الفكر والعلم في الإسلام ، وجعله مرجعا عاما للأمة من بعده ، وأوصى شيعته بلزوم اتباعه وطاعته .

وكان الإمام أبو جعفر ( عليه السّلام ) يشيد بولده الإمام الصادق ( عليه السّلام ) بشكل مستمر ويشير إلى إمامته ، فقد روى أبو الصباح الكناني ، أنّ أبا جعفر نظر إلى أبي عبد اللّه يمشي ، فقال : ترى هذا ؟ هذا من الذين قال اللّه عزّ وجلّ : وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ[6].

كل هذه الأمور بل وبعضها كان يكفي أن يكون وراء اغتياله ( عليه السّلام ) على أيدي زمرة جاهلية ، افتقرت إلى أبسط الصفات الإنسانية ، وحرمت من أبسط المؤهلات القيادية .

وصاياه :

وأوصى الإمام محمد الباقر ( عليه السّلام ) إلى ولده الإمام جعفر الصادق ( عليه السّلام ) بعدة وصايا كان من بينها ما يلي :

1 - أنه قال له : يا جعفر أوصيك بأصحابي خيرا ، فقال له الإمام الصادق :

جعلت فداك واللّه لأدعنهم ، والرجل منهم يكون في المصر فلا يسأل أحدا[7].

2 - أوصى ولده الصادق ( عليه السّلام ) أن يكفّنه في قميصه الذي كان يصلي فيه[8] ليكون شاهد صدق عند اللّه على عظيم عبادته ، وطاعته له .

3 - إنه أوقف بعض أمواله على نوادب تندبه عشر سنين في منى[9]. ولعل السبب في ذلك يعود إلى أن منى أعظم مركز للتجمع الاسلامي ، ووجود النوادب فيه مما يبعث المسلمين إلى السؤال عن سببه ، فيخبرون بما جرى على الإمام أبي جعفر ( عليه السّلام ) من صنوف التنكيل من قبل الأمويين واغتيالهم له ، حتى لا يضيع ما جرى عليه منهم ولا تخفيه أجهزة الاعلام الأموي .

وسرى السم في بدن الإمام أبي جعفر ( عليه السّلام ) ، وأثّر فيه تأثيرا بالغا ، وأخذ يدنو اليه الموت سريعا ، وقد اتجه في ساعاته الأخيرة بمشاعره وعواطفه نحو اللّه تعالى ، فأخذ يقرأ القرآن الكريم ، ويستغفر اللّه ، فوافاه الأجل المحتوم ولسانه مشغول بذكر اللّه فارتفعت روحه العظيمة إلى خالقها ، تلك الروح التي أضاءت الحياة الفكرية والعلمية في الإسلام والتي لم يخلق لها نظير في عصره .

وقد انطوت برحيله أروع صفحة من صفحات الرسالة الإسلامية التي أمدّت المجتمع الاسلامي بعناصر الوعي والازدهار .

وقام ولده الإمام الصادق ( عليه السّلام ) بتجهيز الجثمان المقدس فغسّله وكفنه ، وهو يذرف أحر الدموع على فقد أبيه الذي ما أظلت على مثله سماء الدنيا في عصره علما وفضلا وحريجة في الدين .

ونقل الجثمان العظيم - محفوفا بإجلال وتكريم بالغين من قبل الجماهير - إلى بقيع الغرقد ، فحفر له قبرا بجوار الإمام الأعظم أبيه زين العابدين ( عليه السّلام ) وبجوار عم أبيه الإمام الحسن سيد شاب أهل الجنة ( عليه السّلام ) وأنزل الإمام الصادق أباه في مقرّه الأخير فواراه فيه ، وقد وارى معه العلم والحلم ، والمعروف والبر بالناس .

لقد كان فقد الإمام أبي جعفر ( عليه السّلام ) من أفجع النكبات التي مني بها المسلمون في ذلك العصر ، فقد خسروا القائد ، والرائد ، والموجه الذي بذل جهدا عظيما في نشر العلم ، وبلورة الوعي الفكري والثقافي بين المسلمين .

والمشهور بين الرواة أنه توفي وعمره الشريف 58 سنة .

وكانت سنة وفاته - بحسب الرأي المشهور - سنة 114 ه .

تعزية المسلمين للإمام الصادق ( عليه السّلام ) :

هرع المسلمون وقد قطع الحزن قلوبهم إلى الإمام الصادق ( عليه السّلام ) وهم يعزونه بمصابه الأليم ، ويشاركونه اللوعة والأسى بفقد أبيه ، وممن وفد عليه يعزيه سالم بن أبي حفصة ، قال : لما توفي أبو جعفر محمد بن علي الباقر ( عليهما السّلام ) قلت لأصحابي انتظروني حتى أدخل على أبي عبد اللّه جعفر بن محمد فأعزيه به ، فدخلت عليه فعزيته ، وقلت له : إنا للّه وإنا إليه راجعون ، ذهب واللّه من كان يقول رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : فلا يسأل عمن بينه وبين رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) واللّه لا يرى مثله أبدا قال : وسكت الإمام أبو عبد اللّه ( عليه السّلام ) ساعة ، ثم التفت إلى أصحابه فقال لهم : قال اللّه تعالى : « إن من عبادي من يتصدق بشق من تمرة فاربيها له ، كما يربي أحدكم فلوه »[10].

وخرج سالم وهو منبهر فالتفت إلى أصحابه قائلا : ما رأيت أعجب من هذا ! ! كنا نستعظم قول أبي جعفر ( عليه السّلام ) قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بلا واسطة ، فقال لي أبو عبد اللّه ( عليه السّلام ) قال اللّه بلا واسطة [11].

 

[1] بحار الأنوار : 46 / 312 .

[2] أخبار الدول : 111 .

[3] بحار الأنوار : 46 / 216 .

[4] نور الأبصار : 131 ، الأئمة الاثني عشر لابن طولون : 281 .

[5] راجع بحار الأنوار : 46 / 309 - 311 .

[6] أصول الكافي : 1 / 306 .

[7] أصول الكافي : 1 / 306 .

[8] صفة الصفوة : 2 / 63 ، تاريخ ابن الوردي : 1 / 184 ، تاريخ أبي الفداء : 1 / 214 .

[9] بحار الأنوار : 11 / 62 .

[10] الفلو بفتح الفاء ، وضم اللام وتشديد الواو - المهر الصغير ، والاثني فلوة ، والجمع أفلا .

[11] أمالي الشيخ الطوسي : 125 ، راجع حياة الإمام محمد الباقر لفضيلة الشيخ باقر شريف القرشي : 2 / 386 - 395 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.