المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تفسير الاية (2) من سورة الحمد
14-2-2017
كسوف الشمس
23-11-2016
سلطات الرئيس الأمريكي في مجال العلاقات الخارجية
26/12/2022
جريمة الاغتصاب
21-3-2016
الاغتراب في طَلَب الرزق ـ بحث روائي
25-7-2016
هبة اللّه بن سعيد الراوندي
21-8-2016


خطبته في القوم يوم عاشوراء  
  
3265   12:46 مساءً   التاريخ: 3-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1, ص487-489.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / التراث الحسينيّ الشريف /

روى السيد بن طاوس رحمه اللّه انّه : ركب أصحاب عمر بن سعد لعنهم اللّه فبعث الحسين (عليه السلام) برير بن خضير فوعظهم فلم يستمعوا وذكّرهم فلم ينتفعوا فركب الحسين (عليه السلام) ناقته وقيل فرسه، فاستنصتهم، فانصتوا، فحمد اللّه واثنى عليه وذكره بما هو أهله وصلى على محمد (صلى الله عليه واله) وعلى الملائكة والأنبياء والرسل وأبلغ في المقال، ثم قال : تبا لكم ايتها الجماعة وترحا حين استصرختمونا والهين فاصرخناكم موجفين سللتم‏ علينا سيفا لنا في ايمانكم وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدوّنا وعدوّكم فاصبحتم إلبا لأعدائكم على أوليائكم بغير عدل أفشوه فيكم، ولا أمل أصبح لكم فيهم، فهلّا لكم الويلات، تركتمونا والسيف مشيم‏ ، والجأش‏  طامن‏ ، والرمي لما يستصحف، ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدبا تداعيتم إليها كتهافت الفراش، فسحقا لكم يا عبيد الامة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، و محرّفي الكلم، وعصبة الآثام ونفثة الشيطان، ومطفئ السنن، أهؤلاء تعضدون وعنا تتخاذلون أجل واللّه غدر فيكم قديم و شجت إليه أصولكم و تأزّرت عليه فروعكم فكنتم أخبث ثمر شجا للناظر و اكلة للغاصب.

الا وانّ الدعي بن الدعي قد ركز بن اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منّا الذلة يأبى اللّه ذلك لنا و رسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية، ونفوس أبيّة من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام الا وانّي زاحف بهذا الأسرة مع قلّة العدد وخذلة الناصر.

ثم أوصل كلامه بأبيات فروة بن مسيك المرادي:

فان نهزم فهزّامون قدما                            و ان نغلب فغير مغلّبينا

و ما ان طبّنا جبن و لكن‏                   منايانا و دولة  أخرينا

اذا ما الموت رفّع عن اناس‏               كلا كله اناخ بآخرينا

فافنى ذلكم سراوة  قومي‏                  كما أفنى القرون الأولينا

فلو خلد الملوك اذا خلدنا                            و لو بقي الكرام اذا بقينا

فقل للشامتين بنا أفيقوا                    سيلقى الشامتون كما لقينا

ثم أيم اللّه لا تلبثون بعدها الّا كريث ما يركب الفرس حتى تدور بكم دور الرحى وتقلق بكم قلق المحور، عهد عهده إليّ أبي عن جدّي، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إليّ ولا تنظرون انّي توكّلت على اللّه ربّي وربكم ما من دابة الّا هو آخذ بناصيتها انّ ربي على صراط مستقيم.

اللهم احبس عنهم قطر السماء وابعث عليهم سنين كسني يوسف وسلط عليهم غلام ثقيف‏ فيسومهم كأسا مصبرة فانّهم كذبونا وخذلونا وأنت ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير.

ثم نزل (عليه السلام) ودعا بفرس رسول اللّه (صلى الله عليه واله) المرتجز فركبه وعبّئ أصحابه للقتال‏ .

روى الطبري عن سعد بن عبيدة انّه قال : انّ أشياخا من أهل الكوفة لوقوف على التل يبكون و يقولون : اللهم أنزل نصرك، قال : قلت : يا أعداء اللّه ألا تنزلون فتنصرونه، قال : فأقبل الحسين يكلم من بعث إليه، بابن زياد، قال : وانّي لأنظر إليه وعليه جبة من برود فلما كلمهم انصرف فرماه رجل من بن تميم يقال له عمر الطهوي بسهم، فاني لأنظر الى السهم بين كتفيه متعلقا في جبته، فلما أبوا عليه رجع الى مصافه وانّي لأنظر إليهم وانهم لقريب من مائة رجل فهم لصلب عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) خمسة و من بني هاشم ستة عشر .

وفي بعض المقاتل انّ الحسين (عليه السلام) لما أتمّ الخطبة قال : أين عمر بن سعد؟ ادعوا لي عمر، فدعي له، و كان كارها لا يحبّ أن يأتيه، فقال : يا عمر أنت تقتلني؟ تزعم أن يولّيك الدعيّ بن الدعي بلاد الري و جرجان، واللّه لا تتهنّأ بذلك أبدا، عهدا معهودا فاصنع ما أنت صانع فانّك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة ولكأنّي برأسك على قصبة قد نصب بالكوفة يتراماه الصبيان و يتخذونه غرضا بينهم.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.