الماء أسم يطلق على الحالة السائلة لمركب الهدروجين والاوكسجين وكان الفلاسفة الأقدمون يعتبرون الماء عنصرة اساسية لكل المواد السائلة وظل هذا الاعتقاد سائدة حتى القرن ۱۸ وفي عام ۱۷۸۱ استطاع العالم الكيميائي البريطاني (هنري كافنديش) (Henry Cavendish) تخليق الماء بحرق الهدروجين في الهواء محدثا فرقعة، وأثبت الفرنسي أنطوان لافوازية (Antoine Lavoisier) أن الماء مركب من الهدروجين والأوكسجين، ثم اكتشف الفرنسي (لويس) والالماني الكسندر فون همبولت بأن الماء يتكون من حجمين من الهدروجين وحجم من الأوكسجين (HS) وتشير المواقع الأثارية الى وجود الجداول والآبار والكهاريز في وادي الرافدين والجزيرة العربية هذا مع العلم أن الأكديين والسومريين قد أتخذو الماء شعارة لهم ، أن السومريون جعلوا من الماء آلهة لهم أسموه (أيا)، وأصبحت إقامة السدود وشق الترع مكتوبة في التاريخ كما في (شريعة حمورابي) شملت نصوصا عديدة حول تنظيم المياه واستعمالاته وصيانته، وأعلنت الأمم المتحدة أن العقد ما بين سنتي (2005- 2015) هو عقد المياه لأجل الحياة (water for Life) وأشار تقرير الأمم المتحدة آن خمس سكان كوكب الأرض يفتقدون المياه الصالحة للشرب بسبب سوء إدارة الموارد إذ يكون نصيب فقراء العالم أقل من (جالونين ونصف من الماء في اليوم، وهو ما يعادل ثلاثين من الاستهلاك اليومي للدول الغنية لان (۷۰%) من سطح الأرض ماء، و(۹۷٫۳ %) منها مياه مالحة في المحيطات والبحار، و (۲٫۷%) مياه عذبة في الأنهار والبحيرات وباطن الأرض جدول (۱۷)، صالحة للاستعمال البشري، و(۹۸٫۹%) فوق كوكبنا بشكل جليد، ويشكل الماء نسبة تصل حوالي (71%) من مساحة الكرة الأرضية ويقدر حجمه بنحو (۲۹۹ مليون ميل مكعب) وان (98%) منها في حالة سائلة كما وتشير الدراسات إلى أن حوالي (97%) من الماء الموجود في العالم غير صالح للاستهلاك بسبب ملوحته والمتبقي والبالغة نسبته (3%) تقريبا مياه عذبة، الا انها غير متوفرة كثيرة لان جزء كبيرة منها اما موجود في تجمعات جليدية أو مخزون على شكل مياه جوفية . ويحصل الإنسان على الماء من مصدرين رئيسين هما المياه الطبيعية التي يتم سحبها من الأنهار والجداول والاهوار والمياه الجوفية التي تسحب من باطن الأرض عن طريق حفر الآبار لتغطية استخداماته المختلفة، حيث يعد الماء من الضروريات الأساسية للعديد من الجوانب الاقتصادية كالصناعة والزراعة والنقل، والجوانب الحياتية كمياه للشرب فضلا عن استخداماته المنزلية الأخرى. وأن الماء حتى في وضعه الطبيعي لا يكون نقيا تماما، فمياه الأمطار تجمع اثناء تساقطها كميات كبيرة من الشوائب الموجود في الغلاف الجوي، لذلك فأن مصطلح التلوث يعني وجود مواد في الماء خارجة عن مركباته. وتعد مسألة تجهيز سكان المدن بمياه الشرب النقية وتزويد الاراضي الزراعية والصناعات المختلفة بالمياه الصالحة للاستعمال والخالية من الشوائب والملوثات من المشاكل المعقدة في الوقت الحاضر، اذ تعد مشكلة قلة المياه ومدى صلاحيتها للاستعمال من المشاكل التي تواجهها ليس المناطق الجافة فحسب وإنما تعانيها المناطق الرطبة ايضا.