المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



النزاع والمشاجرة بين الأخوة  
  
1938   11:24 صباحاً   التاريخ: 7/9/2022
المؤلف : د. محمد أيوب شحيمي
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة : ص90 ــ 92
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-7-2018 1997
التاريخ: 2024-02-11 1109
التاريخ: 13-12-2016 1879
التاريخ: 2-8-2022 1779

لا تكاد تخلو أسرة من الأسر التي يجتمع فيها أكثر من طفلين من المشاجرة بين الأخوة هذه المشاجرة التي تعد أمراً طبيعياً، يعود في الغالب إلى عدة أسباب هي في معظمها تافهة في نظر الأهل، فهو إما خلاف على ملكية لعبة من الألعاب أو غرض من الأغراض الشخصية أو أن يُعير الواحد منهم الآخر لتقصيره في دروسه أو لصفة فيه يثيره ويستفضيه فيكون رد الفعل بالمشاجرة والنزاع، أو قد يكون النزاع لفرض سلطة، وخاصة فإن (البكر)، يريد أن تكون له سلطة الأب وعلى باقي الأخوة إطاعته والامتثال لأمره، والأخذ بآرائه.

وغالباً ما يكون الوالدان هما سبب هذا الشجار بتفضيل أحد الأطفال على الآخرين لاعتبارات معينة، لمرضه، لذكائه، ونشاطه الدراسي، لكونه الأصغر، لجماله فيثير ذلك حفيظة الباقين: {فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا}[يوسف: 5].

ويتألم الأهل لذلك، وأكثر ما يزعجهم أن يسمع الجيران أصوات أولادهم، فيتهمون بالفشل في تربية الأولاد، أو يظن الآباء أن الأولاد عندما يكبرون سيكبر معهم الخصام وتتسع شقة الخلاف، وبالتالي فإن هؤلاء الأولاد لن يكونوا متكيفين مع بعضهم ومع الآخرين. فالذي يتشاجر مع أخوته لن يصفو له عيش مع الآخرين - هذا هو الاعتقاد الواهم عند الأهل - والواقع أنه لا داعي للخوف، فعندما يكبر الأولاد سيضمحل الخلاف، وسيتذكرون ذلك بذكريات مقرونة بالدعابة والسخرية من أنفسهم، حتى إنه في بعض الأوساط العائلية يتردد قول عند بعض الأهل، (إن الخلاف والمشاحنة بين الأطفال الصغار تنقلب إلى محبة ومودة في الكبر).

إذن هي ظاهرة طبيعية لا مجال للتخوف من عواقبها طالما أنها لا تزال في الإطار المعقول والمحدود والمتعارف عليه في معظم العائلات، لكن في حالات استفحال هذا الأمر واتخاذه أشكالاً غير مألوفة ومستهجنة تصل في مداها إلى حد الخروج عن الواقع أو قل إلى حد الجنوح. عند ذلك يقتضي دراسة الحالة والبحث على ضوئها في سبل المعالجة.

ومن خلال الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع تبين التالي:

1- الشجار يخف تدريجياً كلما تقدم الأطفال في السن.

2- غالباً ما يحدث الشجار بين الأخوين المتعاقبين (وُلدا على التوالي).

3- البنات أقل ميلاً للمشاجرة من الصبيان.

ويعد بعض الباحثين أن الشجار دليل الحيوية، بينما يرى آخرون أنه دليل على عدم التطبع الاجتماعي الذي يمكن للأهل التوصل إليه بتوجيهاتهم الرشيدة، ويشير هذا الفريق من العلماء وفي حال تكرار الشجار من قبل أحد الأطفال بوجوب مراجعة طبيب الغدد، فغالباً ما تكون الغدة الدرقية سبباً في ذلك، أو سوء التغذية، أو الأرق وقلة النوم أو أي سبب جسماني آخر، وفي هذه الأحوال يبدو الشجار وسيلة سلبية لتصريف الانفعال.

وأحياناً تعود أسباب المشاجرة إلى سوء تكيف الطفل مع المدرسة، (المدرسين، والرفاق) وبما أنه محكوم بنظام مدرسي ويخشى العقاب إذا ما خرج على هذا النظام فهو يقوم بتفريغ هذه الشحنات الانفعالية في البيت ومع الأخوة بالذات، لأن فرص الخلاص من القصاص هي أوفر. ويُحسن أن يتنبه الأهل إلى بعض الوسائل الوقائية في موضوع المشاجرة، وهذه أبرزها:

1- إملاء وقت الطفل بالعمل المفيد، والنافع، سواء كان هذا العمل دراسياً أو ممارسة هواية، (لأن البطالة أم الرذيلة).

2- آن يكون جو المنزل مليئاً بالعطف والحنان والحب.

3- أن تكون اللهجة التي يتخاطب بها الوالدان ودية، وبصوت هادئ.

4- عدم تفضيل طفل على آخر منعاً للحسد والغيرة.

5- الابتعاد عن السخرية والاستخفاف بواحد من الأطفال من قبل والديه أو من باقي أخوته.

6- المحافظة على ملكية الأطفال الخاصة، وعدم التدخل في أعمالهم أو إرغامهم عليها.

7-على الأهل ألا يبدو قلقهم وتبرمهم من الحياة والوضع الاجتماعي والاقتصادي أمام أطفالهم، وعدم الإكثار من الصور السوداوية التشاؤمية، لأن ذلك ينعكس سلباً على الأطفال.

وينصح الأهل بالإضافة إلى ذلك، وفي حال تشاجر الأطفال أن يترك هؤلاء الأطفال أو يعودون على الأقل على حل مشاكلهم بأنفسهم في جو هادئ بإشراف الوالدين، وإذا تدخل الأهل أو المعلمون فليكن تدخلهم، من غير عنف، وعليهم ألا يقابلوا الانفعال الغضبي بانفعال مثله أو أقوى، وإلا أصبحوا هم المشكلة. وفي هذه الحال يتعذر عليهم إصلاح أبنائهم وإعادتهم إلى هدوئهم واتزانهم، لأن - فاقد الشيء لا يعطيه - ونلفت نظر الأهل إلى أنه، (يجب ألا يركزوا على من هو المخطئ في تلك المشاجرات لأنه من النادر أن نجد أو نعثر على الحقيقة، لذلك فالأجدر عدم عقد محكمة داخل البيت للقضاء بين الأطفال)(1).

والأولى بالأهل أن يوقفوا المشاجرة أولاً، وبدون انفعال شديد، ويوجه الأطفال إلى النشاطات النافعة، أو الواجبات المدرسية، ثم ينظر في الأمر الذي تشاجرا من أجله باقتضاب، ويحكم للبريء ويلام المذنب، دون إسهاب في الشرح والتحليل لأن ذلك يعتبر فوق مستوى الأطفال.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ د. عبد اللطيف فرج، مفاهيم أساسية لتربية الأطفال، ص 144. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.