الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
تعريف جغرافية المدن
المؤلف: عمرمحمد علي محمد
المصدر: جغرافية المدن
الجزء والصفحة: ص15ـ 19
2024-08-03
611
لم يتفق الباحثون على تعريف محدد للمدينة وإن كانت المدينة كمظهر عمراني مألوف يمكن تمييزها عن القرية بوضوح سواء في شكلها المورفولوجي الخارجي أو في وظائفها أو حتى نموها وتطورها التاريخي ، ومع ذلك فليست هناك قاعدة محددة يمكن أن تحدد بواسطتها تعريف المدينة وإن كانت هناك آراء كثيرة قد قيلت في هذا الصدد ، وعلى العموم تتفق آراء الباحثين على أن المدينة هي مركز التركز السكاني والعمل والترفيه .
• فهي وحدة عمرانية ذات تكامل وظيفي ، لا تشمل قطاع الزراعة فحسب (كما في الريف) بل تتعداه للصناعة والتبادل التجاري والصناعات الثقيلة ، وتجارة القطاعين الخاص والعام، والحرف وكل ماله علاقة بوصول تطورها إلى العالمية وتسمى هذه الصناعات بالصناعات الحضرية.
• ويصف (ديكنسون) المدينة بأنها محلة عمرانية متكدسة ، يعمل أغلب سكانها بحرف غير زراعية كتجارة القطاعي والصناعة والتجارة.
•أما (عاطف غيث) فيعرف المدينة على أنها المكان الذي يعمل أغلب سكانه في مهن غير زراعية ، وما يجعل المدينة شيئاً محدداً ، هو ذلك التكامل الوظيفي لعناصرها المختلفة على هيئة وحدة كلية.
• تاريخياً : عرّف (لويس ممفورد) المدينة بأنها حقيقة تراكمية في المكان والزمان ، ويمكن استقراء تاريخها من مجموعة التراكمات التاريخية ، والأخذ بالمبدأ التاريخي الذي يقول أن المدينة تاريخ قديم ، وأن التعرف عليها يتم من خلال الشواهد العمرانية القديمة ، وبالتالي فإن الحكم عليها من هذا المنطلق غيرمقبول .
ويعد الاهتمام بدراسة جغرافية المدن أكثر وضوحاً ، وذلك نتيجة لاتجاه سكان العالم نحو سكنى المدن في مختلف الأقطار، ومن ثم تناقص نسبة سكان الريف ، مما يوحي بأن سكان العالم في طريقهم ليتحولوا جميعاً إلى سكان مدن ، فمع بداية القرن الحادي والعشرين أصبح نصف سكان العالم يعيشون في المدن ، ويتزايد الاتجاه للسكن في المدن في قارتي أفريقيا وآسيا التي ستضمان معظم المدن الكبرى العالمية في 2030 الذي سوف يشهد إقامة نحو 60% من سكان العالم في المدن ، وهذا معناه أن خمسة مليارات إنسان سيعيشون في المدن من أصل ثمانية مليارات نسمة هم سكان العالم في ذلك العام .غير أن جغرافية المدن شأنها في ذلك شأن كثير من الفروع الجغرافية بدأت مرحلة جديدة بعد الحرب العالمية الثانية معتمدة على بعض الأساليب الحديثة خاصة الأساليب الكمية في تحليل المواقع والتباعد والتركيب بهدف الوصول إلى تحديد أقاليم المدن توطئة لوضع تخطيط شامل لهذه المدن في الحاضر والمستقبل ، وبناءً عليه فإن جغرافية المدن تهتم بدراسة ما يلي :
أـ نشأة المدينة وتطورها والمراحل المختلفة التي مر بها هذا التطور والعوامل الرئيسية التي أسهمت في ذلك .
ب ـ بيئة المدينة من حيث موقعها وموضعها والمؤثرات الجغرافية في امتداد محاورالنمو بها وظروفها المناخية وخاصة المناخ المحلي .
ت ـ سكان المدينة جغرافياً وديموغرافياً : أي دراسة توزيع السكان على رقعة المدينة ومؤثرات هذا التوزيع ثم نمو السكان وتركيبهم العمري النوعي والاقتصادي وغير ذلك من مظاهر التركيب الديموغرافي .
ث- التركيب الوظيفي للمدينة ، وتقسيمها إلى أحياء ذات صفات مشتركة وتحديد هذه الأحياء حسب وظيفتها الرئيسة .
ج- إقليم المدينة : أي علاقتها ببيئتها المجاورة ومظاهر تأثير المدينة في هذه البيئة وتأثير البيئة فيها .
بالرغم من كثرة العلماء المهتمين بتعريف المدينة إلا أنهم لم يعطوا تعريفا واضحا لها ، ذلك أن ما ينطبق على مدينة لا ينطبق على مدينة أخرى ، لأنها عرفت باختصاصات متعددة حسب وجهة نظر مختلف الباحثين ، فمنهم من فسر المدن في ضوء ثنائيات تقابل بين المجتمع الريفي والحضري، ومنهم من فسرها في ضوء العوامل الإيكولوجية ، ومنهم من تناولها في ضوء القيم الثقافية ، ولهذا تتعدد تعريفات المدن أو معايير تحديدها كما سبق ذكره في الموضوع الأول
• إحصائياً : تشير الإحصائيات إلى أن كثافة أكثر من 10000 شخص في الميل المربع الواحد تشير إلى وجود مدينة بحسب رأي مارك جيفرسون .
• قانونياً: : هي المكان الذي يصدر فيه اسم المدينة عن طريق إعلان أو وثيقة رسمية.
• حجمياً : فقد عرفت المدينة في ضوء عدد السكان ولقد أجمعت بعض الهيئات الدولية على أن المكان الذي يعيش فيه أكثر من 20000 نسمة فأكثر يعتبر مدينة ، أما في أميركا فقد اعتبرت أكثر من 2500 نسمة يشكلون مدينة ، أما في فرنسا فأكثر من 2000 نسمة يحددون مدينة ، وكذلك في سوري فإنهم يعتبرون 2000 نسمة تشكل مدينة .
• اجتماعياً : المدينة ظاهرة اجتماعية ، وهي ليست مجرد تجمعات من الناس برأي (روبرت بارك) مع ما يجعل حياتهم معاً أمراً ممكنا ، بل هي اتجاه عقلي ومجموعة من العادات والتقاليد إلى جانب تلك الاتجاهات والعواطف المتأصلة في هذه العادات ، والتي تنتقل عن طريق هذه التقاليد ، وهي في النهاية مكان إقامة طبيعي للإنسان المتمدن ، ولهذا السبب تعتبر منطقة ثقافية ، تتميز بنمطها الثقافي المتميز.
• موقعياً : تنشأ المدن في مواقع مختارة تتمتع بأفضليتها عن سواها من المدن ، ويرى الجغرافيون أن المدينة حقيقة مادية مرئية من اللاندسكيب ، يمكن تحديدها والتعرف عليها بمظهر مبانيها وكتلتها وطبيعة شوارعها ومؤسساتها وكذلك تفردها بخط سماء (skyline) مميز ، وبصورة جانبية Urban Profile.
وعلى العموم تتفق آراء الباحثين على أن المدينة هي مركز التركز السكاني والعمل والترفيه ، كذلك تشترك هذه الآراء في أن هناك حدا أدنى للحجم السكاني الذي تعرف المدينة على أساسه وإن كانت الآراء قد اختلفت في ماهية هذا الحجم السكاني وعلى سبيل المثال يعد المركز العمراني في الولايات المتحدة مركزاً حضرياً إذا كان عدد سكانه 2500 نسمة فأكثر بينما يرتفع هذا الرقم إلى 30.000 نسمة في اليابان .
وعلى العموم فإن الحجم السكاني يعد عنصرا مشتركا في كثير من الآراء التي قيلت في تعريف المدينة، وهو بدوره متباين إلى حد كبير بين الدول بعضها البعض ، بل يتفاوت التعريف في الدولة نفسها من فترة زمنية لأخرى ، ففي الولايات المتحدة كانت المدينة في الفترة من سنة 1880 ـ سنة 1900 تعرف على أنها تلك المحلة العمرانية التي يسكنها أكثر من 4000 نسمة ولكن من سنة 1900 اتخذت الرقم 2500 نسمة كحد أدنى لتصنيف المدن ، أما في فرنسا والمانيا فإن المدن هي التي يزيد عدد السكان في كل منها على 2000 نسمة . ولعل في اختلاف الدول العربية مثلاً في تعريف المدينة ما يدل على الفكرة السابقة ، ففي مصر يقتصر تعريف المدينة على الوظيفة الإدارية التي تؤديها فقط ولذا فإن المدن المصرية كما ورد في تعدادات السكان الأخيرة هي عواصم المحافظات وعواصم المراكز وتسير سوريا على نفس التعريف ، والأردن يعتبر عدد السكان 10000 نسمة حدا أدنى لتعريف المدن به ، ولذلك فإن اختلاف التعريف بين الدول يجعل من الصعب عقد مقارنات دولية لتحديد سكان الحضر بدقة ومع ذلك فإن هذه المقارنة يمكن أن تتم في ضوء التعاريف المحلية المستخدمة لكل دولة. وتختلف كثافة السكان بالمدن اختلافاً كبيراً ، فأكبر مدن العالم لندن وطوكيو ونيويورك يتراوح متوسط الكثافة السكانية بها بين 24.000 إلى 30.000 نسمة في الميل المربع وتزيد الكثافة داخل المدن حتى تصل إلى 85.000 نسمة / ميل2، كما هي الحال في جزيرة مانهاتن في نيويورك ، ثم ما تلبث الكثافة أن تقل بالتدريج نحو الأطراف.
ويؤدي تزاحم السكان بالمدن إلى استغلال المناطق الفسيحة سواء فوق سطح الأرض أو تحت هذا السطح ، وقد أدى ذلك إلى ظاهرة ناطحات السحاب التي تميز شيكاغو ونيويورك مثلا ، والتي أدى نشاطها الحالي إلى الضغط على وسائل المواصلات التي وجدت متنفسا لها في الأنفاق السفلية.
وفي إنجلترا تكاثر عدد المهتمين بجغرافية المدن التطبيقية للمساهمة في استغلال الأرض وتخطيط المدن وأصبح هناك عدد كبير من الجغرافيين المحترفين في وزارات الإسكان والحكم المحلي يعملون جنباً إلى جنب مع المهندسين والمساحين في التخطيط وذلك للإسهام في وضع خطة عمرانية تراعي إعادة توزيع السكان في ضوء توزيع المراكز العمرانية واتجاه النمو في الإقليم ، بغية تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية للتخطيط الإقليمي .
وفي الدول العربية في حاجة ماسة إلى إدراك حقيقة تخطيط المدن والأقاليم وأسسه الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية ، ولا يمكن أن يتم ذلك بالصورة المنشودة إلا بالتعاون الكامل بين المهندسين من ناحية والجغرافي والاجتماعي والاقتصادي من ناحية أخرى في صورة هيئة مشتركة ، بل ينبغي أن يكون لكل مدينة مكتب تخطيط مشترك يشمل المهندس والجغرافي والاجتماعي ، ويكون من واجبه إجراء مسح جغرافي شامل للمدينة وإقليمها كنقطة البدء في أي تخطيط مستقبلي لها.