أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2017
2343
التاريخ: 24/9/2022
1267
التاريخ: 25-1-2017
2831
التاريخ: 21-4-2016
4404
|
من باب - تعرف الأشياء بأضدادها - واستناداً إلى ما علمنا من الأسباب والعوامل التي لها دورها المهم في استقرار وثبات وطمأنينة الأسرة، فمما لا شك فيه أن عدم وجود تلك العوامل سيؤدي إلى انهيار الأسرة فمثلاً إذا كانت التقوى من عوامل استقرار الأسرة فإن غيابها سيؤدي إلى عدم العفة، وكذا الأمر بالنسبة لباقي العوامل.
وفي هذا الدرس نتطرق إلى عوامل انهيار الأسرة المختلفة باختصار :
كما علمنا من قبل فإن من شروط الزواج في الإسلام التكافؤ أي التساوي في الدين والعقيدة فلا يتحقق هذا الشرط بين المسلم والكافر لأن الاختلاف في العقيدة من العوامل المهمة التي تسبب انهيار الأسرة فإذا رأينا مسلماً ارتبط بزواج من فرد غير مسلم وكانا منسجمين في حياتهما الزوجية فيجب أن نعلم أن الشخص المذكور هو ليس مسلماً كذلك (وإن ادعى ذلك) لأن المسلم الحقيقي يجب عليه أن لا يسكت على الممارسات المخالفة لما أمر به الإسلام، فكيف ينسجم مع شخص ذي فكر غير إسلامي وثقافة وتقاليد غير إسلامية.
أجل كيف ينسجم شخصان ذوا ثقافتين متباينتين. لذا أما أن يحدث بينهم النزاع والاختلاف أو على الأقل يتنازل أحدهما عن متبنياته وهنا يطرح الإسلام قضية الكفء في العقيدة بين الزوجين كي ينعم كيان الأسرة بالإضافة إلى الجوانب المعنوية بحرارة العواطف الدينية لأن التباغض والخلاف الناجم عن التباين في ثقافة كل منهما يجر إلى الافتراق.
ورغم أن الزواج بين اتباع الفرق والمذاهب الإسلامية لا اشكال فيه من الناحية الشرعية كأن يتزوج الشيعي امرأة سنية أو السني امرأة شيعية أو يتزوج الحنفي شافعية أو الشافعي حنفية فلا اشكال في هذا الزواج من الناحية الشرعية لكن الاختلاف في المذهب يظهر على الصعيد العملي فيقوم كل من الزوج والزوجة باداء واجبه على فقه مذهبه، وهنا يظهر نوع من الازدواجية إلا أن يتنازل أحدهما ويتبع مذهب الاخر.
إن للحياة أصولاً وقواعد ينبغي قبل كل شيء معرفتها والعمل بها لأن الجهل بالتقاليد الاجتماعية يؤدي إلى ظهور المشاكل بين الزوجين.
من الطبيعي أن الذي يريد أن يعيش مع شريك حياته الزوجية حياة هادئة ينبغي أن يتعرف عليه جيدا، وأن يضع أساساً لحياة زوجية رغيدة وتبدأ المصاعب والمشاكل في حياة الزوجين عندما يعكر الاخرون صفو الحياة الزوجية بتدخلاتهم وتحت ذريعة الاصلاح غير عالمين بأن هذه التدخلات في شؤون الزوجين من شأنها أن تؤدي إلى ظهور المشاكل بينهما، فمثلاً نرى أن ما تقوم به أم الزوجة من تدخل في شؤون زوج ابنتها ودفاعها عن ابنتها التي تتصور خطأ أن أمها العطوفة تمد لها يد العون، نرى مثل هذه التدخلات قد تؤدي إلى صدور ردود فعل من الزوج تكون نتيجتها طلاق الزوجة وعودتها إلى بيت أمها.
وكذا ما تقوم به أم الزوج من تدخل في شؤون ابنها وزوجته هو مثال آخر وبطبيعة الحال هناك اختلاف بين النصح وابداء التعاون من أجل تنظيم الحياة الزوجية باعتبار خبرة أم الزوج أو أم الزوجة وبين التدخل في شؤون الزوجين الداخلية، وهو أمر آخر.
وتخلصاً من المشاكل والاختلافات التي قد تقع بين الزوجين، على آباء الأزواج والزوجات وأمهاتهم أن يقوموا بإصلاح ما قد يفسد من حياة الولد والبنت من خلال قيام والدي العريس مثلاً بتأييد العروس وتأنيب ولوم الولد أو قيام والدي العروس بتأييد العريس وتأنيب ولوم البنت، كل ذلك دليل على حبهم لحياة الزوجين الهانئة وهم بذلك يقومون بإطفاء شعلة الغضب التي تحصل لدى الزوجين، وإذا حدث العكس فيقوم مثلاً أب وأم الزوجة من جهة، وأب وأم الزوج من جهة أخرى كل من الطرفين بتأييد أحدهما فإن شعلة الغضب تلك لن تنطفئ بل ستشتعل أكثر مما يهدد أساس الحياة الزوجية.
ولنترك الأقارب فهنا الحساد والجهال والمتظاهرون بالعلم والأعداء والحاقدون وغيرهم ممن لا يريد حياة هانئة للزوجين، وهم يتدخلون في حياتهما وكم من حوادث أدت إلى الطلاق.
إن التزاور بين الأصدقاء والأقارب والمحبين من جهة نعمة إلهية تخرج الإنسان من حالة الشعور بالوحدة، ولأنه اجتماعي بالطبع فيجب المعاشرة والتزاور، ولكن من جهة أخرى يجب الانتباه إلى تجاوز السلبيات التي تحدث نتيجة الزيارات التي قد تؤدي إلى ظهور الخلافات والمشاجرات فأحيانا يقوم بعض الأقارب بنقل مشاكلهم وخلافاتهم إلى بيت الزوجية وتصفية ذلك هناك لما لذلك من مخاطر. وأحيانا أخرى تؤدي التعصبات التي يقوم بها أفراد القبيلة والتفاخر واظهار عيوب القبيلة الأخرى، أو المساعدة التي تقدمها الأسرة للزوج أو الزوجة، أو قيام أحد الطرفين بتحقير الطرف الآخر، كل ذلك يؤدي إلى انهيار كيان الأسرة.
لا شك أن لفساد المحيط الدور المهم في انهيار الأسرة لأن المحيط السيء الذي تكثر فيه النظرات الشهوانية الجائعة والانحرافات الفاسدة سيؤدي إلى وقوع الأسرة في المخاطر وبالتالي إلى تهيئة الأرضية اللازمة لانهيارها.
وكذا العلاقات غير المناسبة ومصاحبة الفاسقين من الأمور التي تؤدي إلى وقوع الخلافات العائلية.
ومن العوامل الاجتماعية التي تبعث على الأسف الإدمان ومجالس اللهو والليالي الحمراء فهناك من الرجال من يمارس المنكرات والرذيلة رغم أنه متزوج وهو يرى أن العظمة والشخصية تتمثل في مقدار ما ينفقه المرء من أموال في مجالس اللهو، وهم يسعون دائماً لانفاق ما جنته أيديهم من أموال في مجالات تافهة مما يعكر صفو حياة أزواجهم وأولادهم.
إن مجالس اللهو والأنس قد تستمر أياماً معدودة لكنها ستخلف مرارة دائمة، وهي سرعان ما تنتهي بتوتير العلاقات وعدم الاهتمام بالمقدسات وما يظهر من أمراض نفسية في أوساط طبقة المترفين الأغنياء ناجم عن مثل هذه التصرفات فهم يرون أن العزة والعظمة تكمن في مثل تلك الأمور والتصرفات، في الوقت الذي يؤكد القرآن الكريم على أن العزة لله وللرسول وللمؤمنين.
لذا على الزوجين الحديثي العهد بالزواج الانتباه جيداً لئلا تتعرض حياتهما الزوجية المقدسة إلى مثل تلك الأمراض الاجتماعية.
يوجد في المجتمعات البشرية أفراد كثيرون يعتبرون أنفسهم تابعين لمبدأ أو فكر ما، وكثيراً ما يرفع أنصار ذلك الفكر أو المبدأ شعارات تؤيد فكرهم ومبدأهم.
وإذا لم يكن فكر أفراد العائلة الواحدة موحداً وكانت بينهم اختلافات سياسية فإن ذلك سيؤدي إلى انهيار الأسرة. فمثلاً إذا كان بعض أفراد الأسرة يؤيد الحكومة أو النظام الحاكم أو القائد المتصدي، والبعض الآخر منهم ينتقد ذلك أو لا يؤيده فإن هذا الأمر يؤدي إلى بروز النقاشات الحادة في المنزل، وهناك الكثير من الأمهات تخلين عن أبنائهن بسبب اعتناقهم لأفكار سياسية معادية للإسلام، وحتى أن الكثير منهن لم يقلقن لموت أولئك الأولاد. فإذا كانت قضية الاختلاف في المعتقد السياسي تسبب مثل هذه العلاقة بين الأهل والأبناء فكيف الحال بالنسبة للعلاقات الزوجية إذا شابها الخلاف السياسي.
ومن الطبيعي أن تكون المواقف السياسية الناجمة عن عقيدة وإيمان بهذا الشكل، لذا فإن تجربة الثورة الإسلامية في إيران غنية بصور كهذه حيث أن بعض الأمهات سلمن أولادهن لمحاكم الثورة الإسلامية لقيامهم بنشاطات معادية للإسلام والثورة الإسلامية، وهناك أعضاء أسر اختلفوا في ما بينهم حول الثورة والقيادة وأدى ذلك الاختلاف إلى الافتراق، وكذلك هناك اخوة أحدهم مناصر للثورة الإسلامية والآخر معاد لها يعمل مع المجاميع المضادة للثورة وقد حل بينهما الخلاف وربما حصلت بينهما المواجهة فراح هذا شهيدا وهلك الآخر.
أما أولئك الذين يتبعون كل يوم فكرا ومعتقدا معينا حسب أهوائهم ومصالحهم الشخصية فلا قلق منهم لأن مسيرتهم السياسية ليست نابعة من عقيدة واعتقاد، ولا حاجة للبحث والنقاش حول مثل هؤلاء الأفراد.
الثقافة هي مجموعة الأفكار والعقائد والعلوم والآداب والتقاليد والفنون والأخلاق والقيم وبالتالي ثمار مجتمع ما، يمكن فهمها على أساس ثقافة ذلك المجتمع ويمكن تمييز قوم عن قوم اخرين من خلال ثقافتهم المميزة.
ولكل مجتمع ثقافة خاصة به تختلف تماماً عن المجتمعات الأخرى ولا شك في أن أفراد كل مجتمع يتحلون بأخلاق وثقافة وصفات وطبائع ذلك المجتمع، وفي نفس الوقت فإن ثقافة الأسر تختلف من واحدة لأخرى، فكل أسرة تفهم الثقافة على أساس معين يختلف عن فهم الأسرة الأخرى.
ومجموع ما يطرح على أنه ثقافة مجتمع ما يمنح أفراد ذلك المجتمع نظرة إلى الكون تختلف هي الأخرى من أسرة لأخرى خاصة وإن كل أسرة تسعى لاكساب ثقافتها الاجتماعية صبغة دينية.
وكل من الزوج والزوجة كان قد تربى في ظل أسرة معينة وتعلم منها عادات معينة منذ الصغر وقد رسخت تلك العادات في نفسه، ويختلف معنى الحسن والقبح بالنسبة لكل أمر من أسرة لأخرى.
والحال عندما يقترن الزوج بالزوجة على أساس التكافؤ في العقيدة فلو كان هذا الموضوع موسعاً ليشمل المجال الفكري والثقافي أي يتزوج الاثنان على أساس التكافؤ في الدين والثقافة والفكر والعادات والتقاليد وغير ذلك فلا توجد هناك أية مشكلة، ولكن في حالة اختلاف الفكر والذوق فمثلا ترى المرأة شيئاً ما قبيحاً وغير مقبول بينما يراه الرجل أمراً عادياً والعكس بالعكس فالحياة هنا تكون شاقة وحدة الخلافات تبدأ بالارتفاع وقد يؤدي الوضع في النهاية إلى انهيار الأسرة.
ومن العوامل التي تؤثر في الخلاف بين المرأة والرجل الاختلاف في المستوى العلمي، فالبعض لا يفكرون بغد ويقبلون الزواج الذي قد يسبب لهم في المستقبل أتعاباً هم في غنى عنها، فزواج الرجل الذي قد وصل إلى درجة علمية أو مستوى اختصاص معين من المرأة الأمية أو التي لم تصل إلى مستوى ثقافي مطلوب ستحصل فيه فيما بعد عملية تقييم ويسعى هذا الرجل لاظهار أفضليته واثبات أن هذه المرأة ليست مناسبة للعيش معه كشريكة للحياة الزوجية مما قد يؤدي إلى ظهور الخلافات، واستناداً للتجارب المتوفرة فإن مثل هذه الخلافات تبرز بصورة أكبر إذا كانت القضية بالعكس أي إن الزوجة هي صاحبة الدرجة العلمية العالية والتخصص والزوج رجل أمي أو ذو مستوى ثقافي متواضع، في حين أن تلك الخلافات تكون بنسب أقل من قبل الرجال.
ومن المؤكد أن حالات زواج كهذه قلما تحدث.
من العوامل التي تسبب الخلاف بين الزوجين أيضا التمسك بالآداب والعادات والسنن الجاهلية والخرافية التي تكون سبباً في ظهور الفتن والمشاكل، وهي التي تمهد الأرضية اللازمة للخلافات الزوجية.
وهناك بعض الأشخاص الذين يقعون أسرى قضايا السحر والأدعية التي يكتبها بعض كتاب الأدعية ومسخري الجن كعلاج نفسي أو كعامل مساعد لترسيخ المحبة في قلوب الأزواج، وهذا الأمر بطبيعته يثير المشاكل والخلافات بين الزوجين أنفسهما.
وهناك من الزوجات أو الأزواج من يثير المشاكل أمام استمرار الحياة الزوجية جراء تمسكه بالعادات والتقاليد الخاطئة وينسب ذلك إلى الطير الذي غرد في اليوم الفلاني أو المكان الفلاني أو الاعتقاد بأن القمر في العقرب أو التشاؤم من رقم ١٣ أو صوت البوم أو مواجهة الكواكب والنجوم أو لقاء شخص مكروه أو العطاس أو غير ذلك من الأفعال التي يتشاءم منها بعض الناس ويعتبرونها سبباً لمشاكلهم فلو كان أحد الزوجين يؤمن بهذه القضايا والاخر لا يؤمن فإن وجود الخلافات في المنزل أمر لا مفر منه. وبناءً على هذا يجب أن يكون الرجل والمرأة على مستوى مطلوب يرفعهما إلى درجة الكفء.
في ظل الحب والود والأنس الذي يحصل بين الزوجين بعد أن يقترنا في هذا الرباط المقدس ينبغي أن تزول كل المناقشات حول النقائص المادية ذلك لأن الزواج مدعاة لوحدة الأجسام والأرواح، لكن القضايا الاقتصادية لها نصيب من الحياة الزوجية لأنها أمر لا يستهان به وكثيراً ما تحصل المشاجرات والخلافات بين الزوجين جراء قضايا تتعلق بالعامل الاقتصادي كالإنفاق في غير محله وهو الاسراف أو التضييق رغم السعة في المال أو المبالغة في مظاهر التجميل والزينة.
وهناك آفات كثيرة قد تعتري شجرة الحياة الزوجية لكن الآفة الكبرى في طريق الأسرة هي آفة الفقر حيث أن هذه الآفة قد تسلب القدرة على الاستمرار في الحياة التي يواجهها المرء حتى أن بعض الزوجات لا تستطيع تحمل الحياة التي يعانيها زوجها حيث الفقر المدقع إذ يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (الفقر الموت الأكبر).
إن قضية الفقر مؤلمة للجميع لكنها تكون أكثر إيلاماً عندما يقدم المرء على الزواج أملاً منه في أن يحصل على مال أكثر، ولا يحصل على أي شيء، لذا فقد نهى الإسلام عن الزواج من أجل الوصول إلى المال والثروة، ودعا الرجل للزواج من المرأة التي يكون وضعها المادي في بيت الزوجية أفضل من الوضع الذي كانت عليه في بيت أبيها لأن ذلك يدعو إلى السرور والبهجة وبالتالي يرسخ المودة بين الزوجين أما المرأة التي تعيش في بيت أبيها مرفهة من الناحية المادية وتنتقل إلى بيت زوجها لترى أنه لا يملك قوت يومه فذاك أمر لا يمكنها أن تطيقه وتعيش مع زوجها في ظروف كهذه.
والأسوأ من هذا وذاك زواج رجل من امرأة ذات ثروة وكأن تكون موظفة في ادارة حكومية بهدف أن يحصل على ثروتها، ولكن بعد الزواج تمتنع الزوجة عن اعطاء مالها أو بعض منه لزوجها وهنا تبدأ المشاكل وتظهر الخلافات التي قد تؤدي إلى انهيار كيان الأسرة لأن هذا الزواج منذ البداية لم يكن ذا هدف مقدس بل كان طمعاً في المال، وقد يحدث العكس أي تتزوج بنت ولداً من عائلة غنية أملاً منها بموت أب الزوج ليرثه ابنه وقد يحصل الخلاف بين هذا الابن والأب، ويوصي الأب بأن توزع ثروته على أولاده باستثناء ذلك الذي وقع معه الخلاف.
وتظهر صور الخلاف كذلك بين الزوجة والزوج في حالة كونه غنياً لكنه بخيل ويضيق على عياله حتى أن زوجته تحرم من العيش عيشة متوسطة وفي مثل هذه الحالة لا تستطيع المرأة أن تتحمل هذا الرجل.
لذا على الرجل والمرأة أن يتزوجا بهدف الكمال وأن يكون مستواهما المادي متقارباً أو متساوياً أو مستوى المرأة دون مستوى الرجل وإلا فإن الحياة بخلاف ذلك ستكون مليئة بالمشاكل أو قد تنتهي إلى طريق مسدود.
٦- العامل الاجتماعي والفطري والغريزي:
يميل كل من الرجل والمرأة إلى الآخر ويستأنس به خاصة وإن المرأة تتوقع أن تجد بيت الزوجية وادي حب ومودة لتحيا فيه هادئة مطمئنة غير قلقة من حب زوجها لها.
وكما ذكرنا من قبل فهناك عوامل متعددة تجعل هذا الأمل وهذه الأمنية تواجه مخاطر عديدة ومن بين تلك العوامل العامل الغريزي كأن يكون الفشل الذي يواجه الزواج ناجماً عن التقادم في العمر أو الضعف في القدرة والذي يؤدي بدوره إلى عدم رضاء أو اشباع الغريزة لكل منهما، أو الأمراض لدى أحد الزوجين أو العقم لدى أحدهما.
قد تكون بعض المشاكل التي قد تحصل بين الزوجين ناجمة عن أساس نفسي ومتضادات داخلية تنعكس في الخارج وتؤدي إلى اصابة الحياة الزوجية بعدم الاستقرار ولو تعمقنا في جذور بعض الخلافات للمسنا أن أساس ذلك هو عدم تمتع المرء بسلامة الفكر والنفس فوجود الحسد وسوء الظن يهدد الحياة الزوجية، فمثلاً لو أن رجلا ما لا يثق بزوجته فهو قد لا يظهر ذلك لكنه يسعى تحت مختلف الذرائع لتهيئة مقدمات الخلافات والمشاكل.
وبالنتيجة إذا كان الإنسان غير متزن من الناحية الفكرية والنفسية والعاطفية فهو يسعى لإثارة الخلافات كالحالات التي تحصل من قبيل ايجاد المضايقات وعدم الاحترام المتقابل والأجواء المتوترة جراء الأنانيات أو الإستعلاء وغير ذلك مما يهدد كيان الأسرة.
إن تلك الممارسات المذكورة يمنعها الشرع المقدس ويرفضها العقل السليم وسبب نشوء مثل تلك الحالات هو عدم سلامة النفس وعدم الالتزام بالقواعد الإسلامية والأعراف الاجتماعية، لذا على الزوجين أن يبتعدا عن كل ما من شأنه تعكير صفو الحياة الزوجية وأن يختارا الصدق في العلاقة والعيش الرغيد بدلاً عن التخيلات الشيطانية والممارسات التي تتحول بالتالي إلى ضغينة وعداء.
وهنا نرى من الضروري أن نشير إلى أهمية موضوع الكفء في الزواج ولا يغيب عن البال أن زواج الرجل الفقير من المرأة الغنية أو الشاب الوسيم من البنت التي ليست لها مسحة جمالية مثلاً أو العكس أو زواج الرجل المتعلم بالمرأة الأمية وما شابه ذلك، كل ذلك ليس باطلا من الناحية الشرعية كما هو الحال بالنسبة لزواج المسلم من الكافرة أو المسلمة من الكافر، لكن المهم هنا هو أن يهتم كل من الزوجين بقضية التناسب الفكري ومراعاة المسائل المتقدمة وفي غير ذلك ستصاب الحياة الزوجية بمصاعب جمة فعليهما أن يلاحظا ذلك منذ بدء حياتهما المشتركة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|