المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الحرية المطلقة  
  
7663   01:09 صباحاً   التاريخ: 14-6-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص107ـ 113
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

وجود آراء مختلفة حول حرية الفرد فالبعض يقول بإطلاقها والآخرون يقولون بالتحديد المطلق والقسم الثالث يقول بالحرية المشروطة، ولكل من هذه الآراء مؤيد يعمل بها.

وقد خصصنا هذا الفصل لتبيان وجهة نظر المجموعة الأولى وبحثها ونقدها مع رعاية الاختصار:

رأي أصحاب الحرية المطلقة

يقولون بأن الإنسان وبحكم طبيعته حر يستطيع فعل ما يشتهي ويشاء. يجب منح الطفل الإذن بفعل ما تمليه عليه أمانيه ورغباته وبأي شكل يريده لتحقيق ذلك.

يوصون الآباء والمربين بالموافقة على جميع رغبات الأطفال وسلوكياتهم وأحلامهم وبدون النظر إلى ماهية أعمالهم

لقد اعتبرها البعض مساوية إلى الفوضى وان اختلاط الافراد مع بعضهم هو في الواقع نوع من الحيوانية(1)، ويطمحون إلى الحرية التي لا محدودية فيها على الإطلاق.

شعارهم للأطفال: دعهم يفعلوا ما يشاؤون(2)، وقد وصل الأمر بهم الى نفي الخوف من الله تعالى وأمره ونهيه، يقول الطفل حر بفعل ما يشاء و يلمس ما يشاء ولا ولاية لأحد على أحد.

ينفون وجود الأخلاق والقوانين البشرية ويقولون أنها مانعة للحرية(3)، ويقولون بأنه كلما زال الخوف زادت الحرية وكلما حدده الآخرون أو حدد الطفل نفسه سيكون أكثر بلاء.

أدلة طلاّب الحرية

أدلتهم حسب ما يدعون به:

- عالم الطبيعة مليء بالظواهر النباتية والحيوانية الحرة، إذن لم لا يكون الإنسان كذلك؟

- الحرية حق طبيعي للإنسان، وأن الإنسان خلق حرا، وأن الطبيعة يجب أن تكون دليل التربية(4)، ومثالها.

- لو سُلبت حرية الفرد سيُصاب بالعقد النفسية وهذا يؤدي إلى الصدمة الروحية وسيكون له أثر سلبي على حياته(5).

- القضاء على الحرية يؤدي إلى الخمول والكآبة والتبعية الشديدة للأب والأم ولهذا اثر سيء على مستقبله.

- الحرية ناشئة من الإرادة، وكل إرادة تشير إلى حاجة، ولهذا لا يحق حرمان الأفراد من إرادتهم.

ويعتقدون بان الميول والرغبات الباطنية للطفل هي خير دليل على سلامته الجسمية والروحية والى سعادته المستقبلية، ويجب قبول ذلك فيهم، وأن وجود الحرية المطلقة سيكون سبباً إلى النشاط والسرور الروحي وهو ما يجب الاهتمام به في التربية.

مناقشة الحرية المطلقة

يمكن أن تكون لها فوائد ومزايا ولكن الحق أنها تسبب أضراراً وصدمات شديدة جداً وغير قابلة للجبران عند الطفل. نطرح الموضوع هنا من جانبين فردي اجتماعي مع رعاية الاختصار.

ألف: الأضرار الفردية

هناك الكثير من الأضرار التي تلحق بالأبناء منها:

1ـ الأخطار النفسية: الحرية المطلقة تسبب الصدمات للأطفال، بما آنهم لا يشخصون طريق خيرهم وصلاحهم والشبائك التي تعترضهم، فقد يقعون في فخ خطر جداً وأن حب اطلاعهم قد يؤدي بهم إلى ذلك أيضاً مثال ذلك: اللعب في الأدوات الكهربائية أو الحادة أو مع الحيوانات المؤذية، أو قد يحول دون ذلك المراقبة المستمرة التي تكلف الأب والأم جميع أوقاتهم وحياتهم.

2ـ التوقع الزائد: إطلاق المجال لطيش الطفل يجعله يتوقع أكثر من المعقول ويؤثر ذلك على هدفه، لأنه سيكون في حالة مستمرة من التفكير في التوسع والتسلط وإرضاء رغباته، وتنشأ من هذا الإطلاق توقعات كبيرة وثقيلة ورغبات جانبية كثيرة، وان تلبيتها يجعل منه طفلاً مدللاً حساساً، وعدم تلبيتها يسبب بروز الفوضى والصراع، وقد يصل الأمر معه في المستقبل إلى مرحلة لا يجدي فيها اللوم والأمر والنهي ولا يمكن لأحد منعه عن شيء.

3ـ تؤدي إلى الفساد: الحريات اللامحدودة تقود حركته إلى الفساد وإلى الحظ السيء الآن وفي المستقبل، وهو يسعى إلى التحلل من خلال تلك الحرية ويذهب بإرادته حيثما تشاء، وأحياناً تؤدي إلى العلاقات المفتوحة التي تفتقر إلى الأصالة وإلى الشرف والعفة. لا شك ان إشباع الغرائز يؤدي إلى الشهوات والغضب واللوم الذي تكون عاقبته السمعة السيئة والفشل.

4ـ العوارض الاخرى: من العوارض الفردية الأخرى لها:

- الفوضوية في العيش وعدم الانضباط والتأثير السلبي على الآخرين

- يصبح عنصر خامل وعديم الإرادة، ويستسلم لكل اشكال الظروف.

- إرضاء جميع الرغبات بصورة مطلقة يسبب بروز آلاما لا يمكن تسكينها(6).

- توسيع وتقوية غريزة التخريب والتهجم وهذا ما يؤدي إلى الإيذاء والتجاوز(7).

- إبعاد الإنسان عن الخط الإلهي والدين والقيم وهذا ما يؤدي إلى الانحطاط.

- موت القيم وبروز الأيديولوجيات الشيطانية والتي تدعوا إلى عبودية ورقية الإنسان.

- الرقيّة هي واقع الحرية المطلقة والتي تؤدي إلى قتل إنسانية الإنسان.

- وفي النهاية فإن افراد من هذا القبيل وحسب قول (ويل ديورانت): سيشربون كأس الفشل حتى جرعته الأخيرة(8).

باء: الأضرار الجمعية:

وفيها أضرار عامة كذلك تؤدي إلى السقوط والانهيار منها:

- تحديد حرية الآخرين وسلب راحتهم تحت عنوان حرية الأفراد.

- الخصام والجدال الاجتماعي لأن كل فرد يريد حفظ مكانته وحقه في الحياة.

- تعريض أمن الآخرين إلى الخطر وخصوصاً أمن المجتمع بسبب الفوضى الناتجة عن الحرية المطلقة.

- اضطراب الوضع العائلي وتحريم العيش بالنسبة للوالدين والباقين.

- اتساع الأفكار الحيوانية في المجتمع وخصوصاً من قبل المذاهب التي تضع الحرية في اختيار الأهواء(9).

- اتساع استغلال الأفراد من قبل بعضهم، أي أن القوي يأكل الضعيف وهكذا(10).

- انتشار الميول الشهوانية والرغبات الطائشة التي تؤدي إلى ضياع الشخصية.

- وبالتالي انتشار الفشل والضياع والمفاسد والأزمات الروحية وعدم الانسجام.

نتيجة البحث

الحرية المطلقة ليست علمية ولا أخلاقية ولا مذهبية وأننا في الحقيقة لم نقدم خدمة إلى الأفراد في إعطائنا لهم هذه الحرية فحسب وإنما جعلناهم عبيداً للأهواء وإلى الأبد، وبذلك سلبنا منهم سلامتهم الفكرية والنفسية، وجودها مضر بالمصلحة لاختلاف الأهواء والميول وهو ما يؤدي إلى الازدواجية والتعددية ونتيجة ذلك سيقع التضاد والتناقض.

الحرية تقضي على الحياة، وتوقف حركة الناس وتعطل الفاعلية الروحية وتشكك بالشؤون الانسانية، وإن حدث ذلك في الوسط العائلي فإن هذا الوسط سيكون غير مناسب للعيش أبداً وينحدر تدريجياً إلى سقوط عنان اختيار الوالدين في أيدي الأبناء وعندها سيحل نظام الغاب وهذا خلاف الغرض، وسيكون سبباً لإيجاد المحدودية.

إذا أطلقت حرية الطفل فإن ضررها سيصل إليه وإلى الآخرين ويوسع ذلك الاطلاق مساحة التناقضات ويؤدي بالفرد إلى العبودية اللا مرئية، وحسب قول الكسيس كارل: (الإنسان المطلق الحرية لا يشبّه بالصقر المحلق في الفضاء اللامتناهي وانما أقرب ما يكون الى الكلب الذي يفر من مأواه ليصبح أسير الصدفة يسيّره ضجيج العجلات إلى هذا الطرف أو ذاك)(11).

وعموماً نستنتج بأن الحرية المعتدلة لا تعني التحلل أو السقوط باي حال من الأحوال(12).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ المذهب المادي.

Laissez Faire2.

3ـ برتراند رسل: الأخلاق الشخصية: فصل القانون والحرية.

4ـ المذهب الطبيعي.

5ـ رأي اغلب علماء النفس من جملتهم كارن وهورناي.

6ـ رضى هاشم: أفكار فرويد ص 108.

7ـ كاريزو.

8ـ ويل ديورانت: لذات الفلسفة.

9ـ محمد تقي فلسفي: الرجال والشباب ج1، ص240.

10ـ قانون الغابة.

11ـ غفوري كَل زاده: طريق وعرف الحياة: ص13.

12ـ أريك فروم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.