أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-31
869
التاريخ: 2024-01-07
787
التاريخ: 12/11/2022
1377
التاريخ: 2024-05-02
474
|
من رسالة للفتح
وما أحسن ما كتب به الفتح إلى بعض الملوك يصف نزهة ببعض منتزهات الأندلس المونقة، ويذكر استضاءته فيها بشموس المسرة المشرقة، وهو:
أطال الله سبحانه بقاء ناصر الدولة، ومحيي الملة، الذي حسن بلقياه العيش، وتزين بمحياه الجيش، وراق باسمه الملك، وجرت بعجه الفلك وأنا ربه الليل الدامس؛ ولاح له الأثر الطامس؛ وجرى الدهر لسطوته خائفا، وغدا السعد بعقوته طائفا، والزمان ببرود علياه ملتحف، ولثغور نداه
(659)
مرتشف، ولا زال للمجد يتملكه، والسعد يحمله فلكه، وأما وقد وافقتني أيامه أيده الله سبحانه وفاقا، ورأيت للبيان عنده نفاقا، فلا بد أن أرسل كتائبه أفواجا، وأفيض من بحره أمواجا، وأصف ما شاهدته من اقتداره، وعاينته من حسن إيراده وإصداره، بمقال أفصح من شكوى المحزون، وأملح من رياض الحزون، وقد كنت، أيده الله تعالى، كلفا بالدول وبهائها، لهجا بالبلوغ إلى انتهائها، لأجد دولة أرتضيها، وحظوة علياء أقتضيها، فكل ملك فاوضته سرا وجهرا، وكل ملك قلبته بطنا وظهرا، والنفس تصد عنه صدود الجبان عن الحرب، والملائكة الكرام عن الشرب، إلى أن حصلت لديه، ووصلت بين يديه، فقلت: الآن أمكن من راح البغية الانتشاء، وتمثلت " الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء " ومازلت أسايره حيث سار،وآخذ اليمين تارة وتارة اليسار، وكل ناحية تسفر لي عن خد روض أزهر، وعذار نبت أخضر، وتبسم عن ثغر حباب، في نهر كالحباب، وترفل من الربيع في ملابس سندسيات، وتهدي إلينا نوافح مسكيات، وتزهى من بهجتها بأحسن منظر، وتتيه بجلباب أينع من برد الشباب الأنضر (1) ، فجلنا فيها يمينا وشمالا، واستخبرنا عن أسرارها صبا وشمالا، ثم مال بنا، أيده الله تعالى، عن هذه المسارح السنية، والمنازل البهية، إلى إحدى ضياعه الحالية، وبقاعه العالية، فحللناها والأيم قد عري من جلبابه، واليوم قد اكتهل بعد شبابه، فنزلنا في قصور يقصر عنها جعفري جعفر (2) ، وقصور بني الأصفر، تهدي من لباتها بردا محبرا، وتبدي من شذاها مسكا وعنبرا، قد لاحت من جوانبها نجوم أكواس لو رآها أبو نواس لجعلها شعاره، ووقف على نعتها أشعاره،ولم يتخذ سواها نجعة، ولا نبه خماره بعد هجعة، فتعاطيناها والسعد لنا خادم، وما غير السرور
(660)
علينا قادم، وخدود سقاتها قد اكتست من سناها، وقدودهم تتهيل علينا بجناها، ونحن بين سكر وصحو، وإثبات لها ومحو، وإصاخة إلى بم وزير، والتفاتة إلى ملك ووزير، إلى أن ولى النهار فحيانا، وأقبل الليل المميت فأحيانا، فوصلنا بلهو وقصف، وعيش يتجاوز كل وصف، فكأن يومنا مقيم،أو كأن ليلنا من الظلام عقيم؛ ولما سل الفجر حسامه، وأبدى لعبوس الليل ابتسامه، وجاء يختال اختيالا، ويمحو من بقايا الليل نيالا، قمنا نتنادب للمسير، وكلنا في يد النشوة أسير، فسرنا والملك الأجل يقدمنا، والأيام تخدمنا فلا زالت الأيام به زاهية، وعن سواه لاهية، ما عمر وكرا عقاب، وكان للشهور غرر وأعقاب، انتهى.
__________
(1) هذه رواية ق ك ج ط؛ وفي دوزي: الأخضر.
(2) يعني جعفرا المتوكل وقصره المسمى بالجعفري.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|