أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-8-2021
2111
التاريخ: 18-1-2016
7903
التاريخ: 13/12/2022
1193
التاريخ: 5-6-2020
3191
|
وجود آراء مختلفة حول حرية الفرد فالبعض يقول بإطلاقها والآخرون يقولون بالتحديد المطلق والقسم الثالث يقول بالحرية المشروطة، ولكل من هذه الآراء مؤيد يعمل بها.
وقد خصصنا هذا الفصل لتبيان وجهة نظر المجموعة الأولى وبحثها ونقدها مع رعاية الاختصار:
رأي أصحاب الحرية المطلقة
يقولون بأن الإنسان وبحكم طبيعته حر يستطيع فعل ما يشتهي ويشاء. يجب منح الطفل الإذن بفعل ما تمليه عليه أمانيه ورغباته وبأي شكل يريده لتحقيق ذلك.
يوصون الآباء والمربين بالموافقة على جميع رغبات الأطفال وسلوكياتهم وأحلامهم وبدون النظر إلى ماهية أعمالهم
لقد اعتبرها البعض مساوية إلى الفوضى وان اختلاط الافراد مع بعضهم هو في الواقع نوع من الحيوانية(1)، ويطمحون إلى الحرية التي لا محدودية فيها على الإطلاق.
شعارهم للأطفال: دعهم يفعلوا ما يشاؤون(2)، وقد وصل الأمر بهم الى نفي الخوف من الله تعالى وأمره ونهيه، يقول الطفل حر بفعل ما يشاء و يلمس ما يشاء ولا ولاية لأحد على أحد.
ينفون وجود الأخلاق والقوانين البشرية ويقولون أنها مانعة للحرية(3)، ويقولون بأنه كلما زال الخوف زادت الحرية وكلما حدده الآخرون أو حدد الطفل نفسه سيكون أكثر بلاء.
أدلة طلاّب الحرية
أدلتهم حسب ما يدعون به:
- عالم الطبيعة مليء بالظواهر النباتية والحيوانية الحرة، إذن لم لا يكون الإنسان كذلك؟
- الحرية حق طبيعي للإنسان، وأن الإنسان خلق حرا، وأن الطبيعة يجب أن تكون دليل التربية(4)، ومثالها.
- لو سُلبت حرية الفرد سيُصاب بالعقد النفسية وهذا يؤدي إلى الصدمة الروحية وسيكون له أثر سلبي على حياته(5).
- القضاء على الحرية يؤدي إلى الخمول والكآبة والتبعية الشديدة للأب والأم ولهذا اثر سيء على مستقبله.
- الحرية ناشئة من الإرادة، وكل إرادة تشير إلى حاجة، ولهذا لا يحق حرمان الأفراد من إرادتهم.
ويعتقدون بان الميول والرغبات الباطنية للطفل هي خير دليل على سلامته الجسمية والروحية والى سعادته المستقبلية، ويجب قبول ذلك فيهم، وأن وجود الحرية المطلقة سيكون سبباً إلى النشاط والسرور الروحي وهو ما يجب الاهتمام به في التربية.
مناقشة الحرية المطلقة
يمكن أن تكون لها فوائد ومزايا ولكن الحق أنها تسبب أضراراً وصدمات شديدة جداً وغير قابلة للجبران عند الطفل. نطرح الموضوع هنا من جانبين فردي اجتماعي مع رعاية الاختصار.
ألف: الأضرار الفردية
هناك الكثير من الأضرار التي تلحق بالأبناء منها:
1ـ الأخطار النفسية: الحرية المطلقة تسبب الصدمات للأطفال، بما آنهم لا يشخصون طريق خيرهم وصلاحهم والشبائك التي تعترضهم، فقد يقعون في فخ خطر جداً وأن حب اطلاعهم قد يؤدي بهم إلى ذلك أيضاً مثال ذلك: اللعب في الأدوات الكهربائية أو الحادة أو مع الحيوانات المؤذية، أو قد يحول دون ذلك المراقبة المستمرة التي تكلف الأب والأم جميع أوقاتهم وحياتهم.
2ـ التوقع الزائد: إطلاق المجال لطيش الطفل يجعله يتوقع أكثر من المعقول ويؤثر ذلك على هدفه، لأنه سيكون في حالة مستمرة من التفكير في التوسع والتسلط وإرضاء رغباته، وتنشأ من هذا الإطلاق توقعات كبيرة وثقيلة ورغبات جانبية كثيرة، وان تلبيتها يجعل منه طفلاً مدللاً حساساً، وعدم تلبيتها يسبب بروز الفوضى والصراع، وقد يصل الأمر معه في المستقبل إلى مرحلة لا يجدي فيها اللوم والأمر والنهي ولا يمكن لأحد منعه عن شيء.
3ـ تؤدي إلى الفساد: الحريات اللامحدودة تقود حركته إلى الفساد وإلى الحظ السيء الآن وفي المستقبل، وهو يسعى إلى التحلل من خلال تلك الحرية ويذهب بإرادته حيثما تشاء، وأحياناً تؤدي إلى العلاقات المفتوحة التي تفتقر إلى الأصالة وإلى الشرف والعفة. لا شك ان إشباع الغرائز يؤدي إلى الشهوات والغضب واللوم الذي تكون عاقبته السمعة السيئة والفشل.
4ـ العوارض الاخرى: من العوارض الفردية الأخرى لها:
- الفوضوية في العيش وعدم الانضباط والتأثير السلبي على الآخرين
- يصبح عنصر خامل وعديم الإرادة، ويستسلم لكل اشكال الظروف.
- إرضاء جميع الرغبات بصورة مطلقة يسبب بروز آلاما لا يمكن تسكينها(6).
- توسيع وتقوية غريزة التخريب والتهجم وهذا ما يؤدي إلى الإيذاء والتجاوز(7).
- إبعاد الإنسان عن الخط الإلهي والدين والقيم وهذا ما يؤدي إلى الانحطاط.
- موت القيم وبروز الأيديولوجيات الشيطانية والتي تدعوا إلى عبودية ورقية الإنسان.
- الرقيّة هي واقع الحرية المطلقة والتي تؤدي إلى قتل إنسانية الإنسان.
- وفي النهاية فإن افراد من هذا القبيل وحسب قول (ويل ديورانت): سيشربون كأس الفشل حتى جرعته الأخيرة(8).
باء: الأضرار الجمعية:
وفيها أضرار عامة كذلك تؤدي إلى السقوط والانهيار منها:
- تحديد حرية الآخرين وسلب راحتهم تحت عنوان حرية الأفراد.
- الخصام والجدال الاجتماعي لأن كل فرد يريد حفظ مكانته وحقه في الحياة.
- تعريض أمن الآخرين إلى الخطر وخصوصاً أمن المجتمع بسبب الفوضى الناتجة عن الحرية المطلقة.
- اضطراب الوضع العائلي وتحريم العيش بالنسبة للوالدين والباقين.
- اتساع الأفكار الحيوانية في المجتمع وخصوصاً من قبل المذاهب التي تضع الحرية في اختيار الأهواء(9).
- اتساع استغلال الأفراد من قبل بعضهم، أي أن القوي يأكل الضعيف وهكذا(10).
- انتشار الميول الشهوانية والرغبات الطائشة التي تؤدي إلى ضياع الشخصية.
- وبالتالي انتشار الفشل والضياع والمفاسد والأزمات الروحية وعدم الانسجام.
نتيجة البحث
الحرية المطلقة ليست علمية ولا أخلاقية ولا مذهبية وأننا في الحقيقة لم نقدم خدمة إلى الأفراد في إعطائنا لهم هذه الحرية فحسب وإنما جعلناهم عبيداً للأهواء وإلى الأبد، وبذلك سلبنا منهم سلامتهم الفكرية والنفسية، وجودها مضر بالمصلحة لاختلاف الأهواء والميول وهو ما يؤدي إلى الازدواجية والتعددية ونتيجة ذلك سيقع التضاد والتناقض.
الحرية تقضي على الحياة، وتوقف حركة الناس وتعطل الفاعلية الروحية وتشكك بالشؤون الانسانية، وإن حدث ذلك في الوسط العائلي فإن هذا الوسط سيكون غير مناسب للعيش أبداً وينحدر تدريجياً إلى سقوط عنان اختيار الوالدين في أيدي الأبناء وعندها سيحل نظام الغاب وهذا خلاف الغرض، وسيكون سبباً لإيجاد المحدودية.
إذا أطلقت حرية الطفل فإن ضررها سيصل إليه وإلى الآخرين ويوسع ذلك الاطلاق مساحة التناقضات ويؤدي بالفرد إلى العبودية اللا مرئية، وحسب قول الكسيس كارل: (الإنسان المطلق الحرية لا يشبّه بالصقر المحلق في الفضاء اللامتناهي وانما أقرب ما يكون الى الكلب الذي يفر من مأواه ليصبح أسير الصدفة يسيّره ضجيج العجلات إلى هذا الطرف أو ذاك)(11).
وعموماً نستنتج بأن الحرية المعتدلة لا تعني التحلل أو السقوط باي حال من الأحوال(12).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ المذهب المادي.
Laissez Faire2.
3ـ برتراند رسل: الأخلاق الشخصية: فصل القانون والحرية.
4ـ المذهب الطبيعي.
5ـ رأي اغلب علماء النفس من جملتهم كارن وهورناي.
6ـ رضى هاشم: أفكار فرويد ص 108.
7ـ كاريزو.
8ـ ويل ديورانت: لذات الفلسفة.
9ـ محمد تقي فلسفي: الرجال والشباب ج1، ص240.
10ـ قانون الغابة.
11ـ غفوري كَل زاده: طريق وعرف الحياة: ص13.
12ـ أريك فروم.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|