القول في احتمال الرسل والأنبياء والأئمة الآلام وأحوالهم بعد الممات |
1333
10:42 صباحاً
التاريخ: 12/11/2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-09-2014
5115
التاريخ: 2-10-2014
5997
التاريخ: 3-12-2015
4861
التاريخ: 9-06-2015
4638
|
أقول: إن رسل الله تعالى من البشر وانبياءه والأئمة من خلفائه، محدثون مصنوعون تلحقهم الآلام، وتحدث لهم اللذات، وتنمي أجسامهم بالأغذية، وتنقص على مرور الزمان، ويحل بهم الموت ويجوز عليهم الفناء.
وعلى هذا القول، إجماع أهل التوحيد، وقد خالفنا فيه المنتمون إلى التفويض وطبقات الغلاة.
وأما أحوالهم بعد الوفات، فإنهم ينقلون من تحت التراب، فيسكنون بأجسامهم وأرواحهم جنة الله تعالى، فيكونون فيها أحياء متنعمون إلى يوم الحساب، يستبشرون بمن يلحق بهم من صالحي أممهم وشيعتهم، ويلقونه بالكرامات، وينتظرون من يرد عليهم (بالكرامات) من أمثال السابقين من ذوي الديانات، وأن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) والأئمة من عترته خاصة لا يخفى عليهم بعد الوفات أحوال شيعتهم في دار الدنيا بإعلام الله تعالى لهم ذلك، حالا بعد حال، ويسمعون كلام المناجي لهم في مشاهدهم المكرمة العظام بلطيفة من لطائف الله تعالى، بينهم بها من جهة جمهور العباد، وتبلغهم المناجات من بعد، كما جاءت به الرواية، وهذا مذهب فقهاء الامامية كآفة، وحملة الآثار منهم.
ولست أعرف فيه لمتكلميهم من قبل مقالاً، وبلغني من بني نوبخت خلاف فيه. ولقيت جماعة من المقصرين عن المعرفة ممن ينتمي إلى الإمامة أيضاً يأبونه، وقد قال الله تعالى فيما يدل على جملة: { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }. وما يتلو هذا من الكلام.
وقال في قصة مؤمن آل فرعون: { قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} [يس: 26، 27] وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) " من سلم علي في شيء من الأرض أبلغته ومن سلم علي عند القبر سمعته»(1) سلام الله عليه ورحمة الله وبركاته.
ثم الأخبار في تفصيل ما ذكرناه من الجمل عن أئمة آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) بما وصفناه نصا ولفظاً أكثر، وليس هذا الكتاب موضع ذكرها، فكنت أوردها على التفصيل والبيان(2).
[انظر: سورة الانفطار، آية 6 -7، من عدة رسائل ( الرسالة التروية )، حول حقيقة الروح.]
{ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ ...}
(آل عمران/۱۹۹)
سؤال: فإن قالوا: فما تصنعون في قول الله (عزوجل): { الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ} [المائدة: 5] وهذا صريح في إباحة ذبائح أهل الكتاب.
جواب: قيل له: قد ذهب جماعة من أصحابنا إلى أن المعنى في هذه الآية من أهل الكتاب، من أسلم منهم وانتقل إلى الإيمان، دون من أقام على الكفر والضلال، وذلك أن المسلمين تجنبوا ذبائحهم بعد الإسلام، كما كانوا يتجنبونها قبله، فأخبرهم الله تعالى بإباحتها، لتغير أحوالهم عما كانت عليه من الضلال.
قالوا: وليس بمنكر أن يسميهم الله أهل كتاب وإن دانوا بالإسلام، كما سمى أمثالهم من المنتقلين عن الذمة إلى الإسلام، حيث يقول: { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}، فأضافهم بالنسبة إلى الكتاب وإن كانوا على ملة الإسلام، فهكذا تسمى من أباح ذبيحته من المنتقلين عما لزمه، وإن كانوا على الحقيقة من أهل الإيمان والإسلام.
وقال الباقون من أصحابنا: إن ذكر طعام أهل الكتاب في هذه الآية، يختص بحبوبهم وألبانهم، وما شاكل ذلك، دون ذبائحهم، بما قدمنا ذكره من الدلائل وشرحناه من البرهان، لاستحالة التضاد بين حجج الله تعالى والقرآن، ووجوب خصوص الذكر بدلائل الاعتبار، وهذا كاف لمن تأمله(3).
[انظر: سورة الأنعام، آية 121، وسورة المائدة، آية 5، في حكم ذبيحة أهل الكتاب.]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الوسائل 10: 264.
2- اوائل المقالات: 84، والمصنفات 4: 72.
3- رسالة في ذبائح أهل الكتاب، والمصنفات 9: 25.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|