المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24
الكاهن الأعظم «لآمون» (رعمسيس نخت) وأسرته
2024-11-24
نقل تماثيل الملك «رعمسيس الرابع»
2024-11-24
الصحافة الأدبية في دول المغرب العربي
2024-11-24
الصحافة الأدبية العربية
2024-11-24



يحيى بن نِزار بن سعيد  
  
2171   09:21 صباحاً   التاريخ: 14-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص635-636
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

 أبو الفضل المنبجي. مولده بمنبج في المحرم سنة ست وثمانين وأربعمائة، قدم دمشق واتصل بالملك العادل نور الدين بن محمود بن زنكي ومدحه بقصائد أجاد فيها، ثم رحل إلى بغداد فتوطنها وأقام بها إلى أن توفي في ليلة الجمعة سادس ذي الحجة سنة أربع وخمسين وخمسمائة، وكان سبب موته أنه وجد في أذنه ثقلا فاستدعى طبيبا من الطرقية فامتص أذنه ليخرج ما فيها من أذى فخرج شيء من مخه فمات لوقته.

 ومن شعره: [البسيط]

 (لو صد عني دلالا أو معاتبة ... لكنت أرجو تلافيه وأعتذر)

 (لكن ملالا فما أرجو تعطفه ... جبر الزجاج عسير حين ينكسر)

 وله: [الطويل]

 (وليلة وصل خالست غفلة الدهر ... فجاءت ببدر وهي مشرقة البدر)

 (سميري بها غصن من البان مائد ... يرنحه سكر الشبيبة لا الخمر)

 (أشاهد فيها طلعة القمر الذي ... تبسم عن طلع وإن شئت عن در)

 (أمنت بها إتيان واش وحاسد ... فما من رقيت غير أنجمها الزهر)

 (ضممت إلى صدري الحبيب معانقا ... وهل لك يا قلبي محل سوى صدري)

 (فيا ليلة أحيت فؤادي بقربه ... فأحييتها سكرا إلى مطلع الفجر)

 (ولما رأيت الروح فيها مسامري ... تيقنت حقا أنها ليلة القدر)

وله: [الطويل]

 (وأبيض غض زاد خط عذاره ... لعشاقه في وجدهم والبلابل)

 (تموج بحار الحسن في وجناته ... فتقذف منها عنبرا في السواحل)

 (وتجري بخديه الشبيبة ماءها ... فتنبت ريحانا بجنب الجداول) 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.