أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-8-2020
2038
التاريخ: 15-8-2021
2382
التاريخ: 16-8-2021
1706
التاريخ: 12/10/2022
1353
|
الاتجاهات الحديثة في عناصر الفصل
أدركت كثير من الصحف في الدول المتقدمة - ولا سيما مع ارتقاء المهنية الصحفية - أن استخدام عناصر الفصل التقليدية، وبالذات مع الإسراف فيها، يؤدي إلى العديد من العيوب التي تتنافى مع وظائف الإخراج الصحفي، كعمل هذه العناصر على تقليل مساحات الصفحات من جراء استهلاكها لأجزاء منها، إضافة إلى عمل الصحف على تصغير اتساعات المتون خوفاً من اصطدام نهاياتها بعناصر الفصل المستخدمة، كذلك استئثار بعض هذه العناصر في حال العناية بها باهتمام القراء على حساب المهام الوظيفية التي يتعين عليها أداؤها مع حد هذه الوسائل من البياض الواجب توافره بين أعمدة الوحدة الطباعية، وبينها وبين غيرها من الوحدات، ولقد أدى هذا الإدراك إلى سعي الصحف لاستحداث بعض العناصر التقليدية القادرة على أداء دور العناصر غير التقليدية حيث توصلت الصحف إلى اكتشاف بعض الاتجاهات الحديثة التي يمكن الإفادة منها في هذا المجال، مع التأكيد على أن التحول إلى هذه الاتجاهات لا يمكن أن يتأتى بسهولة، ذلك أن هذا التحول نحو الاتجاهات الحديثة يحتاج إلى تغيير في السياسة العامة للصحيفة برمتها، من خلال تأثيراتها في طبيعتها الإخراجية، مع وجوب تهيئة القراء لاستيعاب متطلبات هذا التحول للاتساق معها تبعاً لكون القراء هم الهدف الأول لهذه التغييرات، وتقوم الاتجاهات الحديثة في هذا المجال على الإفادة من العناصر التالية :
- المساحات البيضاء : يتيح البياض الذي يترك بين الوحدات المستقلة قدراً من الفصل يتناسب مع وظيفته في هذا الاتجاه، ولاسيما مع تعذر قدرته على الاستحواذ على اهتمام القرام لذاته، وتوافق وجوده مع المسرى الطبيعي لحركة العين، حيث لا تعوق المساحات البيضاء أعين القراء أثناء تنقلها في اتجاهها الطبيعي لإستكمال الاطلاع على بقية الوحدات المنشورة، كما يؤدي البياض الناتج عن ترك هذه المساحات خالية إلى إضاءة الصفحة بما يكسب محتوياتها درجة عالية من الوضوح، تسهل استيعاب القراء لها كما يعمل البياض على تحقيق الهدوء والبساطة في مظهر الصفحات.
ورغم أهمية البياض كوسيلة من وسائل الفصل الحديثة، إلا أنه ينبغي التنبه إلى أن مدى قدرته على الوفاء بدوره ترتبط بالكم المستخدم منه، بحيث يجب ألا يقل البياض حتى لا تتداخل الوحدات وألا يزيد بحيث يبدو الانفصال ظاهراً بين الوحدات المكونة للصفحة، إضافة إلى ضرورة تقنين توزيع هذه المساحات البيضاء لتشمل كل أجزاء الصفحة، وذلك وفقاً لأسس ثابتة .
- العناوين : تؤدي العناوين مهمة الفصل بين الوحدات من خلال زيادة أحجام الحروف المستخدمة في بنائها، مع ترك مساحة بيضاء تعلوها، لتحقيق جذب الانتباه إليها، لتبدو وحدتها مستقلة عن الوحدات الأخرى المكونة للصفحة وبالذات الوحدة المجاورة لها من الوضع الرأسي.
- الصور : تبدو قدرة الصور على تحقيق الفصل من خلال نشرها مكونة لإحدى الوحدات، بحيث تقع على طرفها، لتشكل فاصلا بين هذه الوحدة وما يجاورها من الوحدات، مع التنبه إلى ضرورة مراعاة أن يكون اتجاه الحركة داخل الصورة يشير إلى الوحدة التي تشترك في بنائها، وأن تترك مساحة بيضاء مناسبة بين الصورة والوحدة الطباعية الأخرى .
ورغم الإشارة إلى أن هذه العناصر تمثل اتجاها جديداً في وسائل الفصل بين الوحدات الطباعية، إلا أن ثمة عجزاً ينتاب قدرتها على القيام بذلك، نظرأ لما يلي :
- عدم قدرتها على التحديد الدقيق للحدود الفاصلة بين الوحدات.
تبعاً لأهمية وجود ما يشير إلى انتهاء الوحدة الطباعية حتى لا تواصل العين قراءتها لعناصر الوحدة المجاورة لعدم وجود ما يمنع انتقالها، خاصة في ظل استخدام المساحات البيضاء للفصل بين الوحدات.
- عدم قدرتها علي الاستقلال بنفسها على أنها عناصر فصل، ذلك أنه من الواجب في ظل هذا الاتجاه الاستعانة ببعض الإشارات، أو العلامات التي يمكن أن تنتجها أجهزة الصف أو الإخراج الآلي لتحديد بدايات ونهايات الوحدات الطباعية، بحيث توضع عند بداية الفقرة الأولى من المتن وعند نهاية الفقرة الأخيرة منه، وذلك مثل الحروف الاستهلالية أو شعار الجريدة أو المربعات أو غيرها .
- من المهم التأكيد على أن هذا الاتجاه ليس أمراً سهلا بحيث يمكن للمخرج أن يقر العمل به، ذلك أن هذا الأمر يحتاج إلى تغيير السياسة الاخراجية للجريدة، التي تعد جزءاً من شخصيتها من خلال العمل وفقاً لأسلوب الكتل أو الوحدات المتعامدة التي تقوم على إلغاء الزوايا، بحيث تصف متون الوحدات الطباعية وفقاً لاتساعات متساوية من الناحيتين الرأسية والأفقية، بحيث يسهل إحلال المساحات البيضاء محل الجداول والفواصل، كما أن هذا العمل يحتاج إلى دراسات، حتى يمكن إقرار العمل به تبعاً لمدى تقبل القراء له، مع التدرج في استخدامه وحتى يتحقق هذا الأمر فإنه من الواجب النظر إلى العديد من الاعتبارات التي تكفل الاستخدام الأمثل للعناصر التقليدية للفصل، وذلك على النحو التالي :
- استخدام الخطوط المستقيمة التي تحقق أكبر قدر من البياض حولها مع تحقيق دورها في مجال الفصل، بحيث لا يتعدى سمك الخط المستخدم ٢ مم، ذلك تبعاً لقدرة هذا الخط الرفيع على أداء وظيفة الفصل من خلال دوره في إرشاد البصر، وتأكيد نهاية الوحدات مع قدرته على حصر الوحدات المراد إبرازها.
- التوظيف الدقيق للأنواع المختلفة من خلال رفع معدل الأداء الوظيفي لها، مع الحرص على تنوع أشكال الجداول والفواصل والإطارات، كأن يستقل كل منها بشكل متميز .
- العمل على ترشيد استخدام هذه الوسائل، والإقبال على استخدام المساحات البيضاء لأداء دور الفصل متى كان ذلك ممكناً .
- محاولة عدم تجاور أكثر من خط للفصل، مع العمل على الاستفتاء عن الفواصل الواقعة أسفل الوحدات التحريرية، وذلك عند التقائها بالوحدات الإعلانية الواقعة داخل أطر .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|