المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

مرحلة ما قبل الاقتران
2024-09-25
المذهب البغدادي
12-08-2015
مصاديق من تشريع الرسول (صلى الله عليه واله)
10-1-2019
نظام التقييم الخاص بمدى المطابقة لمعايير التميز المؤسسي
30/10/2022
Activities, achievements and accomplishments
4-2-2022
منطقة فراونهوفر Fraunhofer region
28-5-2019


الحب بين التخطيط والاندفاع  
  
1665   09:58 صباحاً   التاريخ: 21/9/2022
المؤلف : حسن علي الجوادي
الكتاب أو المصدر : عشرة موضوعات في حياة الشباب
الجزء والصفحة : ص64 ـ 65
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2018 2049
التاريخ: 13-1-2016 14073
التاريخ: 14-1-2016 1988
التاريخ: 14-1-2016 3059

تمثل ظاهرة الاندفاع في الحب خطراً يهدد العلاقة بين الطرفين، ويغيب التخطيط عن اغلب العلاقات كونه ينتمي الى العقلانية والحسابات الدقيقة، وهي لا تنسجم مع سيل المشاعر والعواطف، ويمكن تمثيل هذا الموضوع بما يأتي:

شاب في مقتبل العمر اول أيامه في الجامعة، شاهد طالبة جامعية للوهلة الأولى، ابدى اعجابه ولم يصرح بذلك، ثم رجع الى البيت واخذه التفكير، في اليوم التالي أخذ يبحث عنها، ثم أعجب مرة أخرى، ويرجع الى البيت ثم ينمو هذا الاعجاب ويأخذ الخيال حريته في صنع هيكل العلاقة العاطفية، ترافق هذه الأيام تغيرات على مستوى الملبس والمظهر الخارجي، وتبدأ سلسلة الأفكار تداهمه بين فترة وأخرى الى ان يصل به الحال للاندفاع للحديث معها ومصارحتها بمشاعره الخاصة تجاهها. الى هنا لم يكن صديقنا يفكر الا بعاطفته ولم يخطط لماذا يريد الارتباط؟ وما الهدف والغاية من بذله الجهد والتفكير؟ ولم اختارها دون غيرها؟ بمجرد ان يضع هذه التساؤلات امامه فانه سينتمي الى طائفة العقلانيين الذين يرون أن الحب بدايته القناعة التامة وليست القناعة السريعة او الزائفة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.