التسويق المباشر للمرشحين السياسيين

من المعروف أن الحملات السياسية الناجحة تعتمد على تفاعل مجموعة من العوامل الواجب توفرها في المرشح بدرجات متباينة حيث يجب أن يقتنع الأفراد المنتجين بأفضلية هذا المرشح او ذاك ولأسباب ترتبط بقدراته وإمكاناته والاداء السابق له أو لها وقدراتها المستقبلية وتوجهات الفكرية الحالية واللاحقة وكما يلي:

1. الخبرات السابقة يتساءل الكثير من الناخبين عن الخبرات السابقة للمرشح الحكومية منها والأهلية من خلال استعراض مستويات الأداء له ان وجدت في هذا المجال او ذاك. وخاصة القضايا الاقتصادية والاجتماعية والانسانية وغيرها.

2. قدراته الحالية والمستقبلية، ذلك أن الأداء السابق قد يكون مؤشرا قويا على امكاناته المستقبلية فيما لو فاز المرشح بعد اختيار المواطنين له. يضاف إلى ذلك كيفية تصرفاته المتوقعة في حالة الفوز ازاء قضايا سياسية او اقتصادية أو اجتماعية او تشريعية عامة أو محددة.

٣. درجة المصداقية المدركة والتي ترتبط ببساطة شديدة بمجموعة من الأسئلة أهمها من هو هذا المرشح؟ وهل يجب أن أثق به؟ وهل يحب ان اصدق كل ما يقول؟ وهل يمكن الاعتماد عليه؟ أم لا؟

ان إيجاد مصداقية كبيرة لجهة محددة يحتاج إلى جهود حثيثة في الدفاع عن قضايا المستهلك وفي مواقف عديدة ومتنوعة وخلال فترات زمنية ليست بالقصيرة، ومن هنا تأتي حقيقة مصداقية دراسات ومذكرات وآراء حماية المستهلك في كافة الأوساط الحكومية والأهلية. ولا تنسى هنا أن العوامل التي تربط بين المرشح وسماته الشخصية في تحقيق درجة عالية من المصداقية.

كما أن الاستمرارية والتواصل مع المواطنين تؤدي إلى بناء متدرج وتصاعدي المصداقية الجهة او الفرد الذي تطرح او يطرح نفسة لهذا الموقع او ذاك.

4. اما التوجه الفكري للمرشح وهل هو يساري النزعة ام يميني؟ وهل هو وسطي النهج ام انتهازي؟ أم لا؟ وهل لديه ميل ديمقراطية ام انه يميل للمشورة والتحكم او السيطرة ام لا؟ وهل يعتقد باقتصاد السوق المنظم ام اقتصاد السوق الحر او فوضى اقتصاد السوق وهل يؤمن بالاقتصاد الاجتماعي أم لا؟

خلاصة القول هل يمتلك المرشح الخصائص والقدرات التي ترتبط بثوابت الدولة وسياساتها الاقتصادية والاجتماعية ام لا؟

بشكل عام، أن المؤسسات غير الربحية عليها واجب تقديم أسباب او مبررات قوية للجهات المتبرعة حول الدعم او التبرع المطلوب وهو ما هو مختلف عن التسويق المباشر التجاري حيث توفر منتجات ملموسة من الناحية المادية في أغلب الأحيان. كما ان مساعدة الشركات الحكومية والتجارية للجهات غير الربحية محكومة في أغلب الأحيان بدوافع انسانية ونفسية وشخصية، كما أن الجهات التي تتبرع غالية هي من يكرر التبرع في معظم الأحيان. وأخيرا تتطلب عمليات التسويق المباشر للمؤسسات غير الربحية مؤهلات وخبرات طويلة في تحديد وسائل الاتصال المناسبة والمؤثرة والقادرة على اقناع القراء او المتلقين في الجهات المتبرعة بالإضافة إلى أهمية تقديم صور مختلفة من التقدير والشكر للجهات المدعمة.