المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

مصاحبة المعصوم
21-4-2016
تغير السياسة بعد السقيفة
7-2-2019
برامج قياس مستوى الرادون
16-5-2016
الصورة كعنصر في اخراج الصحيفة
19-7-2020
تكوين الصورة الفوتوغرافية- رابعا : الملامس Texture
25-12-2021
خطبة ابن مرجانة
20-10-2017


من تراث الشهيد: في رحاب أهل البيت ( عليهم السّلام )  
  
1411   03:37 مساءً   التاريخ: 29-7-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 5، ص221-222
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / التراث الحسينيّ الشريف /

لقد دلّ حديث الثقلين - المتواتر والمقبول لدى عامة المسلمين - على أن خلود الاسلام رهن الأخذ بركنين متلازمين وهما : القرآن الكريم وعترة النبيّ المختار صلوات اللّه عليهم أجمعين فإنّهما لن يفترقا حتى يردا الحوض على النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) . فلا بد للمسلمين من التمسّك بهما ليصونوا أنفسهم عن الضلال في كل عصر وزمان .

ومن هنا جهد أعداء الاسلام القدامى على التفريق بين هذين الركنين ؛ تارة بدعوى تحريف القرآن لفظا أو معنى ، وأخرى بالمنع عن تفسيره أو تطبيقه ، وثالثة بانتقاص العترة ، ورابعة بعزلهم عن ممارسة دورهم السياسي والاجتماعي التثقيفي ، وخامسة بطرح البديل عنهم ورفع شعار الاستغناء عنهم وعن علمهم ودرايتهم .

والأئمّة المعصومون المأمونون - على سلامة الرسالة الاسلامية بنص من الوحي الإلهي - كثّفوا جهودهم وركّزوا جهادهم على صيانة هذين الأساسين من أيدي العابثين وان كلّفهم ذلك أنفسهم وأموالهم ، بل كل ما يملكون تقديمه فداء للرسالة المحمّدية .

ونشير إلى جملة من النصوص المأثورة عن الحسين بن عليّ ( عليهما السّلام ) في هذا الصدد :

1 - لما قضى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) مناسكه من حجة الوداع ركب راحلته وأنشأ يقول : « لا يدخل الجنّة إلّا من كان مسلما . فقام إليه أبو ذرّ الغفاري ( رحمه اللّه ) فقال : يا رسول اللّه : وما الإسلام ؟ فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : الإسلام عريان ولباسه التقوى وزينته الحياء وملاكه الورع ، وكماله الدين ، وثمرته العمل ، ولكلّ شيء أساس وأساس الإسلام حبنّا أهل البيت »[1].

2 - وجاء عنه ( عليه السّلام ) أنه قال : « من أحبّنا كان منّا أهل البيت » . واستدلّ على ذلك بقوله تعالى تقريرا لقول العبد الصالح : « فمن تبعني فإنّه منّي »[2].

وواضح أنّ من أحبّهم فسوف يتّبعهم ومن تبعهم كان منهم .

3 - وقال ( عليه السّلام ) : « أحبّونا حبّ الإسلام فإنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قال : لا ترفعوني فوق حقّي ؛ فإن اللّه تعالى اتخّذني عبدا قبل أن يتخّذني رسولا »[3].

4 - وقال ( عليه السّلام ) : « ما كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) إلّا ببغضهم عليّا وولده ( عليهم السّلام ) »[4].

5 - وروي أنّ المنذر بن الجارود مرّ بالحسين ( عليه السّلام ) فقال : كيف أصبحت جعلني اللّه فداك - يا ابن رسول اللّه ؟ فقال ( عليه السّلام ) : « أصبحت العرب تعتدّ على العجم بأنّ محمّدا منها ، وأصبحت العجم مقرّة لها بذلك ، وأصبحنا وأصبحت قريش يعرفون فضلنا ولا يرون ذلك لنا ، ومن البلاء على هذه الامّة أنّا إذا دعوناهم لم يجيبونا وإذا تركناهم لم يهتدوا بغيرنا »[5].

 

[1] موسوعة كلمات الإمام الحسين : 582 عن أمالي الطوسي : 1 / 82 .

[2] المصدر السابق : 582 عن نزهة الناظر وتنبيه الخاطر : 85 .

[3] المصدر السابق : عن مجمع الزوائد : 9 / 21 .

[4] المصدر السابق : 585 عن عيون أخبار الرضا ( عليه السّلام ) : 2 / 72 .

[5] المصدر السابق : 586 عن نزهة الناظر : 85 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.