أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-28
805
التاريخ: 2023-02-09
1388
التاريخ: 2023-03-08
1214
التاريخ: 2024-01-16
1060
|
رسالة لأبي المطرف
ومما كتب أبو المطرف - رحمه الله - وفي أثنائه إشارة إلى الكفار الغالبين على بلاد الأندلس، ما نصه:
ألا إن شخصينا على القطع واحد ... وجاحد هذا للضرورة جاحد
فإن لم تصدق ما نطقت بصدقه ... فإنك لي لاح وللود لاحد ومعاذ الله، عز وجل، أن تلحاني، أو تمنع أنفك ريح ريحاني، وكيف تصد عني وجهك، أو تشحذ لي غرب نجهك (1) ، وأنا في غيبك أمين، ولشمالك يمين، ولكم دعوت بي فأجبت، واستغنيت عني فحجبت، وأردت الاستبداد فما استطعت، ونعت (2) الوداد فما أحسنت النعت، وإنما تحمد
(317)
فراهة الأعوجي إن جرى، وتذكر فضيلة ابن السري إذا سرى، فأما الاقتصار على عظم باد، والانتظار لعين عدمت السواد، فخطأ من القائل، وخطل عند العاقل، ولله در أخيك من مغمض طرف التطرف، قارئ أدب الصحبة على السبعة الأحرف، كرع في أعز مورد، وتواضع في شرف مولد، وسما بنفسه عن أن يستخفه نسب يرفعه، وحسب ما منا أحد يدفعه، وكذلك الكرام يرون عليهم حقا، ويتوقون من لم يكن من الكبر موقى، ولعهدي به وظل الثروة بارد (3) ، وشيطان الشبيبة مارد، وبشره في الملمات يرف، وقدمه إلى الحاجات تخف، يصون عرضه بماله، ويخفي صدقة يمينه عن شماله، ويقسم جسمه في جسوم (4) ، ويقوم بالحقوق غير ملول ولا ملوم، تلك المكارم لا قعبان (5) ، وما تستوي البدنة المهيضة م غيرها في القربان، وعرضت بذكر العصر الخالي، والقصر العالي، وظل من فنن وريق، وعيش مع أكرم فريق، وما تذكر من زمن تولى؛ وعهد على أن لا يعود تألى، فارقناه أحسن ما كان، وودعنا به الأطيبين الزمان والمكان، فعفت الرسوم، وأفلت تلك النجوم، ورمتنا عن قوسها الروم، ثم خلفتنا في المغاني، وقسمتنا بين الأسير والعاني، فأودى القل والكثر، واشتفى من الإسلام الكفر، فكم كأس أنس أرقناه، ومنزل فرقة الأبد فارقناه، وذكرت اجتيازك بين العلمين (6) ، وقطعك متن اليم في يومين، وأنك انتقلت من ذوات الألواح، إلى عذبات الأدواح، ومن متهافت الشراع، إلى منابت اليراع، ومن سكنى بيت السكان، إلى منزل به الفلاح والملاح يشتركان، حيث اجتمع الضب والنون، وأينع التين والزيتون،
(318)
وظللت الساحات، وذللت الثمار المباحات، فلا تشرقنا يا أصيل، ولأم تلك الأرض الويل، انتهى.
ووصل هذا الكلام بالأبيات التي تقدمت قريبا، وهي قوله " زدنا على النائين عن أوطانهم إلخ " .
[رسالة أخرى لأبي المطرف]
وكتب رحمه الله عن أهل شاطبة أيام كان قاضيا بها، مهنئا أمير المسلمين ابن هود المستولي على الأندلس آخر دولة الموحدين بوصول الكتاب العباسي الكريم إليه من بغداد بولاية الأندلس، إذ كان ابن هود حين ثار على الموحدين يدعو إلى الخليفة العباسي الذي كان أكثر الملوك في ذلك الزمان يدينون بطاعته، بما نصه بعد الصدر:
أما بعد، فكتب العبيد - كتب الله تعالى للمقام العلي المجاهدي المتوكلي سعادة لا تبلغ أمدا إلا تخطته؛ ويدا علوها أثبتته أيدي الأقدار وخطته ؟ من شاطبة وبركات الأمر المجاهدي المتوكلي، والعهد الواثقي المعتصمي، تنسكب كالمطر، وتنسحب على البشر، وتقضي بعادة النصر والظفر، وسعادة الورد والصدر، والحمد لله، وعند العبيد من أداء فروض الخدم، والقيام بحقوق النعم، ما عقدت عليه ضمائرهم، وسمت إليه نواظرهم، واشترك فيه باديهم وحاضرهم، فجناب أملهم فسيح، وتجر (7) خدمتهم ربيح، وحديث طاعتهم حسن صحيح، وبسنا النظر العلي اهتداؤهم، وفي الباب الكريم رجاؤهم، وبصدق العبودية اعتزازهم وإليها اعتزاؤهم، والله تعالى ينهضهم بوظائف المثابة العلية، ويحملهم على المناهج السوية، ووصل الكتاب الكريم متحليا برواء الحق، ناطقا بلسان الصدق، واصفا من التشريف والفخار المنيف، ما صدر عن إمام الخلق، فلا
(319)
بيان أعجب من ذلك البيان، ولا يوم كذلك اليوم تبدى نظره للعيان، أو تأدى خبره في أخبار الزمان، نثرت فيه الخلع العباسية في أعلى الصور، وبرز منها للعيون ما يعثر البليغ عند وصفه في ذيل الحصر، ويهدي سواده سواد القلب والبصر، فيا لمشهدها ما أعجب ما كان، ومرآها الذي راع الكفر وراق الإيمان، وأشبه يومه بالأندلس يوم خرجت الرايات السود من خراسان، وكفى بهذا فخارا لا يحتاج ثابته مثبتا، أن باشرت بردا باشر البدن الذي طاب حيا وميتا، فهو علو في الإسناد ولا نظير له في العوالي، وفخار ضلت عن مثله العصور الخوالي، وجلت بهجته أن تخلق جدتها الأيام والليالي، ودل الكتاب العزيز على التسمية المشتقة من الجهاد، والسمة من سيف أمير المؤمنين بما لا يدخل في جنس ذوات الأغماد، وخير الأوصاف ما صدقه الموصوف، وللكريم النسب نسبة يباهي (8) بها الدين وتزهى السيوف:
فإن نحن سميناك خلنا سيوفنا ... من التيه في أغمادها تتبسم ومما أفاده الكتاب المبهج بطيب أنبائه، نص علامة سيدنا صلوات الله عليه وعلى آبائه، فإنها تضمنت صفة لله، عز وجل، من صفات الكمال، ودلت على مذهب أهل السنة في خلق الله، عز وجل، الأعمال، وأشعرتنا معشر العبيد بعناية سبقت بالمقام المجاهدي المتوكلي - أحسن الله تعالى إليه - حين تولى خلافة أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فإنه لما شايعه بعزيمة مساعدة، ونية في مشارع الصفاء والإخلاص واردة، ألهم زيادة في العلامة شاركت الإمامة في صفة واحدة، فهذه كرامة في العلامة، هي علامة الكرامة، وهبة من مواهب الكشف يجدها من امتثل قوله " فاستقم كما أمرت " فكان من أهل الاستقامة، وتضمن الكتاب الكريم بيعة أهل جيان وما معها، وإن هذه البشائر وما تبعها، لفروع عن هذا الأصل الصحيح، وأقيسة عن هذا النص الصريح، فأدلة
(320)
الخلافة قد استقلت، وشبهة الخلاف قد بطلت واضمحلت، والحمد لله على أن منح جزيل النعماء، وشرح باليقين صدور الأولياء، وشرف هذه الأمة بإمامة نجل الأئمة الخلفاء، وابن عم سيد الرسل وخاتم الأنبياء، والعبيد يهنئون بهذه النعم، التي لا يستقل بذكرها قلم، ولا يقطع علم من وصفها إلا بدا علم، وبهم من الأشواق إلى مشاهدة المعالم السنية، ولثم اليمين الطاهرة العلية، ما أكده دنو الدار، وجدده ما تجدد للمقام العالي المتوكل من نعم ا لله تعالى الجليلة المقدار، والشاهدة له بإسعاد الأيام وإسعاف الأقدار، فلو أمكنهم الإقدام لأقدموا، ولو وجدوا رخصة في المسير لعزموا، وهم يستلمون البساط الأشرفي توهما ومن أملهم أنهم في الحقيقة قد استلموا، انتهى.
وبه تعلم أن الدولة العباسية خطب لها ببلاد الأندلس - أعادها الله للإسلام - ولا يخفاك أن ما جلبناه من ذلك وغيره مناسب للمقام، فلا انتقاد ولا ملام.
__________
(1) النجه: الردع والانتهار.
(2) ج: وأنفت.
(3) ج: وارد.
(4) من قول عروة بن الورد:
أقسم جسمي في جسوم كثيرة ... وأحسو قراح الماء والماء بارد
(5) من قول أمية بن أبي الصلت:
تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
(6) ج: العالمين.
(7) ك: ومتجر.
(8) دوزي: يبأى.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|