أقرأ أيضاً
التاريخ: 14/9/2022
1129
التاريخ: 13/9/2022
768
التاريخ: 14/9/2022
752
التاريخ: 14/9/2022
1003
|
المخرج والمعالجة التليفزيونية للنصوص
بعد أن يفرغ المخرج من عمليات التخطيط أو التحضير المبدئي وعمل القوائم الخاصة بالخدمات الإنتاجية وإنشاء الديكور والمتطلبات الفنية الأخرى ، يبدأ في تحليل النص تحليلا فاحصة يعينه على أن يتصور في مخيلته المشاهد المختلفة والصورة التي تعبر عن كل كلمة أو موقف أو حادثة أو فعل . إنه يفعل ذلك بطبيعة الحال من خلال عين الكاميرا .. ومن خلال مساحة وشكل شاشة جهاز الاستقبال وما يظهر عليها من لقطات فردية أو ثنائية أو جماعية .. قريبة أو بعيدة ، كبيرة أو متوسطة .. وما أن تتضح أساليب وطرائق المعالجة الفنية أمام المخرج ، حتى يشرع في تصميم مواقع الكاميرات ، مستعينا في ذلك بالتصميم الذي يكون مصمم المناظر قد أعده لأرضية الاستديو ، والذي تظهر عليه مواقع المناظر والأثاث طبقا لمقياس الرسم المستخد..
وفي هذه المرحلة. وعند تعيين موقع الكاميرات. يستعين المخرج ببعض الأدوات لتحديد اللقطات (جهاز يعرف بهذا الاسم أو المنقلة) يرى عن طريقة مجال رؤية العدسة ، وعلى هذا الأساس يكون بوسعه أن يحدد: موقع ومكان الكاميرا ، وفتحة العدسة ، ومجال الرؤية الذي تقع فيه اللقطة . إن هذه المرحلة يجب أن تقتصر فقط على تحديد الخطوط الرئيسية أو المعالجة الرئيسية ، والمراكز الرئيسية الكاميرا ، وتحديد الكاميرات المخصصة لكل منظر وترقيم كل منها (كاميرا رقم واحد . كاميرا رقن اثنان .. وهكذا) .. ويحتاج ذلك إلى تقسيم النص إلى مشاهد مستقلة بالضرورة . إن هذه الخطة المبدئية للإنتاج ، أو خطة الكاميرا كما يطلق عليها في بعض الأحيان، عندما توضع إلى جانب الملاحظات والرسوم التخطيطية الاسكتشات الأخرى، التي يدونها المخرج عادة على هوامش النص لتساعده على تركيب اللقطات .. يشكلان في نهاية الأمر القاعدة الأساسية التي تقوم عليها كافة التجارب (البروفات) بعد ذلك ... وعلى هذا النحو يتم تحليل العروض الضخمة وتقسيمها إلى لقطات في سلسة من المشاهد المتلاحقة.
إلا أننا . وقبل أن نمضي بعيدة عن هذا الموضوع . ينبغي أن نؤكد كثيرة على أن المخرج لن يكون بوسعه أن يحقق نجاحا يذكر في التوصل إلى المعالجة الفنية المبدعة للعرض ، ما لم يدرك ويعي حقيقة دوره ، ويعرف كيف يقرأ وكيف يحلل النص.
فالمخرج وإن كان مفسرة للنص ، إلا أن مهمته لا ينبغي أن تقتصر على مجرد تجسيد ما كتبه المؤلف ، أو مجرد النقل والشرح ، بل يجب أن يدعم قيمة ومثلا وأفكارا، وأن يجسد أهداف النص (أهداف الكاتب) برؤية فنية خلاقة تثير اهتمام المشاهد. وعلى هذا يكون على المخرج عند قراءة النص ودراسته أن يغوص إلى أعماقه بحثا عن تلك الذروة أو الشحنة الانفعالية والفكرية والإنسانية التي كانت سر إلهام الكاتب وسر إبداعه ، وأن يحاول العثور على ذلك الهدف الذي يسعى إليه وأن يدركه ويعبر ويدافع عنه . إن ذلك هو موقف المخرج ورسالته ودوره وواجبه تجاه الجمهور، وهو ما يعبر عنه المخرج الفرنسي (لوي مال) قائلا : إنني أتحول إلى صانع أحلام للجميع ، ولا أكتفى بعرض أحلامي لأحذر الجمهور ، ولكن لأعطيه جرعة قوية تجعله يغير حاضره ومستقبله ، ويكون فكره عما سيفعل في حياته .. أنني أجعله يخرج إلى مجتمعه يغيره ، مجتمع يصنعه هو كما يريد وليس مجتمعة يفرض عليه .. (أنني أدعوه لأن يحول الحلم إلى حقيقة).
وبالرغم من أن المخرج يقرأ النص أكثر من مرة واحدة . إلا أن القراءة الأولى هي التي تشكل الانطباع الأساسي ، وتخلق عالمة متدفقة من الصور التي تظل عالقة في الذهن .. وفي هذه المرحلة يجب أن يكون لديه التصور الكافي لتوقيت العرض وإيقاعه والجو النفسي الذي يحكمه ويسوده ، فيعرف (أي ثقل سيتوفر لكل صورة ، ويعرف حسب مقتضيات الموضوع أي نوع من الإحساس بالوقت سيكتسبه كل مشهد ، وهل يكون بطيئة نسبية أم يكون عنيفة سريعة ) وبالنسبة لتطوير التوقيت بالذات ، يجب أن يتوقع المخرج مقدمة رد فعل المشاهدين بالنسبة لتدفق الصور وأن يخمن الواقع المرئي العام للقطة المنفردة ، وأن يحافظ على اهتمام المشاهد من خلال التطور العام للعرض.
وفي النهاية يمكن القول بأن المخرج إذا أراد صورة واضحة ومعبرة ، فإن عليه أن يعيش مع النص ( وأن تكون لديه آلة عرض تدور داخل مخيلته ).. عليه أن يتصور مقدمة تفاصيل ومضمون كل صورة ستظهر على الشاشة، وموقعها في سياق العرض وتطوره .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|