مفهوم التحليل العاملي للبيئة What is Factorial Ecology

إن اصطلاح التحليل العاملي للبيئة قد استخدم ليصف ذلك النوع من الدراسات البيئية التي تستخدم الأسلوب الاحصائي المعروف باسم التحليل العاملي في تطبيقاتها ، أن هذا النوع من الدراسات هو امتداد وتطوير لدراسات كانت بدورها امتداد لجهود رواد مدرسة شيكاغو واصحاب نظرية " ايكولوجية المدن" أو أصحاب " النظرية البيئية التقليدية " The Classical Ecological Theory التي كان من روادها " روبرت بارك " ، "منكزي" ، "بيرجس" ، و يمكن استعراضها علي النحو التالي:

- أن أسلوب التحليل العاملي يعرف بأنه وسيلة لدراسة منهج مزيج معقد من العلاقات المتداخلة بين مجموعة من المتغيرات كالخصائص الاقتصادية والاجتماعية والسكانية وخصائص المسكن، هذه الخصائص تمثل المتغيرات التي يمكن قياسها المناطق مختلفة من المدينة، ويهدف هذا الأسلوب الإحصائي إلي تلخيص العلاقات المهمة في عدد محدود من الأنماط أو الأبعاد أو العوامل ، كما يمكن تطبيق هذا الأسلوب الإحصائي من أجل اكتشاف محتوي المنطقة وبنائها من أجل وضع للمفاهيم غير المعروفة وتصنيف المعلومات واختصارها ومن أجل القضاء على أسباب المظاهر السيئة ، وكذلك من أجل تحويل المعلومات ووصف التفاعلات وبناء النظريات وفحصها ، الدراسات ذات الطبيعة الجغرافية التي استخدمت هذا الأسلوب قد بدأ بها بعض علماء الاجتماع في أوقات مبكرة ، إلا أن عددا كبيرا من الجغرافيين قد قام بتطبيق هذا الأسلوب الإحصائي حديثا في دراسات تتعلق بتصنيف المدن ودراسة البناء الداخلي لها بشكل خاص. • أن التحليل العاملي يتم تطبيقه في دراسات التركيب الداخلي للمدينة من أجل معرفة الاختلافات المكانية فيها كان قد شاع استخدامه في الجغرافية ، وقد ازداد تطبيق هذا الأسلوب الإحصائي في دراسات المدن منذ مطلع الستينيات من القرن الماضي، وقد اشتملت هذه الدراسات علي تحليل التباين والاختلاف لإبعاد تركيبية وأنماط مكانية لظواهر متعددة ، وبشكل رئيسي اشتملت هذه المتغيرات المتعلقة بالسكان وخصائص المساكن.

- أن دراسات تحليل البيئة العاملية تستدعي توافر عدد من المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسكانية لعدد من المناطق داخل المدينة كالوحدات الإحصائية Census Tract، وتهدف هذه الدراسات إلي اختصار عدد المتغيرات وبخاصة تلك التي تتشابه قيمتها أو تتقارب ، وتشكيل مجموعات من هذه المتغيرات ، وكل مجموعة ترتبط مع عامل أو بعد معين ، هذه العوامل والأبعاد هي التي تساعد في تفسير التركيب الاجتماعي والسكاني للمدينة ، بحيث تختلف بعض المناطق في المدينة عن غيرها حسب هذه العوامل ، وبعد ذلك يمكن تجميع تلك المناطق التي تتميز بالخصائص السكانية والاقتصادية والاجتماعية المتشابهة لتكون امتدادا مكانية معنية يختلف عن غيره من المناطق الأخرى ، ويتم ذلك بواسطة عمل خريطة لما يعرف " بالدرجات المعيارية " Factor Scores تلك الدرجات التي تبين ارتباط تلك المناطق بالأبعاد الثلاثية ، وبذلك فإن الاختلاف والتباين في التركيب الاجتماعي لسكان المدينة يمكن تفسيره بواسطة هذه الأبعاد التي تنتظم المتغيرات أو العوامل حسبها ، فمثل هذه المشاهدات (تم) ويتم حسابها من قيم معاملات الارتباط بين كل زوج من الأزواج المختلفة لهذه المتغيرات ، وعند ترتيب هذه القيم في شكل مربع كل صف أو عمود (فيه يحتوي على معاملات الارتباط بين متغيرين أحدهما يمثل أحد الاختبارات مع باقي المتغيرات الأخرى فإن هذا الشكل يطلق عليه وتظل الخلايا في ، (Correlation Matrix (R-matrix مصفوفة معاملات الارتباط القطر الرئيسي لهذه المصفوفة) والتي تقع على المحور من أعلى اليسار إلى أسفل اليمين (فارغة) أو مساوية للواحد الصحيح ( نظرا لأن كل منها يمثل قيمة معامل الارتباط بين متغير مع نفسه ، ولكن باقي الخلايا الأخرى سوف تحتوي على قيم معاملات الارتباط للاختبار الممثل بالصف الذي تقع به تلك الخليلة مع الاختبارR-matrix الممثل بالعمود الذي تقع به الخلية ، وتعتبر مصفوفة معاملات الارتباط نقطة بداية لعدد كبير من الأساليب الإحصائية ولكننا في هذا الفصل سوف نتعامل Factor Analysis مع أحد هذه الأساليب وهو التحليل العاملي إن وجود تجمعات المتغيرات المترابطة فيما بينها من بين عدد كبير من بظهورR-matrix المتغيرات والذي يتضح من مصفوفة معاملات الارتباط تجمعات متغيرات بقيم مرتفعة لمعاملات الارتباط يمكن أن يفسر على أن كل مجموعة من المتغيرات تمثل بعد نفسي معين أو قدرات من نوع متجانس، وإذا تعاملنا على أساس نظرية علم النفس البريطانية التقليدية المتعلقة بالقدرات العقلية فسوف يكون هناك أبعاد نفسية أقل بكثير من عدد الاختبارات التي يمكن إجراءها ، والهدف من إجراء التحليل العاملي سيكون استدراك وتمييز الأبعاد المحدودة والتي يفترض أن تشكل العديد من التصرفات أو المهام وذلك بطرق كمية ، وتعتبر التي ينتجها أسلوب التحليل العاملي متغيرات رياضية يمكن النظر factors العوامل إليها على أنها محاور تصنيف يمكن من خلالها أن تتجمع المعلومات المكتسبة من الاختبارات المختلفة والتي يطلق عليها " بطارية الاختبارات" ، وكلما كانت قيمة المتغير على loading المحور للمتغير والتي سيشار إليها بتشبع العامل كبيرة كلما ازدادت أهمية العامل في التأثير على العلاقات بين المتغيرات و الاختبارات الأخرى في المجموعة ، هندسية على أنه محور تصنيف factor وعلى ذلك يمكن تفسير العامل في نظام محوري) إحداثيات (يتم بالنسبة إليه تمثيل classificatory axisالاختبارات بنقاط في الفراغ ، له أيضا تفسير جبري أو factor وعلى الرغم من ذلك فإن تعبير العامل رياضي كدالة خطية في القيم المشاهدة والتي يحصل عليها الأشخاص في مجموعة الاختبارات)، وهو ما يدل على أن تشبع الاختبار على العامل من وجهة نظر هندسية هو عبارة عن إحداثي الاختبار كنقطة على محور هذا العامل ، ولكن من وجهة النظر الرياضية الثانية فإن هذا المحور يمثل عامل له تشبع عبارة عن قيمة معامل الارتباط بين قيم الاختبار وقيم العامل عند استخدام أسلوب التحليل العاملي) ، وهناك فرضية رئيسة وهي أن العوامل الرياضية تمثل متغيرات كامنة ضمنية وهي الأبعاد السيكولوجية التي يمكن تحديد طبيعتها فقط عن طريق فحص طبيعة المتغيرات التي لها إحداثيات مرتفعة على أي من المحاور، ويجدر بالذكر منذ البداية أن هذه الفرضية مثيرة للجدل.

- وغني عن البيان أن موضوع التحليل العاملي لا يعتبر أحد الموضوعات البدائية

في علم الإحصاء ، بل هو أحد الموضوعات المتقدمة ، ولذلك فإن مخرجات من نتائج التحليل العاملي غنية بالتعبيرات الإحصائية الفنية المتقدمة ، ويمكن العودة لتفسير أي من هذه المصطلحات في أحد المراجع الهامة التي تقدم التفاصيل Kim and الكاملة لهذا الموضوع والتفسيرات السهلة لجميع هذه التعبيرات مثل Tabachnick and Fiedell 1978، وكذلك Mueller 1996.