أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-04-2015
4071
التاريخ: 20-3-2016
3529
التاريخ: 17-3-2016
3191
التاريخ: 19-6-2019
2961
|
خرج الإمام الحسين ( عليه السّلام ) من المدينة متوجّها إلى مكة بأهله وإخوته وبني عمومته وبعض الخواصّ من شيعته ، ولم يبق إلّا أخوه محمد بن الحنفية ، وأفادت بعض المصادر التأريخية بأنّ الإمام ( عليه السّلام ) أقام في بيت العباس بن عبد المطلب[1] ، فيما تحدّثت مصادر أخرى عن إقامته ( عليه السّلام ) في شعب عليّ[2] ، وأقام الإمام ( عليه السّلام ) في مكة أربعة أشهر وأياما من ذي الحجّة ، كان فيها مهوى القلوب ، فالتفّ حوله المسلمون يأخذون عنه الأحكام ويتعلّمون منه الحلال والحرام ، ولم يتعرّض له أمير مكة يحيى بن حكيم بسوء ، وحيث ترك الإمام ( عليه السّلام ) وشأنه فقد عزله يزيد بن معاوية عنها ، واستعمل عليها عمرو بن سعيد بن العاص . وفي شهر رمضان من تلك السنة ( 60 ه ) ضمّ إليه المدينة ، وعزل عنها الوليد بن عتبة ، لأنّه كان معتدلا في موقفه من الإمام ( عليه السّلام ) ولم يستجب لطلب مروان[3].
رسائل أهل الكوفة إلى الإمام ( عليه السّلام ) :
وقد عرف الناس في مختلف الأقطار امتناع الإمام الحسين ( عليه السّلام ) عن البيعة ، فاتّجهت إليه الأنظار وبخاصّة أهل الكوفة ، فقد كانوا يومذاك من أشدّ الناس نقمة على يزيد وأكثرهم ميلا إلى الإمام ( عليه السّلام ) فاجتمعوا في دار سليمان ابن صرد الخزاعي فقام فيهم خطيبا فقال : « إنّ معاوية قد هلك ، وإنّ حسينا قد تقبّض على القوم ببيعته ، وقد خرج إلى مكة ، وأنتم شيعته وشيعة أبيه ، فإن كنتم تعلمون أنّكم ناصروه ومجاهد وعدوّه ، فاكتبوا إليه وأعلموه ، وإنّ خفتم الفشل والوهن فلا تغرّوا الرجل في نفسه ، قالوا : لا ، بل نقاتل عدوّه ونقتل أنفسنا دونه . قال : فاكتبوا إليه ، فكتبوا إليه :
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
« للحسين بن عليّ ( عليهما السّلام ) من سليمان بن صرد والمسيّب بن نجبة ورفاعة بن شدّاد البجلي وحبيب بن مظاهر وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة .
سلام عليك ، فإنّا نحمد إليك اللّه الذي لا إله إلّا هو .
أمّا بعد ، فالحمد للّه الذي قصم عدوّك الجبّار العنيد ، الذي انتزى على هذه الامّة فابتزّها أمرها ، وغصبها فيئها ، وتأمّر عليها بغير رضى منها ، ثم قتل خيارها واستبقى شرارها ، وجعل مال اللّه دولة بين جبابرتها وأغنيائها ، فبعدا له كما بعدت ثمود ، إنّه ليس علينا إمام غيرك ، فأقبل لعلّ اللّه أن يجمعنا بك على الحقّ ، وانّ النعمان بن بشير في قصر الإمارة ، وانّنا لم نجتمع معه في جمعة ولا نخرج معه إلى عيد ، ولو قد بلغنا أنّك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء اللّه تعالى » .
ثم سرّحوا بالكتاب مع عبد اللّه بن مسمع الهمداني وعبد اللّه بن وال وأمروهما بالنجاء[4] ، فخرجا مسرعين حتى قدما على الحسين ( عليه السّلام ) بمكة لعشر مضين من شهر رمضان ، ولبث أهل الكوفة يومين بعد تسريحهم بالكتاب ، وأنفذوا قيس بن مسهر الصيداوي وعبد اللّه وعبد الرحمن ابني شداد الأرحبي وعمارة بن عبد السلولي إلى الحسين ( عليه السّلام ) ومعهم نحو من مائة وخمسين صحيفة من الرجل والاثنين والأربعة ، ثم لبثوا يومين آخرين وسرّحوا إليه هاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبد اللّه الحنفي ، وكتبوا إليه :
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
« للحسين بن عليّ ( عليهما السّلام ) من شيعته من المؤمنين والمسلمين .
أمّا بعد ، فإنّ الناس ينتظرونك ، لا رأي لهم غيرك ، فالعجل العجل ، ثم العجل العجل ، والسلام » .
ثم كتب شبث بن ربعي وحجّار بن أبجر ويزيد بن الحارث بن رويم وعروة بن قيس وعمرو بن الحجّاج الزبيدي ومحمد بن عمير التميمي :
« أمّا بعد ، فقد اخضرّ الجناب وأينعت الثمار ، فإذا شئت فاقدم على جند لك مجنّدة ، والسلام »[5].
جواب الإمام ( عليه السّلام ) على رسائل الكوفيّين :
تتابعت كتب الكوفيّين كالسيل إلى الإمام الحسين ( عليه السّلام ) وهي تدعوه إلى المسير والقدوم إليهم لإنقاذهم من ظلم الامويّين وبطشهم ، وكانت بعض تلك الرسائل تحمّله المسؤولية أمام اللّه والامّة إن تأخّر عن إجابتهم ، ورأى الإمام - قبل كلّ شيء - أن يختار للقياهم سفيرا له يعرّفه باتّجاهاتهم وصدق نيّاتهم ، وقد اختار ثقته وكبير أهل بيته مسلم بن عقيل ، وهو من أمهر الساسة وأكثرهم قدرة على مواجهة الظروف الصعبة والصمود أمام الأحداث الجسام ، وزوّده برسالة رويت بصور متعدّدة ، من بينها النصّ الذي رواه صاحب الإرشاد ، وهي كما يلي :
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
« من الحسين بن عليّ إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين :
أمّا بعد ، فإنّ هانئا وسعيدا قدما عليّ بكتبكم ، وكانا آخر من قدم عليّ من رسلكم ، وقد فهمت كلّ الذي اقتصصتم وذكرتم ، ومقالة جلّكم : أنّه ليس علينا إمام ، فأقبل لعلّ اللّه أن يجمعنا بك على الحقّ والهدى ، وإنّي باعث إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل ، فإن كتب إليّ أنّه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الحجى والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم ، وقرأت في كتبكم فإنّي أقدم إليكم وشيكا إن شاء اللّه ، فلعمري ما الإمام إلّا الحاكم بالكتاب القائم بالقسط الدائن بدين الحقّ الحابس نفسه على ذات اللّه ، والسلام »[6].
[1] تأريخ ابن عساكر : 13 / 68 .
[2] الأخبار الطوال : 209 .
[3] سيرة الأئمّة الاثني عشر : 2 / 58 .
[4] النجاء : السرعة .
[5] الإرشاد : 2 / 38 ، وروضة الواعظين : 171 ، وتذكرة الخواص : 213 ، وتأريخ الطبري : 4 / 262 ، والفتوح لابن أعثم : 5 / 33 ، ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 195 .
[6] الإرشاد : 2 / 39 ، وإعلام الورى : 1 / 436 ، والفتوح لابن أعثم : 5 / 35 ، ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 195 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية تطلق فعاليات المخيم القرآني الثالث في جامعة البصرة
|
|
|