المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



مَعْمَر بن المثنى  
  
4220   04:28 مساءاً   التاريخ: 13-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص509-514
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-06-2015 2098
التاريخ: 13-08-2015 2551
التاريخ: 13-08-2015 2284
التاريخ: 9-04-2015 1796

 أبو عبيدة البصري مولى بني تيم، تيم قريش لا تيم الرباب، كان من أعلم الناس باللغة وأنساب العرب وأخبارها، وهو أول من صنف غريب الحديث. أخذ عن يونس بن حبيب وابي عمرو بن العلاء وأسند الحديث إلى هشام بن عروة الإمام الحجة قال يعقوب بن شيبة سمعت ابن المديني يصحح رواية أبي عبيدة وقال الدارقطني لا بأس به إلا أنه يتهم بشيء من رأي الخوارج ويتهم بالإحداث وأخذ عن أبي عبيدة أبو عبيد القاسم بن سلام والأثرم علي بن المغيرة وأبو عثمان المازني وأبو حاتم السجستاني وعمر بن شبة النميري وغيرهم وقال أبو العباس المبرد كان أبو عبيدة عالما بالشعر والغريب والأخبار والنسب وكان الأصمعي أعلم منه بالنحو وكان أعلم من الأصمعي وأبي زيد بالأنساب وكان أبو نواس يتعلم منه ويمدحه ويذم  الأصمعي سئل عن الأصمعي يوما فقال بلبل في قفص وسئل عن أبي عبيدة فقال أديم طوي على علم وقال بعضهم كان الطلبة إذا أتوا مجلس الأصمعي اشتروا البعر في سوق الدر وإذا أتوا مجلس أبي عبيدة اشتروا الدر في سوق البعر لأن الأصمعي كان حسن الإنشاد والزخرفة قليل الفائدة وأبو عبيدة بضد ذلك وقال يزيد بن مرة كان أبو عبيدة ما يفتش عن علم من العلوم إلا كان من يفتشه عنه يظن أنه لا يحسن غيره ولا يقوم بشيء أجود من قيامه به قال أبو حاتم وكان مع علمه إذا قرأ البيت لم يقم إعرابه وينشده مختلف العروض وقال ابن قتيبة كان الغريب أغلب عليه وأيام العرب وأخبارها وقال الجاحظ لم يكن في الأرض خارجي ولا إجماعي أعلم بجميع العلوم من أبي عبيدة.

 ويحكى أنه كان يرى رأي الخوارج الإباضية. وقيل: كان شعوبيا يطعن في الأنساب قال: قال أبو العيناء قال رجل لأبي عبيدة يا أبا عبيدة قد ذكرت الناس وطعنت في أنسابهم فبالله إلا ما عرفتني من أبوك وما أصله فقال حدثني أبي أن أباه كان يهوديا وحدث الصولي عن محمد بن سعيد عن عيسى بن إسماعيل قال جلس أبان بن عبد الحميد اللاحقي ليلة في قوم فثلب أبا عبيدة فقال يقدح في الأنساب ولا نسب له فبلغ ذلك أبا عبيدة فقال في مجلسه لقد أغفل السلطان كل شيء حين أغفل أخذ الجزية من أبان اللاحقي وهو وأهله يهود وهذه منازلهم فيها أسفار التوراة وليس فيها مصحف وأوضح دلالة على يهوديتهم أن أكثرهم يدعي حفظ التوراة ولا يحفظ من القرآن ما يصلي به فبلغ ذلك أبان فقال: [الخفيف]

 (لا تنمن عن صديق حديثا ... واستعذ من تسرر النمام)

 (واخفض الصوت إن نطقت بليل ... والتفت بالنهار قبل الكلام)

 وحكى أبو الحسن الأسدي قال: حدثنا حماد بن إسحاق الموصلي عن أبيه قال أنشدت الفضل بن الربيع أبياتا كان الأصمعي أنشدنيها في صفة فرس له وهي: [الرجز]

(كأنه في الحل وهو سام ... مشتمل جاء من الحمام)

 (يسور بين السرج واللجام ... سور القطا خف إلى اليمام)

 قال: ودخل الأصمعي فسمعني أنشدها فقال: هات بقيتها فقلت ألم تقل إنه لم يبق منها شيء فقال ما بقي منها إلا عيونها ثم أنشد بعدها ثلاثين بيتا فغاظني فعله فلما خرج عرفت الفضل بن الربيع قلة شكره لعارفة وبخله بما عنده ووصفت له فضل أبي عبيدة معمر بن المثنى وعلمه ونزاهته وبذله ما عنده واشتماله على جميع علوم العرب ورغبته فيه حتى أنفذ إليه مالا جليلا واستقدمه فكنت سبب مجيئه من البصرة.

 قال أبو عبيدة: أرسل إلي الفضل بن الربيع إلى البصرة في الخروج إليه سنة ثمان وثمانين ومائة فقدمت إلى بغداد واستأذنت عليه فأذن له فدخلت عليه وهو في مجلس له طويل عريض فيه بساط واحد قد ملأه وفي صدره فرش عالية لا يرتقي إليها إلا على كرسي وهو جالس عليها فسلمت عليه بالوزارة فرد وضحك إلي واستدناني حتى جلست إليه على فرشه ثم سألني وألطفني وباسطني وقال أنشدني فأنشدته فطرب وضحك وزاد نشاطه ثم دخل رجل في زي الكتاب له هيئة فأجلسه إلى جانبي وقال له أتعرف هذا قال لا قال هذا أبو عبيدة علامة أهل البصرة أقدمناه لنستفيد من علمه فدعا له الرجل وقرظه لفعله هذا وقال لي إني كنت إليك مشتاقا وقد سألت عن مسألة أفتأذن لي أن أعرفك إياها فقلت هات قال: قال الله عز وجل طلعها كأنه رءوس الشياطين وإنما يقع الوعد والإيعاد بما عرف مثله وهذا لم يعرف فقلت إنما كلم الله تعالى العرب على قدر كلامهم أما سمعت قول امرئ القيس: [الطويل]

 (أيقتلني والمشرفي مضاجعي ... ومسنونة زرق كأنياب أغوال)

 وهم لم يروا الغول قط ولكنهم لما كان أمر الغول يهولهم أوعدوا به فاستحسن الفضل ذلك واستحسنه السائل وعزمت من ذلك اليوم أن أضع كتابا في القرآن في مثل هذا وأشباهه وما يحتاج إليه من علمه فلما رجعت إلى البصرة عملت كتابي الذي سميته المجاز وسألت عن الرجل السائل فقيل لي هو من كتاب الوزير وجلسائه وهو إبراهيم بن إسماعيل الكاتب.

 قال سلمة: سمعت الفراء يقول لرجل لو حمل إلي أبو عبيدة لضربته عشرين في كتاب المجاز وقال التوزي بلغ أبا عبيدة أن الأصمعي يعيب عليه تأليف كتاب المجاز في القرآن وأنه قال يفسر ذلك برأيه فسأل عن مجلس الأصمعي في أي يوم هو فركب حماره في ذلك اليوم ومر بحلقة الأصمعي فنزل عن حماره وسلم عليه وجلس عنده وحادثه ثم قال له يا أبا سعيد ما تقول في الخبز قال هو الذي تخبزه وتأكله فقال له أبو عبيدة فسرت كتاب الله برأيك قال تعالى إني اراني أحمل فوق رأسي خبزا قال الأصمعي هذا شيء بان لي فقلته ولم أفسره برأيي فقال له أبو عبيدة وهذا الذي تعيبه علينا كله شيء بان لنا فقلناه ولم نفسره برأينا ثم قام فركب حماره وانصرف.

 وقال أبو عثمان المازني: سمعت أبا عبيدة يقول أدخلت على الرشيد فقال لي يا معمر بلغني أن عندك كتابا حسنا في صفة الخيل أحب أن أسمعه منك فقال الأصمعي وما تصنع بالكتاب يحضر فرس ونضع أيدينا على عضو عضو ونسميه ونذكر ما فيه فقال الرشيد يا غلام أحضر فرسي فقام الأصمعي فوضع يده على عضو عضو وجعل يقول هذا كذا قال الشاعر فيه كذا حتى انقضى قوله فقال لي الرشيد ما تقول فيما قال فقلت قد أصاب في بعض وأخطأ في بعض والذي أصاب فيه شيء نعلمه والذي أخطأ فيه لا أدري من أين أتى به وكان الأصمعي إذا أراد الدخول إلى المسجد قال انظروا لا يكون فيه ذاك يعني أبا عبيدة خوفا من لسانه وكانت ولادة أبي عبيدة في رجب سنة عشر ومائة وقال أبو موسى محمد بن المثنى توفي أبو عبيدة سنة ثمان ومائتين وقال الصولي سنة سبع وقال المظفر بن يحيى سنة تسع وقيل سنة إحدى عشرة وقيل ثلاث عشرة وله ثمان وتسعون سنة ولم يحضر جنازته أحد لأنه لم يكن يسلم من لسانه أحد لا شريف ولا غيره ولأبي عبيدة من التصانيف كتاب غريب القرآن كتاب مجاز القرآن، كتاب غريب الحديث كتاب فضائل العرش كتاب الحدود كتاب التاج كتاب الديباج كتاب الإنسان كتاب الزرع كتاب الجمع والتثنية كتاب الفرس كتاب اللجام كتاب السرج كتاب الإبل كتاب الرحل كتاب البازي كتاب الحمام كتاب الحيات كتاب العقارب كتاب الخيل كتاب السيف كتاب حضر الخيل كتاب الخف كتاب اللغات كتاب الأضداد كتاب الفرق كتاب ما تلحن فيه العامة كتاب الإبدال كتاب القرائن كتاب أشعار القبائل كتاب أسماء الخيل كتاب الأمثال السائرة كتاب الدلو كتاب البكرة كتاب نقائض جرير والفرزدق كتاب المعاتبات كتاب الملاومات كتاب من شكر من العمال وحمد كتاب محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب كتاب العفة كتاب فعل وأفعل كتاب الشوارد كتاب ادعية العرب كتاب بيوتات العرب كتاب أيام بني مازن وأخبارهم كتاب القبائل كتاب إياد الأزد كتاب الضيفان كتاب مقاتل الفرسان كتاب مقاتل الأشراف طبقات الفرسان كتاب الغارات كتاب المنافرات كتاب مناقب باهلة كتاب مآثر العرب كتاب مثالب العرب كتاب مآثر غطفان كتاب النوائح كتاب النواشز كتاب لصوص العرب كتاب الأيام الكبير كتاب الأيام الصغير كتاب الحمس من قريش كتاب خبر البراض كتاب قصة الكعبة كتاب الأوس والخزرج كتاب الموالي كتاب الاحتلام كتاب خلق  الإنسان كتاب البله فتوح الأهواز كتاب خوارج البحرين واليمامة كتاب السواد وفتحه كتاب خراسان كتاب مقتل عثمان أخبار الحجاج كتاب مرج راهط كتاب الأعيان كتاب الجمل وصفين كتاب مكة والحرم كتاب فضائل الفرس كتاب قضاة البصرة وغير ذلك فقد قيل إن تصانيفه تقارب المائتين.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.