المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05



توجّه الإمام الحسين ( عليه السّلام ) إلى مكّة  
  
1796   04:27 مساءً   التاريخ: 16-7-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 5، ص153-156
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

خرج الإمام الحسين ( عليه السّلام ) من المدينة متوجّها إلى مكة بأهله وإخوته وبني عمومته وبعض الخواصّ من شيعته ، ولم يبق إلّا أخوه محمد بن الحنفية ، وأفادت بعض المصادر التأريخية بأنّ الإمام ( عليه السّلام ) أقام في بيت العباس بن عبد المطلب[1] ، فيما تحدّثت مصادر أخرى عن إقامته ( عليه السّلام ) في شعب عليّ[2] ، وأقام الإمام ( عليه السّلام ) في مكة أربعة أشهر وأياما من ذي الحجّة ، كان فيها مهوى القلوب ، فالتفّ حوله المسلمون يأخذون عنه الأحكام ويتعلّمون منه الحلال والحرام ، ولم يتعرّض له أمير مكة يحيى بن حكيم بسوء ، وحيث ترك الإمام ( عليه السّلام ) وشأنه فقد عزله يزيد بن معاوية عنها ، واستعمل عليها عمرو بن سعيد بن العاص . وفي شهر رمضان من تلك السنة ( 60 ه ) ضمّ إليه المدينة ، وعزل عنها الوليد بن عتبة ، لأنّه كان معتدلا في موقفه من الإمام ( عليه السّلام ) ولم يستجب لطلب مروان[3].

رسائل أهل الكوفة إلى الإمام ( عليه السّلام ) :

وقد عرف الناس في مختلف الأقطار امتناع الإمام الحسين ( عليه السّلام ) عن البيعة ، فاتّجهت إليه الأنظار وبخاصّة أهل الكوفة ، فقد كانوا يومذاك من أشدّ الناس نقمة على يزيد وأكثرهم ميلا إلى الإمام ( عليه السّلام ) فاجتمعوا في دار سليمان ابن صرد الخزاعي فقام فيهم خطيبا فقال : « إنّ معاوية قد هلك ، وإنّ حسينا قد تقبّض على القوم ببيعته ، وقد خرج إلى مكة ، وأنتم شيعته وشيعة أبيه ، فإن كنتم تعلمون أنّكم ناصروه ومجاهد وعدوّه ، فاكتبوا إليه وأعلموه ، وإنّ خفتم الفشل والوهن فلا تغرّوا الرجل في نفسه ، قالوا : لا ، بل نقاتل عدوّه ونقتل أنفسنا دونه . قال : فاكتبوا إليه ، فكتبوا إليه :

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

« للحسين بن عليّ ( عليهما السّلام ) من سليمان بن صرد والمسيّب بن نجبة ورفاعة بن شدّاد البجلي وحبيب بن مظاهر وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة .

سلام عليك ، فإنّا نحمد إليك اللّه الذي لا إله إلّا هو .

أمّا بعد ، فالحمد للّه الذي قصم عدوّك الجبّار العنيد ، الذي انتزى على هذه الامّة فابتزّها أمرها ، وغصبها فيئها ، وتأمّر عليها بغير رضى منها ، ثم قتل خيارها واستبقى شرارها ، وجعل مال اللّه دولة بين جبابرتها وأغنيائها ، فبعدا له كما بعدت ثمود ، إنّه ليس علينا إمام غيرك ، فأقبل لعلّ اللّه أن يجمعنا بك على الحقّ ، وانّ النعمان بن بشير في قصر الإمارة ، وانّنا لم نجتمع معه في جمعة ولا نخرج معه إلى عيد ، ولو قد بلغنا أنّك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء اللّه تعالى » .

ثم سرّحوا بالكتاب مع عبد اللّه بن مسمع الهمداني وعبد اللّه بن وال وأمروهما بالنجاء[4] ، فخرجا مسرعين حتى قدما على الحسين ( عليه السّلام ) بمكة لعشر مضين من شهر رمضان ، ولبث أهل الكوفة يومين بعد تسريحهم بالكتاب ، وأنفذوا قيس بن مسهر الصيداوي وعبد اللّه وعبد الرحمن ابني شداد الأرحبي وعمارة بن عبد السلولي إلى الحسين ( عليه السّلام ) ومعهم نحو من مائة وخمسين صحيفة من الرجل والاثنين والأربعة ، ثم لبثوا يومين آخرين وسرّحوا إليه هاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبد اللّه الحنفي ، وكتبوا إليه :

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

« للحسين بن عليّ ( عليهما السّلام ) من شيعته من المؤمنين والمسلمين .

أمّا بعد ، فإنّ الناس ينتظرونك ، لا رأي لهم غيرك ، فالعجل العجل ، ثم العجل العجل ، والسلام » .

ثم كتب شبث بن ربعي وحجّار بن أبجر ويزيد بن الحارث بن رويم وعروة بن قيس وعمرو بن الحجّاج الزبيدي ومحمد بن عمير التميمي :

« أمّا بعد ، فقد اخضرّ الجناب وأينعت الثمار ، فإذا شئت فاقدم على جند لك مجنّدة ، والسلام »[5].

جواب الإمام ( عليه السّلام ) على رسائل الكوفيّين :

تتابعت كتب الكوفيّين كالسيل إلى الإمام الحسين ( عليه السّلام ) وهي تدعوه إلى المسير والقدوم إليهم لإنقاذهم من ظلم الامويّين وبطشهم ، وكانت بعض تلك الرسائل تحمّله المسؤولية أمام اللّه والامّة إن تأخّر عن إجابتهم ، ورأى الإمام - قبل كلّ شيء - أن يختار للقياهم سفيرا له يعرّفه باتّجاهاتهم وصدق نيّاتهم ، وقد اختار ثقته وكبير أهل بيته مسلم بن عقيل ، وهو من أمهر الساسة وأكثرهم قدرة على مواجهة الظروف الصعبة والصمود أمام الأحداث الجسام ، وزوّده برسالة رويت بصور متعدّدة ، من بينها النصّ الذي رواه صاحب الإرشاد ، وهي كما يلي :

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

« من الحسين بن عليّ إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين :

أمّا بعد ، فإنّ هانئا وسعيدا قدما عليّ بكتبكم ، وكانا آخر من قدم عليّ من رسلكم ، وقد فهمت كلّ الذي اقتصصتم وذكرتم ، ومقالة جلّكم : أنّه ليس علينا إمام ، فأقبل لعلّ اللّه أن يجمعنا بك على الحقّ والهدى ، وإنّي باعث إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل ، فإن كتب إليّ أنّه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الحجى والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم ، وقرأت في كتبكم فإنّي أقدم إليكم وشيكا إن شاء اللّه ، فلعمري ما الإمام إلّا الحاكم بالكتاب القائم بالقسط الدائن بدين الحقّ الحابس نفسه على ذات اللّه ، والسلام »[6].

 

[1] تأريخ ابن عساكر : 13 / 68 .

[2] الأخبار الطوال : 209 .

[3] سيرة الأئمّة الاثني عشر : 2 / 58 .

[4] النجاء : السرعة .

[5] الإرشاد : 2 / 38 ، وروضة الواعظين : 171 ، وتذكرة الخواص : 213 ، وتأريخ الطبري : 4 / 262 ، والفتوح لابن أعثم : 5 / 33 ، ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 195 .

[6]  الإرشاد : 2 / 39 ، وإعلام الورى : 1 / 436 ، والفتوح لابن أعثم : 5 / 35 ، ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 195 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.