المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05
الانفاق من طيبات الكسب
2024-11-05
امين صادق واخر خائن منحط
2024-11-05
اماني اليهود بدخول الجنة
2024-11-05
امامة إبراهيم اقترنت بكلمات
2024-11-05

دائرة كهربائية تحتوي على مقاومة
17-7-2016
Twin Peaks
21-1-2021
تغطية تمهيدية
13-11-2019
فوائد استخدام مهارة التفكير الناقد مع وسائل الإعلام
16-1-2022
صلاة المطاردة
18-10-2016
التحليل الوزني عن طريق التبخير المباشر (Direct Volatilization)
2024-02-08


يحيى بن حَبَش  
  
2534   08:59 صباحاً   التاريخ: 14-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص613-616
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

 شهاب الدين أبو الفتوح السهروردي. كان فقيها شافعي المذهب أصوليا أديبا شاعرا حكيما، متفننا نظارا لم يناظره مناظر إلا خصمه وأفحمه. قرأ بالمراغة على الشيخ الإمام مجد الدين الجيلي الفقيه الأصولي المتكلم ولازمه مدة، ثم تنقل في البلاد على قدم التجرد، ولقي بماردين الشيخ فخر الدين المارديني وصحبه، وكان يثني عليه كثيرا ويقول: لم أر في زماني أحدا مثله ولكني أخشى عليه من شدة حدته وقلة تحفظه ثم رحل أبو الفتوح إلى حلب فدخلها في زمن الظاهر غازي بن أيوب سنة تسع وسبعين وخمسمائة ونزل في المدرسة الحلاوية وحضر درس شيخها الشريف افتخار الدين وبحث مع الفقهاء من تلاميذه وغيرهم وناظرهم في عدة مسائل فلم يجاره أحد منهم وظهر عليهم وظهر فضله للشيخ افتخار الدين فقرب مجلسه وأدناه وعرف مكانه في الناس ومن  ذلك الحين تألب عليه الفقهاء وكثر تشنيعهم عليه فاستحضره الملك الظاهر وعقد له مجلسا من الفقهاء والمتكلمين فباحثوه وناظروه فظهر عليهم بحججه وبراهينه وأدلته وظهر فضله للملك الظاهر فقربه وأقبل عليه وتخصص به فأزداد تغيظ المناظرين عليه ورموه بالإلحاد والزندقة وكتبوا بذلك إلى الملك الناصر صلاح الدين وحذروه من فساد عقيدة ابنه الظاهر بصحبته للشهاب السهروردي وفساد عقائد الناس إذا أبقى عليه فكتب صلاح الدين إلى ابنه الظاهر يأمره بقتله وشدد عليه بذلك وأكد وأفتى فقهاء حلب بقتله فبلغ ذلك الشهاب فطلب من الظاهر أن يحبس في مكان ويمنع من الأكل والشرب إلى أن يموت ففعل به ذلك وقيل بل أمر الظاهر بخنقه في السجن فخنق سنة سبع وثمانين وخمسمائة وقد قارب الأربعين.

 ويروى أن الظاهر ندم على ما فعل بعد مدة ونقم على من أفتوا بقتله فقبض عليهم واعتقلهم ونكبهم وصادر جماعة منهم بأموال عظيمة ومن تصانيفه: التلويحات في الحكمة والتنقيحات في أصول الفقه وحكمة الإشراق والغربة الغريبة في الحكمة وهياكل النور في الحكمة أيضا والألواح العمادية والمعارج واللمحة والمطارحات والمقامات وغير ذلك وله شعر كثير أشهره وأجوده قصيدته الحائية وهي: [الكامل]

 (أبدا تحن إليكم الأرواح ... ووصالكم ريحانها والراح)

 (وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم ... وإلى لذيذ لقائكم ترتاح)

 (وارحمتا للعاشقين تكلفوا ... ستر المحبة والهوى فضاح)

 (بالسر إن باحوا تباح دماؤهم ... وكذا دماء البائحين تباح)

 (وإذا هم كتموا تحدث عنهم ... عند الوشاة المدمع السحاح)

 (وبدت شواهد للسقام عليهم ... فيها لمشكل أمرهم إيضاح)

(خفض الجناح لكم وليس عليكم ... للصب في خفض الجَناح جُناح)

 (فإلى لقاكم نفسه مشتاقة ... وإلى رضاكم طرفه طماح)

 (عودوا بنور الوصل في غسق الجفا ... فالهجر ليل والوصال صباح)

 (صافاهم فصفوا له فقلوبهم ... في نورها المشكاة والمصباح)

 (فتمتعوا والوقت طاب بقربهم ... راق الشراب ورقت الأقداح)

 (يا صاح ليس على المحب ملامة ... إن لاح في أفق الوصال صباح)

 (لا ذنب للعشاق إن غلب الهوى ... كتمانهم فنما الغرام فباحوا)

 (سمحوا بأنفسهم وما بخلوا بها ... لما دروا أن السماح رباح)

 (ودعاهم داعي الحقائق دعوة ... فغدوا بها مستأنسين وراحوا)

 (ركبوا على سنن الوفا ودموعهم ... بحر وحادي شوقهم ملاح)

 (والله ما طلبوا الوقوف ببابه ... حتى دعوا وأتاهم المفتاح)

 (لا يطربون لغير ذكر حبيبهم ... أبدا فكل زمانهم أفراح)

 (حضروا فغابوا عن شهود ذواتهم ... وتهتكوا لما رأوه وصاحوا)

 (أفناهم عنهم وقد كشفت لهم ... حجب البقا فتلاشت الأرواح)

 (فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ... إن التشبه بالكرام فلاح)

 (قم يا نديم إلى المدام وهاتها ... فبحانها قد دارت الأقداح)

 (من كرم إكرام بدن ديانة ... لا خمرة قد داسها الفلاح)

 وقال: [الوافر]

 (أقول لجارتي والدمع جاري ... ولي عزم الرحيل عن الديار)

 (ذريني أن أسير ولا تنوحي ... فإن الشهب أشرفها السواري)

 (وإني في الظلام رأيت ضوءا ... كأن الليل بدل بالنهار)

(إلى كم أجعل الحيات صحبي ... إلى كم أجعل التنين جاري)

 (وأرضى بالإقامة في فلاة ... وفي ظلم العناصر أين داري)

 (ويبدو لي من الزوراء برق ... يذكرني بها قرب المزار)

 (إذا أبصرت ذاك النور أفنى ... فما أدري يميني من يساري)

 ومن كلامه: اعلم أنك ستعارض بأعمالك وأقوالك وأفكارك، وسيظهر عليك من كل حركة فعلية أو قولية أو فكرية صور جانية. فإن كانت تلك الحركة عقلية صارت تلك الصورة مادة لملك تلتذ بمنادمته في دنياك، وتهتدي بنوره في أخراك. وإن كانت تلك الحركة شهوية أو عصبية صارت تلك الصورة مادة لشيطان يؤذيك في حال حياتك ويحجبك عن ملاقاة النور بعد مماتك.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.