جغرافية النقل

تعد جغرافية النقل أحد الفروع الأساسية في الجغرافية الاقتصادية التي أكد على جميع المهن التي من شأنها أن تدخل في عمليات الإنتاج. لذلك نرها تؤكد على الجانب الزراعي والصناعي في المقام الأول، إذ ظهر هذا التأكيد في جميع ابحاث الجغرافية الاقتصادية واعتمدت في هذا التأكيد على دور العمليتين أي الزراعة والصناعة من حيث انهما يعملان على ايجاد منتجات من شانها اشباع حاجة المستهلك في مرحلة اتصف فيها الإنتاج بميزة الاشباع المحلي، لكن وبسبب التطور التكنولوجي الذي طرأ على الإنتاج الزراعي والصناعي الذي أدى بالنتيجة إلى التحول من الإنتاج المحلي أو الاكتفاء الذاتي إلى الإنتاج العالمي برز هنا دور النقل ليعمل على زيادة المنفعة للمواد المنتجة وبرزت معه جغرافية النقل التي تهتم بوسائل النقل وتطورها ودراسة العلاقة بين الإنتاج والاستهلاك والعوامل التي تعمل على تقوية تلك العلاقة.

وتعد جغرافية النقل من أكثر أنواع الجغرافية تدخلا في أمور الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، إذ يعد النقل عملية تسهل التبادل بين المناطق الجغرافية وخصوصا إذا ما استخدمت الطرق والوسائل الحديثة وللنقل دور في التأثير على أسعار السلع والبضائع عند نقلها من مناطق الإنتاج إلى مناطق الاستهلاك إذ يتغير سعر السلعة بعد نقلها إلى مناطق استهلاكها وبما أن جغرافية الزراعة من أهم فروع الجغرافية ارتباطا بطرق النقل، لغرض نقل منتجاتها إلى مناطق الاستهلاك وبالتالي تحقيق الأرباح لاسيما للسلع سريعة التلف أضف إلى ذلك أن الإنتاج الزراعي لم بعد مقتصرا على الأفراد والأقاليم بل أن هناك توجه كبير لعمليات الاستثمار الاقتصادي لغرض الحصول على العوائد المالية لذلك باتت تسهيلات النقل في هذا الميدان أكثر ضرورة ليس فقط في تهيئة مدخلات الإنتاج، بل انها تسهيلات النقل لأزمة لأغراض تسويق الإنتاج بشكل سريع ومتكرر وهو الاهم كون ان نسبة عالية من بعض اصناف الإنتاج قابلة للتلف السريع, ثم توسعت هذه العلاقة بين التخصصين بعد التطور الذي طرأ على طرق حفظ المنتجات الزراعية المبردة ونقلها في وسائل النقل البرية والبحرية والجوية إذ كان من الصعب نقل هذه المنتجات إلى أماكن بعيدة ولم يكن بالإمكان بعض المناطق استغلال منتجات كمناطق أخرى لا بفضل هذا التطور في وسائل النقل الحديثة.