أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-6-2021
1242
التاريخ: 23/9/2022
1047
التاريخ: 2-2-2016
2753
التاريخ: 30/10/2022
707
|
الوظيفة الدفاعية: لقد عرفت معظم المدن في كل العصور الحاجة إلى الدفاع والحماية فيها من أخطار الغزوات القبلية أو الأسرية أو الإقليمية، فلجأت إلى التحصين وبالأسوار المحيطة ، ومن هناك كان السور أو الحائط، هذا الدرع الحجري وبوابته ظاهرة مشتركة بين أغلب المدن في الماضي، بل وحتى وقت قريب, أما بالنسبة إلى الموضع فإن الوظيفة الحربية تنتخب لمدنها أيضا مواضع معينة بحيث يتوفر فيها الحد الأقصى من الحماية والأدنى من الأخطار، إن أهمية الموضع تضاهي أهمية الموقع في الوظيفة الحربية ، وذلك لأن وجود مواقع استراتيجية جيدة ، دون أن تتوفر فيها مواضع جيدة قد يمنع قيام المدن الحربية ، ويتوفر الموضع الممتاز في المناطق التي يكثر فيها الاختلاف في الأشكال الأرضية ، كان يقوم تل أو جبل منفرد من المرتفعات المنعزلة أو النتوءات البركانية أو الروابي والبروزات الصخرية في وسط سهل منبسط ، ومن أمثلة ذلك مدن قمم التلال الشائعة الوجود في حوض البحر المتوسط، هذا وقد يكمن الاختلاف في الأشكال الأرضية، ومعظم مواضع الممرات الجبلية تستمر أهميتها الحربية ، وقد يحدث الاختلاف من انقطاع اليابس بماء المستنقعات، أو بالعكس بانقطاع الماء باليابس، كالجزر في وسط البحيرات، كما في فنلندة، ولابد في نهاية هذا القسم من القول بأن تطور الفنون العسكرية الحربية قد غيرت كثيرا من قيمة المدفع .
التي تطلب أن يكون عنصر سهولة الدفاع عاملا هاما جدا ، ولذلك كانت المواضع التي يتوافر هذا الشرط هي مواضع معينة لعدد كبير جدا من المدن وهناك نوعان من مواضع الحماية ، بري ومائي ، فأما البري فهو أساسا الربوة أو التل تحف به العوائق والانحدار الشديد ، وتدعمه خرائط المدينة الصناعية ( أثينا - مدريد - أدنبرة ) أما الحماية المائية فتبدو واضحة في مئات المدن القائمة علي ضفاف الأنهار لأن الحاجز المائي يعطي حماية من جانب واحد على الأقل ، وليس أدل علي ذلك من أن الحماية التي صحبت الاستعمار تنشئ مدنها عادة ضفاف الأنهار ، ويوضحها أخيرة التغلغل الأوربي في أمريكا من ناحية الساحل الأطلنطي حيث فضل باستمرار قيام المدن علي الضفاف الشرقية للأنهار، وعلي النهر أنواع مختلفة من مواضع الحماية، فهناك التعرجات النهرية، ومواضع التقاء الأنهار كمدينة الخرطوم، وهناك الجزر النهرية، ثم أخيرا المواضع المنخفضة علي جانبي النهر حيث تحميها المستنقعات مثل مدن شمال إيطاليا وأمستردام في هولندا، وارسو في بولندة .
ولكن الوظيفة الحربية في هذا كله ليست إلا وظيفة لاحقة كوسيلة تؤمن حياة المدينة في وظيفتها أو وظائفها الأولية ، ولا يكفي هذا لأن يجعل منها مدنا حربية ، فالمدن الحربية هي تلك التي قامت أساسا لغرض حربي بحت ، بحيث تمثل الوظيفة الحربية فيها الأساس الأول ، وعلى العموم فإن الوظيفة الحربية سواء أولية أو ثانوية ، توجد غالبا في أصول كثير من المدن ، فلقد تجمع السكان وتقاربوا منذ البداية ليحسنوا الدفاع عن أنفسهم ، أي أن الدفاع يحتاج ويدعو إلى التجمع المدني.
ويمكن ملاحظة العديد من أنواع المدن الحربية وهي :
1- المدن الحربية البرية : تنتخب الوظيفة الحربية لمدنها مواقع معينة ، فأساسا تظهر المدن الحربية في مناطق الخطر وهي الحدود ، وتنتخب من مناطق الحدود أكثرها استراتيجية الأغراض الدفاع أو الهجوم ، والمواقع الاستراتيجية هذه تكون إما عند ملاقي الأنهار أو على طرق الغزوات الرئيسة كما تحددها خطوط التضاريس الكبرى المدخل الأنهار والفتحات الجبلية ، ومن الأمثلة على ذلك مدينة أسوان في مصر ، بنجوين في محافظة السليمانية وحاج عمران في محافظة اربيل ، وخانقين في محافظة ميالي على الحدود الإيرانية والتي استهدفتها إيران في هجماتها على العراق في عامي 1982 ، 1983 ومن الأمثلة كذلك مدينة بلفور عند بوابة بورجوني Bourgayne بين الفوج والجورا ومدينة بونا Poone في الغات الغربية ( الهند ).
2- أما الثانية الموانئ الحربية البحرية : وهي إما أن تكون بمثابة نقطة ارتكاز وهي على نوعين إما ساحلية أو جزرية وتتخذ كمراكز للتوغل في إقليم مستعمر كميناء الجزائر الذي لعب هذا الدور في منتصف القرن التاسع عشر والدار البيضاء في أوائل القرن العشرين ، أما مواني الارتكاز الجزرية : فلها أهمية كبيرة أيضا لأنها تحتل مناطق استراتيجية على شرايين المواصلات بين مناطق المعمورة أي على طرق الملاحة العالمية ، ومن هنا ترتبط موانئ الارتكاز بالاستعمار عبر البحار مثل جبل طارق ، مالطة ، عدن ، سنغافورة ، هونج كونج .
وتنشأ موانئ الواجهات البحرية من قبل الدول التي تمتلك واجهات بحرية مكشوفة فتكون بمثابة الحصون على الحدود ، ولهذا فهي ترتبط بالدفاع الوطني عكس موانئ الارتكاز التي ترتبط بالاستعمار عبر البحار ، ومن الأمثلة على ذلك الهافرفي فرنسا والفيرول في أسبانيا وساوتها مبتن في انجلترا. تكاثرت المدن الحربية زمنا حين سادت الوظيفة الحربية ، والحرب في تاريخ البشرية ترسم منحنى محدد السلوك ، فهي متعددة متواترة بدء التاريخ، وتقل وتتباعد بالتدريج على العصور .
وتتخب الوظيفة الحربية لمدنها مواضع معينة ، وكما تدور كل شروط الموقع حول الاستراتيجية تدور كل شروط الموضع حول فكرة التكتيك ، فالموضع الحربي ينبغي أن يكون أساسا نقطة قوية أي توفر الحد الأقصى من إمكانيات ومناورات الهجوم والدفاع أي الحد الأقصى من الحماية والأدنى من الأخطار ، وربما كان الموضع أكثر أهمية بالنسبة للوظيفة الحربية منه في أي وظيفة أخرى ، بل ربما كانت هذه الوظيفة هي الوحيدة بين الوظائف التي يعادل فيها الموقع من حيث الأهمية .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|