المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



الكذب يخلق اللاأبالية لدى الإنسان  
  
1543   09:13 صباحاً   التاريخ: 25-6-2022
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الحياة في ظل الأخلاق
الجزء والصفحة : ص52ــ54
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-28 1364
التاريخ: 19-6-2016 3243
التاريخ: 2024-09-30 195
التاريخ: 2024-08-03 405

يتمتع الكذاب بالقدرة على تبرير تقاعُسِهِ عن أداء واجباته عن طريق الأعذار الكاذبة. ويهون على مثل هؤلاء الأفراد نقض العهد والميثاق، وعدم الالتزام بالمواعيد وعدم أداء الواجبات المفروضة وغيرها؛ لأنهم يسدلون حجاباً دون الموضوع ويتخلصون من التوبيخ بجلب سلسلة من الأعذار المزيفة. 

وعلى العكس من هذا نجد أن الصادق يضطر إلى رعاية مثل هذه الأمور، فلا يمكنه أن يكون لا أبالياً.

* الكذاب لا يثق حتى بنفسه!

يفتقد الكذابون الثقة ليس بالآخرين فقط - لأنهم يعتقدون بأنهم مثلهم - بل بأنفسهم أيضاً؛ لأنهم يظنون بحقائق جميع الأشياء وحتى بقدرتهم في مقاومة المشكل وحوادث الحياة المختلفة، وعزمهم وإرادتهم لإنجاز الأعمال.

وقد جاء في الحكم القصار لأمير المؤمنين علي عليه السلام: «إياك ومصادقة الكذاب فإنه كالسراب يقرب إليك البعيد ويبعد عليك القيب»(1).

ولو أن صفة قلب الحقائق كانت قد ذكرت كخصلة للكذابين مع أصدقائهم، لكنها بسبب التعود على الكذب، توجد في نفوسهم أيضاً ، فيشكون في الحقائق والحوادث التي تخصهم أو تخص الآخرين، وهذه أتعس مرتبة يبلغها الإنسان في حياته.

* سبب الكذب:

وكما ذكرنا سابقاً فإن الكذب ينبع من إحدى نقاط الضعف الروحية:

فقد يخاف الإنسان من الفقر أحياناً، أو من تفرق الناس عنه، أو من فوت الجاه أو المقام أو غيرها من الشهوات، فيلجأ إلى الكذب مستعيناً به للحصول على أغراضه.

وقد تقود التعصبات الجاهلية، وحالات الحب أو البغض الإفراطية، الإنسان إلى الكذب لصالح من يحب أو ضد من يكره.

ويكذب ليظهر نفسه أكثر من حقيقتها، ويتظاهر بالعلم والدراية في المسائل العلمية والتاريخية المختلفة.

لكن الحقيقة هي أن جميع هذه الرذائل، التي تشكل جذور الكذب، نابعة من نقص الشخصية والعجز الروحي وضعف الإيمان.

فالذين لا يؤمنون شخصيتهم كذوي النفوس الضعيفة يلتجأون إلى الكذب والتزوير والغش والخيانة لنيل مقاصدهم والتخلص من التَبِعات، وبعكسهم المقتدرون ذوو الشخصية العالية، فإنهم يعتمدون على قدراتهم الشخصية وينجحون من خلالها.

وهكذا الذين يؤمنون إيماناً تاماً بقدرة الله الأزلية ويعتقدون بأن جميع البركات والنجاحات والتوفيقات مرهونة بإرادته النافذة في جميع الأشياء، فهم يعتقدون بأن قدرته فوق كل شيء وأن يده فوق أيديهم، فلا مبرر لارتكاب المعاصي والكذب من أجل الحصول على منافع وقتية زائلة أو دفع أضرار معينة.

وقد يمكن أن تترسخ جذور هذه الرذيلة الخطرة في الإنسان بسبب الغفلة عن أضرارها وعن أهمية الصدق وفوائده، أو بسبب تلوث المحيط العائلي أو الاجتماعي أو المعاشرين.

ويعتبر نقص الشخصية وعقدة الحقارة عاملاً آخر من عوامل الكذب المهمة، فيسعى المصابون بهذه العقدة إلى تعويض هذا النقص، الذي يحسون به، من خلال أنواع الأكاذيب.

____________________________________

(1) نهج البلاغة - الحكم القصار، الحكمة ٣٨. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.